صاحب أشهر كتاب عن «الارهابية» في أوربا لـ«صوت الأمة»: أمريكا ساعدت الاخوان لتأسيس التنظيم الدولي.. «برازان »: مصر «السيسي» نموذج الديمقراطية في الشرق الاوسط.. رهان الأمريكان على «الإخوان» خاسر (1-2)

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016 02:40 م
صاحب أشهر كتاب عن «الارهابية» في أوربا لـ«صوت الأمة»: أمريكا ساعدت الاخوان لتأسيس التنظيم الدولي.. «برازان »: مصر «السيسي» نموذج الديمقراطية في الشرق الاوسط.. رهان الأمريكان على «الإخوان» خاسر (1-2)
المفكر الفرنسي ميخائيل برازان
حمزة وديع


الكاتب والمفكر الفرنسي ميخائيل برازان صاحب كتاب "الإخوان المسلمين :تحقيق في آخر أيديولوجية شمولية" كاتب ومخرج أفلام وثائقية برع في الأبحاث التاريخية والمشاريع المتعلقة بالجماعات والتنظيمات السرية .

وكتابه الأخير عن الإخوان المسلمين جاء حول تاريخ ونشأة الجماعة وأهم مراحل تطورها السياسي وصولا إلى مرحلة تقلد الجماعة السلطة في مصر وعدم تمكنها من الاستجابة لتطلعات القطاعات العريضة من الشعب .

تناول برازان في كتابه الرؤى الغربية لحركة الاخوان المسلمين وما يرتبط بها من حركات إسلامية في العالم العربي والتي تحوذ على اهتمام العديد من الدوائر السياسية والفكرية في الغرب.

 

الكتاب كان مفاجأة في الأوساط الغربية حيث جمع العديد من الشهادات التي كشفت ابتعاد الجماعة عن الوسطية كما كانت تصدر نفسها للغرب وأمريكا دائما على أنها الممثل الشرعي للإسلام السمح البعيد عن العنف وكان بمثابة إدانة لتورط الجماعة في معظم أعمال العنف في العالم.

ومن كتبه:

«وحدات القتل المتنقلة،كومندوس الموت النازية»

و«تاريخ من الإرهاب"1945-2011"

وجاب برازان العالم العربي،أوروبا و أمريكا خلال سنتين حتى يستطيع فهم حقيقة “الإخوان المسلمون.”

 

وفي حديثه مع «صوت الأمة» أكد أن العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والإخوان المسلمين "قديمة" تعود إلى حقبة الحرب الباردة في القرن الماضي وهناك أمثلة كثيرة على وجود هذه الشراكة بين الإدارة الأمريكية والإخوان ..سواء أكانت الإدارة من الجمهوريين أو الديمقراطيين لإنشاء أول "شبكة" للجماعة خارج حدود الدولة المصرية بشكل خاص.

 

وتابع برازان في حواره أن هذه الشبكة بدأت مع سعيد رمضان واستمرت في ميونخ بألمانيا في الستينيات من القرن الماضي "وسعيد هو الذي أسس أول قاعدة للإخوان في الغرب.. وبطريقة أو بأخرى وبالنظر إلى حالة عدم الاستقرار في المنطقة العربية بعد الربيع العربي في 2011 –وحالة العدوى الثورية فإن هذه الشراكة بين الأمريكان وبين الجماعة استمرت أثناء حكم باراك أوباما، والذي اختار صف الجماعة ووقف بــ جانبها على حساب الرئيس السيسي".

كارثة حكم الإخوان

وأضاف الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية أنه وعلى الرغم من هذه العلاقة بين أوباما والإخوان إلا إننا لابد أن نستحضر بعض الفروق البسيطة خلال فترة شهر العسل بين أمريكا والإخوان فالولايات المتحدة كانت تبحث عن مسعى لأن تجد حلفاء خارج البلاد لمواجهة التمدد الذي يسلكه الاتحاد السوفيتي، على الرغم من وجود اختلافات بين الشريكين "الإخوان المسلمين وأمريكا" وتعارض في التوجهات إلا إنه كان هناك هدف واحد وهو محاربة "العدو المشترك" المتمثل في خطر الشيوعية.

 

وأوضح "برازان" أنه يبدو له في حالة رئاسة أوباما أن الحسابات كانت مختلفة حيث ظهرت جماعة الإخوان المسلمين على أنها القوة الوحيدة المتماسكة والمنظمة والمسؤولة والمتوازنة القادرة على قيادة دول مثل مصر وتونس وربما سوريا ..وصدروا أنفسهم على أن يحمون هذه البلاد من مخاطر أن تقع بين مطرقة الجهاديين المتشددين أو سندان الأنظمة الديكتاتورية الفاسدة والتي وصفوها بأنها لا تحظى بقبول الشارع أو ثقته وفقدت مصداقيتها .

وشدد على أن الأمريكان في الحقيقة كان يقومون بنوع من المراهنة، مضيفا إنه ومما يثير الشفقة أن هذه النظرة الباراجماتية النفعية تحولت فيما بعد إلى كارثية وكانت ساذجة إلى حد كبير.

 

ترامب

وقال المفكر الفرنسي إنه من الصعب الآن أن نقول كيف سوف يتفاعل ترامب مع الإخوان المسلمين وموقفهم بعد وصوله لسدة الحكم "ولست متأكدا إنه على معرفة كافية بالموضوعات المتعلقة بالإخوان على المستوى الدولي وهو ما سوف يخبرنا به المستقبل.

 

وحول مستقبل المنظمات التابعة لــ الإخوان في أمريكا  قال برازان حتى وإن كان هناك قلق من انتخاب ترامب فقد أصبح هذا القلق واقعا عقب نجاحه ويقينا ولست متأكدا من أن هذه الانتخابات ستغير الأشياء جذريا فمن الصعب أن نحكم في هذه الأيام وهذا هو المتبع في معظم الدول الغربية ..والولايات المتحدة ليست هي الأخرى حالة فريدة" ومن منطلق وجهة النظر هذه فلا يمكن إنهاء الارتباط بين الولايات المتحدة والإخوان المسلمين الآن بسبب صعوبة إنهاء الارتباط أو إنهاء عمل شبكات الإخوان المسلمين- وشبكة الحماية الاجتماعية التي توفرها للمعوزين من المسلمين في تلك المجتمعات- كما أن هذه الجماعة نصبت نفسها محاورا فعليا وممثلا للجماعات الإسلامية عند الحديث مع السلطات في الغرب ..والجمعيات الإسلامية في الغرب مثل "الجمعية الإسلامية في أمريكا الشمالية" و"الجمعية الإسلامية في فرنسا" كلها تشكلت عن طريق الإخوان المسلمين في الخارج ، وساهمت في إقصاء الجماعات الإسلامية الأخرى التي كانت موجودة قبلهم في أوروبا مثل الجماعة الصوفية على سبيل المثال، كما فرضت جماعة الإخوان المسلمين نفسها على هذه الأرض الجديدة واستولت على صلاحيات وامتيازات كانت تحصل عليها الجماعات الأخرى مثل تدريب الأئمة وإدارة المدارس الدينية والتي يصعب الاستغناء عنها في مثل هذه البلاد.

 

ويرى برازان أن حظر الجماعة الفوري والتام –لن يكون ممكنا- بحسب رأيه- حيث سينتج عن ذلك أعمال شغب وظواهر تطرف كما أن العديد من المواطنين العاديين في أوروبا سوف يتأثرون نتيجة حظر شبكات الدعم الاجتماعي التابعة للجماعة.

 

وقال إنه وعلى الرغم من رغبة إدارة ترامب الجديدة في حظر الجماعة –بحسب حملته الانتخابية- إلا أن هناك شك في قدرته على إجراء تغيير جذري أو إعادة هيكلة للجماعة التي تتحكم في كثير من المجتمعات الإسلامية في الغرب "حيث تبسط سيطرتها" في هذه البلدان.

قطر في خطر بعد حكم ترامب

وعن إن كان حلفاء الإخوان مثل قطر وتركيا ستواجهان مصاعب أثناء حكم ترامب بسبب دعم الجماعة، قال برازان: "إنه من الواضح أن الحكومات الغربية ،سواء بنجاح ترامب أو بفشله، كانت تعيد حساباتها حول التعامل مع دول الخليج سواء قطر أو السعودية حيث كان هناك تضليل حول طبيعة هذه البلدان في دعمها للتطرف .وهذا الأمر ينطبق أيضا على حسابات الولايات المتحدة وحسابات فرنسا بعلاقتها بقطر والسعودية ..والسياسة الواقعية الآن والتي صاغت شراكات "البترول والتحالف الاستراتيجي ضد إيران وروسيا في وقت سابق" لم تعد تجدي الآن ولم تعد صالحة ولم يعد لها أهمية" فــ فرنسا والولايات المتحدة أدركتا مؤخرا أن دولا مثل المملكة العربية السعودية كانت لها أهداف سياسية وأيديولوجية تتعارض تماما مع القيم الغربية وساهمت في زعزعة الاستقرار في بعض الدول منذ سبعينيات القرن الماضي عن طريق مسح أدمغة المجتمعات الإسلامية، وملؤها بالتطرف وتشجيع تحالفهم مع المذاهب الأصولية عبر القوة الناعمة الإيديولوجية حيث ألقت السعودية بثقلها في هذا المجال.

 

واستطرد برازان :"تركيا تواجه نفس المأزق بسبب التأكد لدى الغرب من أنها تدعم "داعش" على الرغم من كونها عضو في حلف الناتو وصديق تاريخي للولايات المتحدة الأمريكية.ولكن بخلاف السعودية فإن التحالف مع الأتراك سيظل مهما –في الوقت الحالي-وسيقوم الغرب فقط بشجب وإدانة ما يقوم به الأتراك وإدانة الانجراف نحو النظام السلطوي لأردوغان وتوجهه الديني دون قطع جسور التواصل مع أنقرة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة