في عيد ميلادها الـ81.. قصة «فليفل» والسيدة «فيروز»
الإثنين، 21 نوفمبر 2016 07:42 م
فيروز، أو نهاد «نهاد رزق وديع حداد» ابنة حارة زقاق البلاط في مدينة بيروت في لبنان، والتي عرفت الغناء منذ عامها الخامس بعد إن عشقت أصوات أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، عبر آثير ردايو الجيران، وهو ما منحها الشجاعة للمشاركة في حفلات المدرسة حيث التفت اليها الأستاذ محمد فليفل، أحد الأخوين فليفل اللذين لحنا النشيد الوطني السوري.
في البداية رفض الأب المحافظ فكرة الأستاذ فليفل بأن تغني ابنته أمام العامة، لكن الأخير نجح في إقناعه بعد أن أكد له أنها لن تغني سوى الأغاني الوطنية، فوافق الأب مشترطا أن يرافقها أخوها جوزيف في أثناء دراستها في المعهد الوطني للموسيقى والذي كان يرأسه وديع صبرة مؤلف الموسيقى الوطنية اللبنانية، والذي رفض تقاضي أية مصروفات من كل التلاميذ الذين أتوا مع فليفل، وهو الأستاذ الذي لولا تمسكه بإكتشافه لكان حرم الوطن العربي من صاحبة الصوت السوبرانو الذي ألهب قلوب العشاق.
منذ عام 1946 أنطلق صوت فيروز عبر آثير المدرسة ليسافر في رحلة عمرها 70 عاما، هي رحلة السيدة فيروز في عالم الغناء.
ألف لها حليم الرومي مدير الإذاعة اللبنانية أول اغانيها وكانت انطلاقتها الجدية عام 1952 عندما بدأت الغناء لعاصي الرحباني، وكانت الأغاني التي غنتها في ذلك الوقت تملأ كافة القنوات الإذاعية، وبدأت شهرتها في العالم العربي منذ ذلك الوقت. كانت أغلب أغانيها آنذاك للأخوين عاصي ومنصور الرحباني الذين يشار لهما دائما بالأخوين رحباني.
قدّمت مع الأخوين رحباني، وأخيهما الأصغر إلياس، المئات من الأغاني التي أحدثت ثورة في الموسيقى العربية، وقدم عدد كبير من هذه الأغاني ضمن مجموعة مسرحيات من تأليف وتلحين الأخوين رحباني وصل عددها إلى خمس عشرة مسرحية تنوعت مواضيعها بين نقد الحاكم والشعب وتمجيد البطولة والحب بشتى أنواعه.
بعد وفاة زوجها «عاصي» عام 1986 خاضت تجارب عديدة مع مجموعة ملحنين ومؤلفين من أبرزهم فلمون وهبة وزكي ناصيف، لكنها عملت بشكل رئيسي مع ابنها زياد الذي قدم لها مجموعة كبيرة من الأغاني أبرزت موهبته وقدرته على خلق نمط موسيقي خاص به يستقي من الموسيقى اللبنانية والموسيقى العربية والموسيقى الشرقية والموسيقى العالمية.
أصدرت خلال هذه المرحلة العديد من الألبومات من أبرزها "كيفك أنت"، "فيروز في بيت الدين 2000" والذي كان تسجيلًا حيًا من مجموعة حفلات أقامتها فيروز بمصاحبة ابنها زياد وأوركسترا تضم عازفين أرمن وسوريين ولبنانيين، وكانت البداية لسلسلة حفلات حظيت بنجاح منقطع النظير لما قدمته من جديد على صعيد التوزيع الموسيقي والتنوع في الأغاني بين القديمة والحديثة، ألبوم ايه في امل2010 كان آخر ما قدمته من ألبومات عديدة.