السفير محمد العرابي: توصلنا إلى حل يرضي جميع الأطراف فى قضية «ريجينى» (حوار)
الإثنين، 21 نوفمبر 2016 09:46 ص
كشف السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، تفاصيل زيارته الأخيرة إلى النمسا، وتحدث عن توقعاته حول سياسات الرئيس الأمريكي المتتخب دونالد ترامب في المنطقة.
وتطرق «العرابي»، في حوار خاص لبوابة «صوت الأمة»، إلى أهم الملفات الخارجية، ومن بينها ملف سد النهضة الأثيوبي، الذي وصفه بـ«سد الأمر الواقع»، إلى جانب تطورات القضية الفلسطينية، فضلاً عن التوترات السياسية بين مصر وروسيا وإيطاليا، وتأثير ذلك على الإقتصاد المصري.
وأضاف:«توصلنا مع الجانب الإيطالي مؤخراً إلي حل سيرضي جميع الأطراف وهو فصل مسارات القضية وهذا التفكيك سيحل الاحتقان الموجود، فلا يتدخل الشق السياسي في سير القضية قضائياً ولا العكس».. وإلى نص الحوار:
فى البداية ما توقعاتك بشأن سياسة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط؟
من السابق لآوانه توقع سياسات (ترامب)، القادمة تجاه منطقة الشرق الأوسط عموماً، وتجاه مصر خصوصاً، كما أن الحملة الانتخابية لـ«ترامب»، جاء بها العديد من التصريحات بشأن الشرق الأوسط، لكنه في الأغلب لن يلتزم بها.
والجانب الإيجابي الملموس في مواقف (ترامب)، هو وضوحه في التعامل مع الجماعات الإرهابية، بشكل يختلف تماماً عن سلفه باراك أوباما، المنتهية ولايته، والذي كانت مواقفه تجميلية أكثر منها عملية، فلم يسعي للتخلص الفعلي منهم، لذلك أرى أن مواقف (ترامب)، بهذا الصدد تتفق مع وجهة النظر المصرية في مكافحة الإرهاب.
هل تتوقع مواقف عنصرية أو عدائية من الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه العرب؟
لا ننكر أنه قد يخرج علينا بمواقف غير متوقعة، وغير محسوبة، مثل حديثه عن نقل عاصمة إسرائيل إلى القدس، لكن في المجمل لا أتوقع أن يتخذ موقف عدائي أو عنصري تجاه اللاجئين عموماً، وما قيل مجرد دعاية انتخابية للحصول على أصوات الناخبين.
وما توقعاتك بشأن موقفه من القضية الفلسطينية؟
حديث «ترامب» عن نقل عاصمة إسرائيل إلي القدس لن يحدث من وجهة نظري وأرى أن وزراء خارجيته ومستشاريه لن يسمحوا له بهذه الخطوة، لا سيما أنها ستؤثر علي أمن أمريكا في حين أن نقل السفارة متفق عليه منذ سنوات عدة، لكن لم يجرؤ أي رئيس على اتخاذ هذا القرار وعادة ما يؤجله.
ماذا عن سياسة (ترامب) تجاه روسيا؟
أتوقع حالة من التقارب بين أمريكا وروسيا، سيسعي لها (ترامب)، وهذا التقارب سينعكس بصورة إيجابية على الصراعات العربية حتى مجرد الانتهاء من حالة الحرب الباردة بينهم والاتفاق ولو بشكل خارجي، سيحقق الاستقرار في المنطقة.
هل ترى موقف روسيا من الصراع العربي مفيد؟
روسيا حققت طفرة كبيرة من خلال تواجدها العسكري ودورها في الشرق الأوسط، لمواجهة الإرهاب، ونحن مهتمون بموقف (ترامب)، من التواجد الروسي في القضايا العربية وهل سيدعمه أم لا.
كيف تقيم الدور الإقليمي لمصر مؤخراً؟
خلال العامين الماضيين، على وجه التحديد بدأت مصر تستعيد دورها من خلال عوامل عدة، أهمها حربها علي الإرهاب بالإضافة إلى عوامل تاريخية وجغرافية، مكنتها من فرض الاستقرار الداخلي.
وانعكس ذلك على قدرة مصر وصورتها أمام العالم، وظهرت على أنها دولة ذات شأن، وعنصر مهم في استقرار المنطقة، كما أن مكافحتها للهجرة غير الشرعية وضعت مصر في مكانتها الحقيقية ليس على الصعيد العالمي فحسب، بل أيضاً على المستوى العربي وأمام الدول الشقيقة، فقد تمكنت مصر من السيطرة على الهجرة غير الشرعية من ليبيا والعراق ونزوحها إلي أوروبا وأمريكا .
هل أهملت مصر في قضية سد النهضة؟
سد النهضة أصبح حقيقة مؤكدة وعلينا الآن التعامل مع الموقف بشكل عملي، وما زالت الجهات المعنية من الجانب المصري والممثلة في وزيري الخارجية والري تعمل على متابعة كل تفاصيل الموضوع، كما أن سامح شكري، وزير الخارجية، أكد أن المشكلة الآن فنية بحتة وتقوم الجهات الدبلوماسية بالتعامل معها ودراسة الملف بكل جوانبه للتعرف على ما يمكن أن نحققه من وراء هذا السد من سنوات الامتلاء وفتحات التخزين والتفريغ.
كيف ترى الخلاف المصري الروسي خاصة أن السياحة المصرية تأثرت بذلك؟
للأسف روسيا قدمت لمصر سلسلة وعود، ولم يعد أمام مصر المزيد لتقدمه لروسيا حتى يعود الطيران الروسي وأشعر بالدهشة تجاه دولة صديقة كيف تقدم علي إيذاء الاقتصاد المصري، وما يمكن أن أفعله شخصياً هو مطالبتها بمراجعة موقفها.
ماذا يمكن أن يقدم لعودة السياحة إلي عهدها السابق ؟
لا أعتقد أن الوزارات المعنية بخلت بأي نوع من الدعاية الممكنة، لكن الأمر يتلخص في مواقف سياسية لا تتعلق بالترويج السياحي علي الإطلاق، لاسيما أن بعض الدول مثل إنجلترا وروسيا بحاجة إلي قرار دبلوماسي من جانبهم.
متي ستعود السياحة الروسية؟
علي الرغم من أن التوقيت الزمني من الصعب توقعه لكن روسيا حريصة على العلاقات مع مصر نظراً لدورها الرائد في المنطقة فضلاً عن تاريخ التعاون بين البلدين، لذلك أعتقد أن 2017 سيشهد تقدم في العلاقات بشكل ملحوظ.
كيف يحل الخلاف مع إيطاليا بعد مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الذي تسبب في توتر العلاقات؟
توصلنا مع الجانب الإيطالي مؤخراً إلي حل سيرضي جميع الأطراف وهو فصل مسارات القضية وهذا التفكيك سيحل الاحتقان الموجود، فلا يتدخل الشق السياسي في سير القضية قضائياً ولا العكس.
حدثنا عن زيارتك إلي النمسا منذ أيام قليلة وما نتائجها؟
توجهت منذ أيام إلي النمسا في زيارة برلمانية تقابلت فيها مع الجالية المصرية ومساعدة وزير الخارجية للشرق الأوسط، وأعربت فيها عن تقديرها لسياسة مصر وأوضحت وجود آراء سائدة تطالب بإدراج مصر في الاتحاد الأوروبي بدلاً من تركيا.
كما أن الحفاوة التي استقبلني بها أفراد الجالية كانت كبيرة، واتفق عدد من أبناء الجالية، على تصدير نحو 40 طن سكر بشكل سريع مساعدة لمصر، فضلاً عن إرسال عدد كبير من الأدوية غير المتوفرة بكميات كبيرة معربين عن شعورهم البالغ نحو ما يتكبده المصريين من معاناة اقتصادية.