الدولة في مواجهة الغش الإلكتروني.. لجنة تطوير الثانوية العامة تطالب بتطبيق التشويش على المدارس.. وخبراء: حل غير منطقي ويكلف الدولة 200 مليون.. والأفضل ضبط منظومة الامتحانات
الأحد، 20 نوفمبر 2016 08:31 م
لازالت ظاهرة الغش الإلكتروني تمثل تحديًا كبيرًا أمام وزارة التربية والتعليم، نظرًا لما شهدته امتحانات العام الماضي من تسريب للامتحانات، وفي خطوة منه اجتمع المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، باللجنة الوزارية الخاصة بتطوير وتأمين نظام امتحانات الثانوية العامة، وذلك بحضور وزراء التعليم العالي، والشئون القانونية، والإنتاج الحربي، والتربية والتعليم، وممثلى عدد من الجهات المعنية.
وتم خلال الاجتماع بحث تطبيق منظومة جديدة لتأمين امتحانات الثانوية العامة بهدف منع الغش الإليكتروني والتسريب، تقوم أبرز ملامحها على دراسة آلية استخدام أجهزة التشويش باللجان أثناء فترات عقد الامتحانات، فهل يمكن تنفيذ هذا المقترح تكنولوجيًّا؟ وهل سيقضي بالفعل على الغش الإلكتروني وتسريب الامتحانات؟
- تعديل التعليم أفضل لمنع الغش
في البداية قال الدكتور حسني السيد، الخبير التربوي، وأستاذ المناهج بالمركز القومي للبحوث التربوية، إن توجه الحكومة لتطبيق نظام التشويش الإلكتروني على لجان الثانوية العامة أمر ليس في حاجة إليه بل نحن نحتاج إلى تغيير حقيقي في المناهج، وطريقة التدريس للطلاب حتى يبتعدوا عن الغش من أنفسهم.
وأضاف الخبير التربوي، فى تصريح لـ "صوت الأمة"، أن قضية التعليم من القضايا التي تمس الأمن القومي ويجب أن يتم التعامل معها من قبل المسئولين بطريقة أكثر جدية وتكون الحلول المقترحة قابلة للتنفيذ ولا تكلف الدولة ملايين من ميزانياتها، لافتًا إلى أن وزارة التربية والتعليم لا يمكن أن تواجه ظاهرة الغش في المدارس وحدها لكنها تحتاج إلي مساعدة باقي أجهزة الدولة.
- 200 مليون جنيه قيمة التشويش الإلكتروني
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد عبد الظاهر الخبير التربوي، وأستاذ المناهج بكلية التربية جامعة طنطا، أن وزارة التربية والتعليم فشلت في مواجهة عمليات الغش الإلكتروني العام السابق في امتحانات الثانوية العامة، لافتًا إلى أن أدوات الوزارة لا تتناسب مع طرق الغش التى بات يعتمد عليها الطلاب.
وأضاف أستاذ المناهج فى تصريح لبوابة "صوت الأمة" أنه لا يمكن تطبيق نظام التشويش الإلكتروني على امتحانات الثانوية العامة، نظرا لارتفاع تكاليفه التى تتجاوز أجهزتة الـ 200 مليون جنيه، لافتًا إلى أن التشويش اللإلكتروني لا يساعد على حل المشكلات بمحيط اللجان من قبل وزارة التربية والتعليم.
وأوضح الخبير التربوي، أن مواجهة الغش في المدارس تبدأ بإصلاح العملية التعليمية ككل، وحل مشاكل المعلمين، وتدريبهم على الوسائل التى يستخدمها الطلاب في الغش الإلكتروني، مشيرًا إلى أن القضاء على صفحات الفيس بوك التى تقوم على تسريب الامتحانات سيساعد في القضاء على ظاهرة الغش تمامًا.
- أمر معقد
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور زكريا عيسى، خبير تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، أن تطبيق التشويش الإلكتروني على لجان الثانوية العامة أمر في منتهى الصعوبة واقتراح غير منطقي، متسائلا كيف يتم التشويش على كل المدارس التى بها لجان للثانوية العامة فهذا يحتاج إلى آلاف من أجهزة التشويش، الأمر الذي يلغى الفكرة من الأساس، لافتًا إلى أن ضبط منظومة الامتحانات وتطويرها بما يتماشي مع التكنولوجيا العلمية الموجودة هو البديل الأفضل.
وأضاف خبير تكنولوجيا المعلومات، لـ "صوت الأمة" أن التشويش الالكتروني يحتاج إلى تشريعات لتطبيقه، لافتًا إلى أن هناك بدائل كثيرة تستطيع الدولة تنفيذها بدلًا من طرق التشويش المعقدة، عن طريق لجان الكترونية تضبط صفحات الغش بالتنسيق مع الجهات المختصة، بجانب فرض عقوبات على المتسببين في تسريب الامتحانات، فلا يعقل أن بعد تسريب الامتحانات العام الماضي لا يوجد عقوبات قوية لمن قام بعمليات التسريب.