بوابة «صوت الأمة» تكشف: قيادات «داعش» تهاجر إلى غزة لإدارة «أنصار بيت المقدس» بموافقة «حماس»
الأحد، 20 نوفمبر 2016 05:53 م
حصلت بوابة «صوت الأمة» على معلومات موثقة، تفيد بأن مركز قيادة التنظيمات الإرهابية في منطقة الشريط الحدودي بشمال سيناء، قد إنتقل إلى داخل الأراضي الفلسطينية بقطاع «غزة» تحت إشراف مشترك بين عناصر «أنصار بيت المقدس»، وتنظيم «داعش».
وأكدت المصادر التي أمدت «صوت الأمة» بالمعلومات، أن المركز مسؤول عن توفير ملاجئ آمنة للعناصر الإرهابية المصابة والهاربة، وكذلك تقوم بتوفير خط إمداد لوجستي عبر أنفاق يصل طولها لخمسة كيلو متر داخل الأراضي المصرية.
وكشفت المصادر عن أن عملية السطو، التي قام بها عناصر بيت المقدس، أول أمس، على مركز إسعاف الزهور، كانت بهدف سرقة معدات الإسعاف وأدوات الإسعافات الأولية، لإنقاذ أحد القيادات، الذي أصيب فى مواجهات مع قوات الجيش المصري، فى منطقة جنوب الشيخ زويد، بعد أن عجز التنظيم فى إدخاله إلى القطاع عبر الأنفاق، لوجود دوريات أمنية بالقرب من فتحة النفق.
ويكمل المصدر، أن حالة القيادي الحرجة، بعد أصابته بطلقات رصاص فى البطن، وشظايا فى مناطق متفرقة فى الجسد، جعلتهم يلجأون لعملية السطو، تنفيذًا لتوصيات طبيب يتعاملون معه فى غزة بموافقة حركة حماس، وبعد أن سنحت لهم الفرصة، قاموا بإدخاله للقطاع، وخضع لعملية إستصال فى الأحشاء، ومن ثم إنتقل لتلقي العلاج، فى منزل قيادي سابق فى كتائب القسام بحي الشابورة.
وبرغم الحركة لم تعلن صراحة عن تواجد ملحوظ لتنظم داعش داخل القطاع، إلا أن حوادث متكررة أثبت حقيقة وجود التنظيم وتنفيذ عناصره عمليات داخل غزة، إلا أن التعاون بين داعش وانصار بيت المقدس، قد فضح التواجد الحقيقي.
وأضافت المصادر، لصوت الأمة، أن الحركة تعيش حالة من القلق جراء تنامي نفوذ «داعش» في القطاع، معتبرة أن هناك مقدمات كثيرة لذلك، انتهجتها حماس، تسببت في ذلك.
التحركات الداعشية تبدو فعلية على أرض الواقع، حيث كشفت المصادر المطلعة عن أسماء قيادات التنظيم الإرهابي، داخل القطاع وأماكن تواجدهم.
القيادي الأول، عطية أبو ختلة، وهو أحد سكان مدينة رفح بالتحديد «حي الجنينة»، والقاطن خلف عمارة «أذو نحل» بجانب جامعة القدس المفتوحة.
يعد «أبو ختلة» أحد أكبر مهربي السلاح من سيناء إلى غزة في فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وفي الفترة الحالية استورد مخارط لتصنيع السلاح، ويرسلها للإرهابيين في غزة وفي بعض الحالات لسيناء لكن تعترضها قوات الأمن المصرية.
ثاني القيادات، محمد عبد اللطيف أبو جزر، أحد عناصر حركة الجهاد الإسلامي، ضمن صفوف فرق «مدفعية الهاون» ومن ثم انتقل إلى ما يسمون أنصار بيت المقدس في سيناء.
كان أحد العناصر الإرهابية داخل سيناء، بصحبة القيادي الإرهابي محمد رشوان أبو صهيب، والذي لقى حتفه في ضربات للجيش المصري.
تضيف المصادر، أن أبو جزر كان بصحبة «أبو صهيب» أثناء الغارة غارة، وتمت إصابته نزل بعدها إلى غزة للعلاج، وعمل مع أحد عناصر القسام، ويدعى عطية أبو نقيرة ، مسؤول القسام في الشابورة رفح، مشيرة أن محمد عبد اللطيف، قام بتهريب أربعة من آبناء خالته من عائلة الشيخ عيد برفح، إلى مصر ومن ثم إلى ليبيا، وقتل أحد الأشخاص الأربعة في ليبيا.
القيادي الثالث، محمد اسماعيل أبو جزر، كان أحد مسؤولي جماعة الجهاد والتوحيد، يختبئ عند شقيقه «جوهر»، في نفق يبعد حوالي ١٠٠ متر عن بوابة صلاح الدين.
وأوضحت المصادر أن شقيق الداعشي «جوهر» يعد أحد أفراد فصائل الصقور، التابعة لكتائب القسام.
التيار السلفي الجهادي، يمثل أرض خصبة لزيادة أعداد التنظيم الداعشي في القطاع، وذلك وفق لتقارير فلسطينية سبق نشرها، أن «أبو عبد الرحمن» و«أبو المعتصم المقدسي» من المنظرين البارزين المقربين لداعش، ساعدوا في تجنيد أشخاص للتنظيم.
في الـ30 من يونيو العام الماضي، هدد داعش بجعل قطاع غزة واحدَا من مناطق نفوذه في الشرق الأوسط، متهمًا حركة حماس الحاكمة في القطاع بأنها «غير جادة بما يكفي» بشأن تطبيق الشريعة، وذلك في إصدار مرئي أذاعته وكالة أعماق المنبر الإعلامي للتنظيم.
وأرجعت المصادر، تنامي قوة التنظيم إلى أن حماس لم تتعامل مع التهديدات الأولية كما هو المطلوب، إضافة إلى أن الكثير من عناصرها يقاتلون في صفوف داعش، سواء في غزة أو العراق وسوريا، فأغلب من قتلوا في مواطن التنظيم كان أعضاء بحماس.
وأضافت المصادر، أن هناك تواصل بين بعض قيادات حماس وقيادات في الجماعات الإرهابية التي يقودها «أحمد زايد الجهيني» ومن طرف حماس يقودها «ممتاز دغمش»، وأن هناك تنسيق وترتيب على أعلى المستويات فيما بينهم.
من جانبه يقول ثابت العمور، الباحث الفلسطيني في الشئون السياسية، أن السلفية الجهادية في غزة موجودة قبل أكناف بيت المقدس، وأنه في العام 2009 أعلنت الحركة عن إقامة الإمارة الإسلامية برفح.
وأشار العمور في تصريحات خاصة لصوت الأمة، إلى أنه كانت هناك جيوب لتنظيم القاعدة، ممثلًا بجيش الأمة وجيش الإسلام، ومجموعات كثيرة تتبنى المنهج السلفي، وتعلن تلك الجماعات عن نفسها كل فترة.
وأضاف الباحث الفلسطيني، أن التواجد الداعشي في القطاع يعود، إلى مبايعة جيش الإسلام بغزة لتنظيم داعش، وهو الأمر الذي أثار تساؤلات كبيرة واحتمالات لتغير خريطة المشهد على الساحة.
وأرجع «العمور» ظهور جيش الإسلام إلى ارتباطه بتطورات ميدانية على الأرض في ثلاث مناطق الأولى القطاع، حيث شهد تنامي للسلفية الجهادية، والثانية الأوضاع في سيناء، والثالثة المنطقة العربية سوريا والعراق.
وأشار إلى أن ممتاز دغمش، لم يشأ أن تمرر هذه التطورات دون الحضور سواء كان مدفوعًا بقرار شخصي ذاتي، أم بطلب من أنصار بيت المقدس، لكن المستبعد أن تكون حماس أو دحلان هي من حركت هذا الخروج، لما يترتب على ذلك من مستحقات ومتطلبات وتبعات.
وأوضح «العمور» أن هناك بؤر تسببت في ظهور السلفية الجهادية بخلاف رفح النواة الرئيسية، مستشهدًا أن قائد ومؤسس جيش الأمة أبو محمد المقدسي، من شمال القطاع، وممتاز دغمش قائد ومؤسس جيش الإسلام من وسط غزة، وأغلبية قتلى داعش من غزة في سوريا ينتمون للمحافظات الوسطى ومحافظات الشمال، وهو ما يعني بأن الخارطة ممتدة ومتنوعة ولا تقتصر على رفح فقط كموقع جغرافي رافد، الأمر الذي يعني بأن العدد في تزايد.