أوروبا تسعى لوضع سفينة «الأنف الكبير» على سطح المريخ
الأحد، 20 نوفمبر 2016 12:29 م
تأمل أوروبا في عدم تكرار تجربة «بيغل 2»، حين تنزل مسبارًا جديدًا على سطح المريخ، الأربعاء، بعد 13 عامًا على العملية الأولى، فيما تتخذ مركبة تعرف باسم «الأنف الكبير» موضعًا حول هذا الكوكب.
وستكون هذه المهمة الخطوة التقنية الأولى لبرنامج «أكزومارس» الطموح، الذي تأمل أوروبا وروسيا من خلاله البحث عن مؤشرات على حياة حالية أو ماضية على سطح الكوكب الأحمر.
ويحمل المسبار المعد للهبوط اسم «سكياباريلي» تيمنًا بعالم فلك إيطالي، وهو محمول متن المركبة غير المأهولة «تي جي أو»، وسينفصل عنها، الأحد، ليبدأ هبوطه على سطح المريخ، على بعد 175 مليون كيلومتر من الأرض، وفق وكالة الأنباء الفرنسية، الأحد.
وفي حال جرت الأمور على ما يرام، سيهبط المسبار على سطح الكوكب الأحمر بعد ذلك بثلاثة أيام، وسينفذ المهمات المطلوبة منه في بضعة أيام، إذ إنه يعمل فقط ببطاريات مشحونة مسبقًا، وليس على الطاقة الشمسية.
ويقول مارك ماكوغرين المستشار العلمي لوكالة الفضاء الأوروبية: «هدفنا أن نثبت قدرتنا على الهبوط على سطح المريخ، وأن نسجل بعض المعلومات».
بالتزامن مع هبوط المسبار، تتخد المركبة «تي جي أو» موضعًا لها في المدار حول المريخ، بانتظار أن تبدأ عملها في العام 2018.
وستوكل إليها مهمة البحث في الغلاف الجوي للكوكب عن آثار لغازات مثل الميثان يمكن أن تؤشر إلى وجود حياة حالية على سطح الكوكب، ويشبه العلماء هذه المركبة بأنها «أنف كبير في الفضاء» يشم روائح الغازات لهم هناك.
في العام 2020، تنطلق المرحلة الثانية من برنامج «أكزومارس»، وهدفها إنزال مسبار على المريخ مجهز بآلات تتيح الحفر العميق في السطح بحثا عن آثار حياة.
انطلقت المهمة الأولى، المركبة «تي جي أو» والمسبار «سكياباريلي»، قبل سبعة أشهر من الأرض، محمولة بصاروخ روسي قاذف من طراز «روتون»، أقلع من قاعدة روسية في كازاخستان. وقطعت المركبة حتى الآن 500 ميلون كيلومتر في الفضاء.
وفي أواخر يوليو، وضعت المركبة في مسار يوصلها إلى المريخ، ومنذ ذلك الحين تسير كل الأمور كما كان مخططًا لها، بحسب ما يقول ميشال دوني مدير العمليات لمهمة «أكزومارس 2016» في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية.
هبوط معقد
الهبوط على سطح المريخ ليس أمرًا سهلًا، وقد تعقده الأحوال الجوية السيئة أكثر. وفي الآونة الأخيرة، توقعت وكالة الفضاء الأميركية ناسا أن تضرب سطح المريخ «عاصفة رملية شاملة» خلال الأسابيع وربما الأشهر المقبلة.
يدرك المسؤولون عن «أكزومارس 2016» ذلك، ويدركون أيضًا أن الصور التي سيرسلها المسبار أثناء هبوطه قد لا تظهر شيئًا بسبب الغبار.
الأميركيون وحدهم هم من تمكنوا حتى الآن من إنزال مسبارات بنجاح على سطح المريخ، وهذه هي المرة الثانية التي تحاول فيها أوروبا أن تفعل الشيء نفسه.
فقبل 13 عامًا، وفي إطار برنامج «مارس إكسبرس»، أطلق البريطانيون مسبار «يغل 2» الذي حط على سطح المريخ، لكنه لم يرسل أي إشارة من هناك.
وظل المسبار تائهًا عن عيون علماء الفضاء الأوروبيين إلى أن عثر عليه أخيرًا في العام 2015، بفضل صور أرسلها مسبار أميركي يدور في مدار المريخ.
ورجح العلماء أن يكون «بيغل 2 قد تعطل بسبب قوة الارتطام بالسطح. ولعدم تكرار هذه المشكلة، صمم «سكياباريلي» البالغ وزنه على الارض 577 كيلوغراما وقطره 2،4 مترا، بحيث يتحمل الصدمة». فالجزء الأدنى منه محمي بهيكل من الألمنيوم يخفف من قوة الصدمة ويتحطم.
وهو أيضًا مجهز بدرع حراري يقيه حرارة الاحتكاك بالغلاف الجوي للمريخ، ومظلة لكبح سرعة الهبوط، وتسعة محركات ستعمل حين يكون على ارتفاع ألف متر من السطح لكبح السرعة أيضًا، ثم تنفصل عنه قبيل ملامسة السطح.
وتقضي الخطة بأن يهبط المسبار في سهل يطلق عليه العلماء اسم «ميريدياني بلانوم» عند خط الاستواء، حيث هبط المسبار الأميركي «أبورتونيتي» في العام 2004.