«طالبان» تتبنى الهجوم على «الموكب الأمنى» في أفغانستان

الجمعة، 18 نوفمبر 2016 09:12 م
«طالبان» تتبنى الهجوم على «الموكب الأمنى» في أفغانستان
محمد الشرقاوي



أعلن المتحدث باسم جماعة طالبان، قاري يوسف أحمدي، مسؤولية الحركة عن مقتل 8 من أفراد الشرطة الأفغانية، ظهر اليوم الجمعة، وقال إن مقاتلي الجماعة حصلوا على كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة من الموكب الأمني الذي هاجموه.

وقال المتحدث باسم حاكم ولاية «فراه»، في بيان رسمي إن متمردي جماعة «طالبان» نصبوا فخًا للموكب من اتجاهات عديدة، وأنه تم صد الهجوم بعد وصول التعزيزات الأمنية.

الجماعة ذات الأيدلوجية الجهادية، كثفت من هجماتها في الشهور الأخيرة عبر زرع قنابل بالطرق وتنفيذ الهجمات الانتحارية ونصب الأفخاخ لقوات الأمن والمدنيين بأنحاء أفغانستان، وتعيش حاليًا على أمل أن يكون لها قائد مثل الملا عمر، يوحد صفوفها من جديد، فعمر حافظ على تماسك الحركة لمدة 20 عامًا، شهدت بعده الكثير من التقلبات وصفها البعض بانشقاقات وشيكة.

«طالبان» حركة إسلامية تتبع السلفية الجهادية، تأسست عام 1994، وحكمت أجزاء كبيرة من أفغانستان وسيطرت على العاصمة الأفغانية كابل في 27 سبتمبر 1996، شكلت منذ منتصف التسعينيات تهديدًا خطيرًا لحكومتها وحكومات عالمية، تولت الحكم 6 سنوات ثم أسقطت في غزو أمريكي لم يحقق أهدافه.

النشأة
أعلنت الجماعة قيام ما أسموه الإمارة الإسلامية في أفغانستان، ملتزمة بعدم استهداف المدنيين الأبرياء، وتستهدف فقط القوات المضادة لها.

وظهرت الحركة عقب انسحاب قوات الاتحاد السوفيتي السابق من أفغانستان، وبرزت بشكل فعال في عام 1994، وسرعان ما وصلت للسلطة في منتصف التسعينيات وحتى عام 2001، بعدما انهار حكمها إبان الغزو الأمريكي الذي استهدفها وقادة تنظيم القاعدة على أراضيها.

البداية كانت من عملية عسكرية نفذها الملا محمد عمر، في ربيع 1994، بعدما شاع خبر اختطاف واغتصاب فتاتين عند إحدى نقاط السيطرة التابعة لأحد الفئات الأفغانية المتناحرة في قرية سانج هيسار قرب مدينة قندهار، تمكن خلالها من تخليص الفتاتين، وهرب بعدها إلى إلى بلوشستان الواقعة في باكستان.

عاود «الملا»، الظهور مرة أخرى في أفغانستان، بعدها بـ 6 أشهر، بصحبة 1500 مسلحًا لتوفير الحماية لقوافل التجار الباكستانيين لعبور الأراضي الأفغانية مرورا إلى تركمانستان، إلا أن التقارير كانت تفيد أن هذه القوافل لم تكن إلا مقاتلين باكستانيين متخفين كقوات طالبان.

وتمكنت الحركة من السيطرة على «قندهار»، وهاجمت قوات إسماعيل خان المتمركزة في غرب البلاد وتمكنت من السيطرة على مدينة «هيرات» في سبتمبر عام 1995.

وفي شتاء نفس العام، حاصرت طالبان العاصمة «كابول» وأطلقت الصواريخ على المدينة وقطع الطرق التجارية المؤدية إليها، وتسلمت مقاليد الأمور في العاصمة وأنشأت إمارة أفغانستان الإسلامية.

الانتماء العرقي
ينتمي معظم أفراد «طالبان»، إلى القومية البشتونية التي يتركز معظم أبنائها في شرق وجنوب البلاد ويمثلون حوالي 48% من تعداد الأفغان البالغ قرابة 27 مليون نسمة.

التدرج الوظيفي
ويتدرج الطالب في هذه المدارس من مرحلة إلى أخرى، حيث يبدأ بالمرحلة الابتدائية ثم المتوسطة فالعليا والتكميلية، وأثناء دراسة الطالب تتغير مرتبته العلمية من مرحلة إلى أخرى، فيطلق عليه لفظ "طالب" الذي يجمع في لغة البشتو على "طالبان"، وهو كل من يدخل المدرسة ويبدأ في التحصيل العلمي.

المرتبة الثانية هي «ملا»، وهو الذي قطع شوطا في المنهج ولم يتخرج بعد، وأخيرا "مولوي" وهو الذي أكمل المنهج وتخرج من دورة الحديث، ووضعت على رأسه العمامة، وحصل على إجازة في التدريس.

الفكر الأيدلوجي
ترفض طالبان الديمقراطية على اعتبار أنها تمنح التشريع للشعب وليس لله، وهي لا ترى أهمية لوضع دستور لتنظيم شئون الحكم، فالقرآن الكريم والسنة النبوية هما دستور الدولة، وتعتبر الحركة أمير المؤمنين بمثابة الخليفة ينتخبه أهل الحل والعقد، ولا توجد مدة محددة لتولي منصب أمير المؤمنين، ويتم عزله فقط في حالة العجز أو الموت أو إذا أتى ما يخالف الدين.

القرارات المهمة يتخذها الملا محمد عمر بالاستئناس بآراء أهل الشورى، وله الحرية الكاملة في الأخذ بآراء مجلس الشورى أو رفضها.

وترفض الحركة تشكيل أحزاب سياسية، وأعلنت صراحة عند الوصول إلى الحكم، أنها تريد تطبيق الشريعة، وأن تتم العقوبات وفقًا للشرع، لذا بمجرد وصولها إلى الحكم سرعان ما أمرت الرجال بإطلاق لحاهم والنساء بارتداء النقاب، وحظرت طالبان مشاهدة التلفزيون وارتياد دور السينما، بل أن أشهر ما انتقد إبان حكمها هو منعها تعليم الفتيات بعد سن العاشرة في المدارس.

سقوط الإمارة
عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، مباشرة أصبحت حكومة طالبان في دائرة الدول التي يلاحق بها الإرهاب، واتهمت بإيواء زعيم تنظيم القاعدة وقتها أسامة بن لادن وأعضاء التنظيم.

وبعد الحرب الأمريكية على أفغانستان، سقط حكم طالبان بعد شهرين من الغزو، ونجح قياداتها من الفرار إلى مدينة كويتا الباكستانية، وسرعان ما استعادت قوتها، وتوسيع نطاق نفوذها، وأخذت توجه ضربات موجعة عبر تفجير عبوات ناسفة على جوانب الطرق لضرب الناتو والقوات الأفغانية.

دخلت طالبان مرحلة المفاوضات الرسمية على أكثر من صعيد، مفاوضات مع الحكومة الأفغانية وأخرى مع الباكستانية، وذلك بهدف الوصول إلى حل لاستقرار الوضع في أفغانستان التي تعاني منذ 14 عامًا من النزاع المسلح وتشهد تصعيدًا في أعمال العنف.

ورغم عدم التوصل لأي اتفاق مع أي من الأطراف إلا أن ذلك يرجع إلى حداثة المفاوضات أولا ثم تعليقها مؤخرا بسبب وفاة الملا عمر.

التطور الهيكلي والقادة
بعد تأكد وفاة الملا عمر زعيم حركة طالبان، والانشقاقات غير المستبعدة التى ستضرب صفوف طالبان لتغيير الولاء لقائد جديد لكى يستكمل قيادة الحركة، انتخب مجلس شورى طالبان رئيسا جديدا الملا أختر منصور، زعيمًا للحركة.

أبرزهم:
الملا عمر: زعيم طالبان الأول، تولى قيادتها 20 عامًا، عرف بغموض حياته، كان مقاتلا شرسا ضد القوات السوفييتية أثناء الجهاد الأفغاني، وفقد إحدى عينيه بشظية قنبلة أثناء الحرب الأفغانية.

الملا أخطر منصور: عين خلفًا للملا عمر، من أوائل قادة الحركة منذ تأسيسها في قندهار عام 1994، كان مسؤولا عن قاعدة المدينة الجوية، ثم شغل منصب وزير الطيران المدني والنقل، عين حاكما لمدينة قندهار حتى مايو 2007.

الملا هيبة الله اخندزاده: عين نائبًا للملا منصور، وهو المسؤول السابق عن محاكم حركة طالبان.

سراج الدين حقاني: وأيضًا عين نائبًا للملا منصور، وهو نجل جلال الدين حقاني زعيم شبكة حقاني المعروفة بقربها من الاستخبارات الباكستانية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق