محلل تونسي: أمريكا لن تواصل دعهما لحركة النهضة في عهد «ترامب»

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016 11:21 ص
محلل تونسي: أمريكا لن تواصل دعهما لحركة النهضة في عهد «ترامب»

توقع المحلل السياسي التونسي الدكتور فريد العليبي، أن يتراجع الدعم الأمريكي لحركة النهضة في تونس، خلال حقبة حكم دونالد ترامب، للولايات المتحدة، عما كانت عليه في عهد باراك أوباما، وأن ينفك التحالف بين النهضة، ونداء تونس، لكن ستبقى تونس حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة في المنطقة.

وقال أستاذ الفلسفة السياسية بالجامعة الوطنية التونسية فريد العليبي، في تصريحات صحفية، إن العلاقات الأمريكية التونسية تعود لعهود بعيدة، فتونس كانت منحازة لأمريكا خلال الحرب الباردة، وشاركتها جل مواقفها من قضايا عديدة عربية، ودولية والآن هناك أنباء غير مؤكدة عن قاعدة جوية أمريكية في تونس، ومقرا لحلف الـ«ناتو»، وهناك اتفاقية بين البلدين تصنف تونس باعتبارها حليفا استراتيجيا لأمريكا من خارج الحلف الأطلسي.

وأضاف «العليبي»، أن العلاقة الاستراتيجية بين تونس وأمريكا تلقى قبولا من طرف حركتي النهضة الإسلامية، ونداء تونس، ما يعني أن قدوم «ترامب» بوعوده الانتخابية المدوية ورغبته في التركيز على الداخل الأمريكي والتخلي عن الحلم الإمبراطوري الذي راود أوباما والحزب الديمقراطين من قبله قد تكون له تداعياته على تلك العلاقات، فعلى الصعيد الاقتصادي قد تتراجع الإدارة الأمريكية عن ضمان القروض التونسية أو تحد من ذلك.

ورأى أن أمريكا في عهد «ترامب» قد لا تكون معنية بالقدر الذي يضمن استمرار الحزبين الأساسيين المكونين للسلطة في تونس «النهضة والنداء»، في حالة التوافق بينهما ولن تضغط أمريكا لبقاء ذلك، كما كانت تدفع إدارة أوباما؛ ما قد يسرع بانفراط عقد تحالفهما الذي لا يخفى أن قوى عربية، وإقليمية، ودولية أخرى ترعاه بجانب أمريكا.

وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة اتساع في الهوة بين اليمين الديني والقوى السياسية والنقابية التي ترى في حركة النهضة لا تزال تعتبر قوة أصولية تهدد المكاسب الاجتماعية بمواقفها المتناقضة واستمرار هدفها الرئيس بالسيطرة التامة على السلطة السياسية حيث تستثمر الوقت لتحصين مواقعها قبل الانقلاب على أقرب حلفائها عندما يشتد عودها وفعلت ذلك من قبل في عهد الحبيب بورقيبة عندما قربها وحاولت الإطاحة به وهو ذات الأمر الذي حدث مع زين العابدين بن علي.

ورأى أن حركة النهضة في أزمة حاليا بعد قدوم «ترامب» حيث اعتقدت أنها بتقديم بعض التنازلات الاختيارية ستحوز على ثقة الشعب التونسي، حيث ظهر في الانتخابات البرلمانية الأخيرة تراجعا واضحا لشعبيتها قياسا بانتخابات المجلس التأسيسي التي سبقتها، وهناك قسم كبير ممن قاطعوا الانتخابات لا يخفون أيضا عدم رضاهم عنها، بل إنهم ينظرون إليها بتوجس وريبة وقد زاد ما حدث عربيا من مجازر دموية في سوريا واليمن وليبيا والعراق وتورط فيها الإسلام السياسي من حدة تلك المشاعر السلبية تجاه النهضة لذلك لا يصدق كثيرون تراجعات النهضة الظاهرية فقد تعودت على اتخاذ مواقف متناقضة بحسب ما يمليه عليها كل ظرف بينما تظل محافظة جوهريا على مواقفها الإخوانية.

وقال الدكتور فريد العليبي، إن الولايات المتحدة ستحتاج لبعض الوقت إلى حركة الإخوان في تونس، قبل أن تلفظها أو تحد من قوتها وتعتبرها منظمة إرهابية فمفاتيح قوة تلك الحركة جزء كبير منها عند الأمريكيين أو عند دول تأتمر بأوامرهم وهذا سينعكس على حركة النهضة التي تحاول الآن الظهور بمظهر حزب سياسي تونسي قلبا وقالبا وتخفي روابطها بالحركة الاخوانية الأم.

واعتبر أن قوة حركة النهضة في الشارع التونسي حاليا نابعة من قوة الدعم الذي تتمتع به فهي قوة مالية وإعلامية قبل أن تكون سياسية، وقبل سنوات ليست طويلة كان حضورها ضعيفا ومع انبثاق الإسلام السياسي في بعض المراكز الإقليمية قويت شوكتها مستفيدة من الدعم الخارجي، ولكن الآن وفي ظل تخلي بعض الداعمين عنها ومعاناة آخرين من الأزمات فضلا عن الأوضاع العربية والدولية التي تنعكس سلبا على الإسلام السياسي ككل سينعكس سلبا أيضا على مستقبلهم في تونس.

وأشار «العليبي» إلى أن حالة التعايش الليبرالي - إسلامي، على مستوى السلطة السياسية في تونس برعاية دولية لم تأت بنتيجة في صالح الشعب التونسي الذي تتفاقم بين صفوفه البطالة والانتحار والفقر وارتفاع الأسعار ولا يجد من سبيل غير الاحتجاج ما يجعل الشعب في جانب والحزبين النهضة، والنداء، في جانب آخر، ويؤكد ذلك تعطيل الحزبين قانونا مثيرا للجدل حول الكشف عن الحسابات المصرفية في إطار محاربة الفساد المالي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق