«شباب المجاهدين».. ظهير إرهابي مزدوج بين القاعدة وداعش

الإثنين، 14 نوفمبر 2016 05:32 م
«شباب المجاهدين».. ظهير إرهابي مزدوج بين القاعدة وداعش
محمد ربيع

إنشقاقات متكررة ضربت حركة الشباب المجاهدين فى"الصومال"، أقوى تنظيمات القاعدة في دول شرق أفريقيا، ما بين مولاة لتنظيم "داعش "الإرهابي والابتعاد عن "حركة الشباب " التى تأسست فى أوائل عام 2004 كذراع عسكرى لاتحاد المحاكم الاسلامية وفصيل متمرد.

يذكر أن أخر موجات الانشقاق كانت في أكتوبر من العام الماضي، فى أعقاب اعلان فصيل داخل تلك الحركة، مبايعته لتنظيم " داعش"،والمتمثل فى اعلان "عبد القادر مؤمن" ومعه 600 عنصرا، إستيلائهم على مدينة بونتلاند الصومالية، المطلة على خليج عدن وباب المندب والمحيط الهندي.

الشباب
وتتبع "حركة الشباب المجاهين " فكريًا لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أيمن الظواهرى، وتحمل مجموعة من الأسماء المتداوله إعلاميا منها " حركة الشباب الصومالية" و" الشباب" أو "المجاهدون" و"حركة المجاهدين" و"حركة الشباب الإسلامي"، و"حركة الشباب المجاهدين"، و"الشباب الجهادي".

النشأة.
تؤكد العديد من التقارير الأخبارية أنه لايوجد للحركة تاريخا محددًا في النشأة والظهور، حيث أرجعت بعضا من تلك التقارير ظهورها وانتمائها إلى مجموعة شبكات حرة فى أواخر عام 2003 ثم اندمجت جميعها في كيان منظم معلنة "أول وجود رسمي لها " فى اوائل عام 2004، واتخذت تلك الشبكات طريق المقاومة وحرب العصابات ضد القوات الإثيوبية التي تكبدت خسائر فادحة، في هذا التوقيت، حتى أرسل الرئيس الإثيوبي مليس زيناوي، استغاثات دولية لانتشال قواته من المستنقع الصومالي، مما أكسب حركة الشباب شعبية كبيرة بين الصوماليين.

كان أول ظهور رسمى للحركة بشكل علنى فى عام 2006 تحت عنوان "حركة الشباب المجاهدين" عقب سيطرة اتحاد المحاكم الإسلامية على العاصمة مقديشو، ومعظم مناطق وسط وجنوب الصومال، خاصة وأن معظم الميليشيات المسلحة التابعة لتلك المحاكم، كانت تحت سيطرة وقيادات عسكرية من شباب المجاهدين،بقيادة أميرها الشيخ مختار أبي زبير والمعروف ب"أحمد عبدي جودان" والذى كان يشغل آنذاك منصب الأمين العام للمكتب التنفيذي لاتحاد المحاكم الإسلامية.

مسارات الحركة
فى منتصف عام 2007 إنفصلت حركة الشباب الصومالية،عن المحاكم الشرعية بعد تحالفها مع فصائل أخرى، ذات أيدلوجية مخالفة لفكرها المتطرف وإعتبرتها الحركة في " بيان لها " تيارات علمانية ومسيحية، مما مكنها من تحقيق مكاسب على الأرض، ونجحت في تأسيس ولايات تحت إمرتها في مناطق وسط وجنوب الصومال.

يقدر عدد أفردا الحركة منذ عام 2007 ما بين 3000 و7000 مقاتل، تلقوا تدريباتهم في" إريتريا " وفق برامج تدريب لمدة ستة أسابيع يتلقى فيها المسلحين دورة أساسية يكتسبون خلالها مهارات حرب العصابات واستعمال المتفجرات، فيما يتلقى قادة الحركة تدريباتهم على أيدي قيادات تنظيم القاعدة في أفغانستان.

وفى أول مواجهه لحركة شباب المجاهدين بعد انتشارها وتمددها المتواصل بشكل مخيف، قررت الادارة الأمريكية توجيه ثلاث ضربات عسكرية للحركة كدعم للقوات الحكومية والإثيوبية بداية 2007 عبر سفينة تابعة للجيش الأمريكى، وفى شهرى يونيو2007، وديسمبر من العام نفسه، مما تسببت تلك الضربات في خسائر فادحة للحركة على الجانبين المادي والحركي،وقتل قائد الحركة آدن حاشي عيرو، المكنى"أبو حسين الأنصاري " في قصف جوي أميركي فجر 1 مايو 2008 بمدينة طوسمريب وسط الصومال، وكان الانصارى مطلوبًا من أمريكا لاتهامها إياه بالضلوع في تفجير السفارة الامريكية فى نيروبي ودار السلام عام 1988.

قرار امريكى باعتبار حركة الشباب حركة أرهابية
في فبراير 2008 صدر قرار وزارة الخارجية الأمريكية باعتبار حركة الشباب الصومالية "حركة إرهابية"،بوصفها مجموعة متطرفة عنيفة ووحشية تنتمي إلى تنظيم القاعدة، كما أعلنت الخارجية الامريكية فى ذات الوقت تجميد أموال الحركة في الولايات المتحدة.

فيما شهدت حركة الشباب الصومالية خلال الفترة التي سبقت العام الماضي مجموعة من التغيرات الإدارية أعلنت خلالها مبايعة تنظيم القاعدة، الا أنها تعرضت لصدمة أكثر ضراوة في مارس 2015 على خلفية الجدل داخلها حول مبايعة تنظيم الدولة" داعش"، مما أدى إنشقاقات متكررة في صفوفها القيادية، تطورت إلى اشتباكات عنيفة مسلحة بين صفوف الحركة بعد فتوى تبيح قتل المنضمين" لداعش" باعتباره بدعة توجب القتل، فيما تشير التقارير الى أن المنشق عن حركة الشباب المجاهدين المرتبطة بتنظيم القاعدة، عبد القادر المؤمن هو من يقود الفصيل الداعشي، بعدما أعلن مبايعة أبوبكر البغدادي، في أكتوبر من العام الماضي.

الهيكل الإداري
ووفقًا لأدبيات التنظيم، تتمتع الحركة بهيكل تنظيمي أكثر تحديدًا، حيث يختص الأمير وحده بالملفات التي تعتبرها الحركة ذات حساسية مثل الإعلام، والأمن، والعمليات النوعية، فيما ينقسم الهيكل التنظمي، إلى 4 أجنحة أساسية، أولها «مجلس الشورى» شبيه إلى حد كبير من حيث الوظيفة والمسئولية باتحاد المحاكم الإسلامية، ويعد أمير الحركة هو رئيس المجلس في نفس الوقت، وله السيطرة الكاملة على حركة الشباب؛ خاصة فيما يتعلق في اتخاذ القرارات الجماعية.

ويمثل «الجناح الدعوي» بالاهتمام بنشر الإسلام على حد إدعاءه، ولكنه في حقيقة الأمر ما هو إلا جناح لتجنيد ميليشيات جديدة، بينما يتمثل الجناح الثالث للحركة في ما يسمي بـ «الحسبة» وهو نوع من «الشرطة الدينية» وهو أشبه بتنظيم داعش، حيث اوكلت الحركة لجناح «الحسبة» عمليات تدمير الأضرحة الصوفية في منطقة جنوب وسط البلاد، ويأتي الجهاز العسكري وهو الجناح الأخير لحركة الشباب والمسئول عن مئات الاغتيالات والهجمات.

علاقة الحركة بالقاعدة
اعتبر عبدي جودان، أن "حركة الشباب" ما هي إلا خط أول لتنظيم الجهاد الدولي، وأصبحت رسميا فرع تنظيم القاعدة في الصومال، رغم تنكرهم المستمر الا أنهم ظلوا منذ بداية نشأتها ينكرون صلتهم بالقاعدة،وفى شهر سبتمبر 2009 اعلنت الحركة رسميا انضمامها لتنظيم " القاعدة" على خلفية قيام الطائرات الأمريكية باغتيال أحد أعضاء الحركة صالح نبهان، المتهم في استهداف فندقًا وطائرة إسرائيلية في نيروبي عام 2002، وعقب مقتل بن لادن في 2011، قام أبو الزبير بمبايعة أيمن الظواهري وتجديد الولاء لرئيس التنظيم الجديد، وكانت أول عملياتها لتؤكد انتماءها إلي تنظيم القاعدة،تنفيذ عملية إرهابية مزدوجة استهدفت مشجعين لكرة القدم في العاصمة الأوغندية كمبالا، وأسفرت عن مقتل 76 شخصًا.


زعماء الحركة

عدن هاشي فرح آيرو
عضو تنظيم القاعدة حتى عام 2001، وقائد تنظيم حركة الشباب، الجناح العسكري لاتحاد المحاكم الإسلامية قبل انشقاق الحركة عنه، والذي تولى قيادته في 15 يونيو 2006 بتكليف من حسن طاهر أويس رئيس مجلس شورى اتحاد المحاكم، أحد أكثر المتشددين داخل الاتحاد، بعدها قاد حركة انشقاق الحركة عن الاتحاد، وفي يوليو 2006 قام "أيرو" بانتقاء ما يقرب من 720 شابا صوماليًا وارسالهم إلى لبنان، ليقاتلوا ضمن صفوف حزب الله ضد إسرائيل، عاد منهم 100 مقاتل صومالي وكان من بينهم 5 أعضاء من حزب الله اللبنانين، قتل هاشم ايرو فى الاول من مايو عام 2008 في غارة جوية للقوات الأمريكية على منزله بمدينة طوس مريب.

مختار روبو
أبو منصور الأمريكي، خليفة «آيرو» في قيادة حركة الشباب عام 2008، وكان إسلاميا معتدلا، حيث درس القانون في جامعة الخرطوم، سافر إلى أفغانستان في منتصف التسعينيات وانضم لمعسكرات تدريب القاعدة، وانضم لصفوف مقاتليها حتى أدرجته الولايات المتحدة ضمن قائمة الإرهابيين الدوليين، عند عودته من أفغانستان عام 2000، عمل كنائب لرئيس اتحاد المحاكم الإسلامية، وبعد وفاة عيرو كان من المفترض أن يكون روبو رئيسا للتنظيم، الأمر الذي كان مرفوضا من عبدي جودان القائد الحالي للحركة، لتبدأ الصراعات بين كل من جودان وروبو، لتشهد الحركة انشقاقات وصراعات انهاها جودان باغتيال الأخير في مايو 2009، بعد هروب أبو منصور من الحركة.

أحمد عبدي جودان
مختار أبو الزبير، وهو أكثر قادة الحركة دموية حيث كان مسئولا عن التدريبات العسكرية للحركة، معروف دوليا باسم «جزار نيروبي»، بعد تفجير المركز التجاري «ويست جايت» بنيروبي عاصمة كينيا في سبتمبر 2013، كما ارتبط اسم جودان بتفجيرات كامبالا في أوغندا العام 2010 التي حصدت 74 قتيلا ممن كانوا يشاهدون نهائيات كأس العالم، وكان جودان قد حذر بعد التفجيرات من أن «ما حصل في أوغندا ليس سوى البداية».

أحمد عمر أبو عبيدة
في سبتمبر 2014 لقى جودان مصرعه في ضربة جوية امريكية، حيث قال متحدث باسم حركة الشباب المجاهدين الصومالية إن أعضاءها بايعوا زعيمهم الشيخ أحمد عمر أبو عبيدة سيخلفه في زعامة الحركة، والذي جدد تحالفه مع تنظيم القاعدة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق