الهجرة غير الشرعية.. الطريق إلى «داعش» (تقرير)
السبت، 12 نوفمبر 2016 03:16 م![الهجرة غير الشرعية.. الطريق إلى «داعش» (تقرير) الهجرة غير الشرعية.. الطريق إلى «داعش» (تقرير)](https://img.soutalomma.com/Large/410356.jpg)
هناء قنديل
ليست قضية مثل باقي القضايا، التي يتم تناولها لكشف تفاصيل ما ارتكبه المجرمون من أفعال، ومدى استحقاقهم للعقاب، فالأمر هذه المرة على درجة عالية من الخطورة؛ وتكشف سرا جديدا من ألغاز الهجرة «غير الشرعية»، كما تكشف عن تحركات المافيا الدولية، لخطف الأطفال وابتزاز أسرهم.
كما تكشف القضية التي نسرد تفاصيلها في هذا التقرير، عن وجود نشاط كبير، ومكثف لعناصر تابعة للعصابات الدولية المنظمة، التي تستهدف إغراء الأطفال بالسفر للخارج، وتحديدا إلى إيطاليا، وتركيا، ومن هناك يتم بيع هؤلاء الأطفال للعمل كمرتزقة في صفوف الجماعات الإرهابية، وبخاصة تنظيم «داعش»، أو التخلص منهم وبيع أعضائهم إلى عصابات تجارة الأعضاء البشرية.
المثير في هذه القضية أن من المتهمين فيها 3 أشقاء، اعتادوا على اختيار الضحية ببراعة، عن طريق غوايته بالسفر لأوروبا، مجانا، ثم يذهبون إلى أهله لإخبارهم بسفر ابنهم، وأن عليهم دفع مبالغ مالية ضخمة مقابل استعادته من أيدي المافيا.
«خالد فتحي، وناصر عبدالغني، وعمر شحاتة، وسالم نبوي»، آباء عدد من الأطفال الذين سقطوا في براثن مجرمي المافيا، كشفوا خيوط هذه العصابة.
وتقدم الآباء المذكورين بشكاوى شفهية إلى الأجهزة الأمنية بمحافظة الشرقية، محل إقاماتهم، يتضررون فيها من «محمد. أ .س»، وشهرته حماده، وشقيقيه «أحمد، وسامح» من منطقة عرب صبيح؛ لتسفيرهم أبناءهم القصر إلى أوروبا، بطرق غير شرعية، ودون علم الآباء.
وأضافوا أنهم فوجئوا بالأشقاء الثلاثة يطالبونهم بسداد مبلغ 40 ألف جنيه لكل منهم؛ إذا كانوا يريدون استعادة أبناءهم، كما حصلوا من الآباء على إيصالات أمانة بهذه المبالغ على أمل أن يعود أبناءهم، وهو ما لم يحدث، وإنما أصبح الآباء غير قادرين على المطالبة بإعادة أبناءهم، خوفا من السجن بسبب إيصالات الأمانة.
تفاصيل أدق، وأعمق تضمنتها أوراق القضية رقم 20486 لسنة 2016، جنايات الزقازيق، التي تباشرها هيئة المحكمة برئاسة المستشار نسيم بيومي، وعضوية المستشارين محمد عبدالوهاب ووليدعبدالمنعم، وسكرتارية أحمد رزق نباتة.
ويقول الأب خالد فتحي عبدالسميع، فني صيانة ميكنة بشركة كهرباء: «في أوائل شهر أبريل 2016 ذهب نجلي إسلام للمصيف في الإسكندرية، بصحبة ابن خاله، واثنين من أصحابه، وفي اليوم الثاني لسفر ابني حضر شخص اسمه سامح، وطلب مني مبلغ 40 ألف جنيه، وقال لي عشان ابنك إسلام مسافر دلوقتي إيطاليا عن طريق البحر عبر تركيا».
وأضاف الأب في أقواله بأوراق القضية: «وقع علي الخبر كالصاعقة، كيف يسافر ابني دون معرفتي، وفوجئت بالرجل يقول لي لازم تدفع الفلوس، أو توقع على إيصال الأمانة بيهم علشان حياة ابنك لو مادفعتش ابنك هايتقتل من المافيا، ومش هاعرف اعمل له حاجة هناك، لأنهم مابيرحموش، فأعطيت سامح هذا 40 ألف جنيه، ووقعت على إيصال أمانة علشان ابن شقيقتي محمد».
وأضاف الأباء: «تتبعت هذا الشخص وعرفت أن له شقيقان يعملان معه لاستدراج الصغار، وبيعهم لمافيا دولية، تعمل على تسفير القصر للدول الأوروبية، وأغلبهم يباعوا إما لتجار الأعضاء البشرية، أو مرتزقة للقتال في سوريا، ومناطق الصراع التي يوجد بها تنظيم «داعش»، وعلمت أن للأشقاء الثلاثة أسماء حركية هي «أبوعبيدة، وأبوفرحة، وأبورياض» وصاحب المركب الذي يسافرون عليه يدعى إسماعيل، وجميعهم من الإسكندرية ورشيد.
وجاءت تحريات مباحث الأموال العامة؛ لتؤكد صحة الواقعة، وقيام المشكو في حقهم بالاشتراك مع تشكيل عصابي، بمحافظة البحيرة؛ تخصص في تهريب الشباب لدول الاتحاد الأوروبي وإيطاليا بطرق غير شرعية.
وأكد العقيد علاء سليمان، رئيس مباحث الأموال العامة، أن هذا التشكيل العصابي يعمل على تسفير صغار السن، بطرق غير شرعية، وتهديد ذويهم بقتل أبنائهم، إذا لم يدفعوا مبالغ مالية لاستعادتهم.
وجاء قرار الإحالة بإشراف المستشار المحامي العام لنيابات الشرقية، أحمد الفقي ليتهم الأشقاء سامح، -محبوس-، وأحمد ومحمد، -هاربان-، بالاتجار في البشر.
وذكر قرار الإحالة: «بعد مطالعة الأوراق وما تم فيها من تحقيقات تبين ارتكاب الأشقاء بالاشتراك مع آخرين مجهولين، جريمة الاتجار بالبشر، بأن تعاملوا مع أشخاص طبيعيين، وهم إسلام خالد، محمد عمر، وعبدالغني نصر، رضوان سالم، ونقلهم عبر الحدود الوطنية، بالاحتيال واستغلال حاجتهم، وضعفهم، كما أكرهوا المجني عليهم خالد فتحي، وناصر عبدالغني، وسالم نبوي، على التوقيع على سندات، وإيصالات، بتهديدهم بإلحاق الأذى بأبنائهم، وذويهم».
وأضاف: «بناء عليه يكونوا ارتكبوا جريمة جنائية، ويتم إحالتهم إلى محكمة الجنايات المختصة لمحاكمتهم».