مساعد مدير صندوق «النقد الدولي» السابق: مصر تحتاج حزمة إجراءات لتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي.. التعديل الوزاري وإعادة تشكيل مجلس إدارة «المركزي» ضرورة مرحلية.. نتوقع استثمارات وفرص عمل جديدة (حوار)

السبت، 12 نوفمبر 2016 02:55 م
مساعد مدير صندوق «النقد الدولي» السابق: مصر تحتاج حزمة إجراءات لتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي.. التعديل الوزاري وإعادة تشكيل مجلس إدارة «المركزي» ضرورة مرحلية.. نتوقع استثمارات وفرص عمل جديدة (حوار)
صورة أرشيفية
آية أشرف

توجت مساعي مصر للحصول على قرض صندوق «النقد الدولي» بقيمة 12 مليار دولار، أمس الجمعة، بموافقة المجلس التنفيذي للبنك، وإعلان البنك المركزي المصري عن تسلمه الشريحة الأولى البالغ قيمتها 2.75 مليار دولار، إلا أن كثيرا من التفاصيل لازالت تشغل بال المواطن المصري، وسط توقعات بتحسن الوضع الاقتصادي خلال الفترة المقبلة.

وكشف الدكتور فخري الفقي، مساعد مدير صندوق النقد الدولي السابق، خلال حواره مع «بوابة صوت الأمة»، التفاصيل الكاملة لمرحلة ما بعد القرض والإجراءات التي يجب أن تتبناها الحكومة لضمان عدم خروج مصر عن شروط برنامج الإصلاح.. وإلى نص الحوار..

كيف بدأت أزمة النقد الأجنبي؟

بداية المشكلة الاقتصادية وقعت عندما تأثرت مصادر النقد الأجنبي الأساسية الخمسة لمصر، وهي «الصادرات، والتحويلات (سواء الرسمية وغير الرسمية)، وقطاع السياحة، وقناة السويس، والاستثمارات الأجنبية»، وحوصرت وتقلصت قيمة النقد الأجنبي نحو 25%، ومع ارتفاع سعر الدولار حدثت اختلالات مالية، أدت إلى ارتفاع الأسعار وتحمل الشارع المصري ذلك.

كيف اختفت العملة الخضراء بشكل مفاجئ؟

يعود ذلك إلى سببين رئيسين، أولهما: تباطؤ الاقتصاد العالمي الذي أثر على قناة السويس، كما أن هبوط سعر برميل البترول بنسبة 60%، تسبب في انخفاض التحويلات التي تدخل مصر، سواء الرسمية أو غير الرسمية، حيث انخفضت قيمة المنح التي تدخل مصر، كما أصبح العاملين بالخارج أكثر حرصا في تحويلاتهم لمصر، وكل ذلك أثر بدوره على الاستثمار الأجنبي.

لماذا لجأت مصر إلى قرض «النقد الدولي»؟

عدم وجود تناغم في السياسات الاقتصادية بين الحكومة والبنك المركزي، كان أحد الأسباب الرئيسية التي صبت بشكل مباشر في بوتقة التضخم وارتفاع الأسعار، وهنا ظهرت الحاجة لوجود برنامج مصري 100%، لخلق العملة الخضراء، بدأ التفكير في توسيع قناة السويس والاعتماد على الصناديق الخاصة ولكن كل ذلك لم يجدي نفعا، وتوجه الفكر نحو الاقتراض من صندوق النقد.


لماذا صندوق النقد الدولي دون غيره من المؤسسات الدولية؟ 

الرجوع لصندوق النقد الدولي أو أحد المؤسسات الأخرى في حالة وجود أزمة لا عيب فيه كما يعتقد البعض، خاصة وأنه يضم في مجلس إداراته دول كبرى منها الولايات المتحدة، وفرنسا، وانجلترا، وألمانيا، واليابان، والصين، وروسيا واختيار الصندوق يرجع لوجود تاريخ قديم بين البنك ومصر، وعدة دول اكتشفت أن طريق الإصلاح هو اقتصاد السوق.

ماهي الركيزة التي اعتمد عليها الرئيس عبدالفتاح السيسي لبدء برنامج الاصلاح الاقتصادي؟

الرئيس وضع نقطة من أول السطر، لتطبيق برنامج إصلاح اقتصادي، نجح سابقا وقت حكومة عاطف صدقي، من عام 1991 إلى 1997، لكن هذه المرة سعى الرئيس لسد الفجوة التمويلية التي نشأت نتيجة عدم التناسب بين المدخرات الضعيفة للمصريين والاستثمارات التي يرغبون في تنفيذها.

بدأ الرئيس وضع البرنامج لتمويل يستمر على مدار 3 سنوات، واطلعت عليه بعثة البنك المركزي ووافقت مبدئيا على تمويل القرض بالحد الأقصى المسموح لمصر باعتبارها من الدول الأعضاء في الصندوق، وكانت المفارقة الغريبة أن يتم الموافقة على القسط الأول للقرض الذي يشمل 12 مليار بواقع 4 مليار كل عام، في نفس يوم دعوات الفوضى «11/11».

هل هناك شروط لـ«صندوق النقد» الدولي؟

 طلب البنك تطبيق عدة قرارات قبل إمداد مصر بالقرض، على رأسها «قانون الخدمة المدنية، وإقرار ضريبة القيمة المضافة، ورفع فواتير الطاقة، وفض المنازعات الضريبية، وتحرير سعر الصرف وتعويم الجنيه، ورفع سعر المحروقات»، وبالفعل تم تنفيذها وكان لها مردود سريع في تحسين الاقتصاد.

كيف سيتأثر الاقتصاد المصري بقرض «النقد الدولي»؟

وافقت 189 دولة في مجلس إدارة الصندوق على منح مصر القرض، الذي سينتج عنه رفع قيمة الاحتياطي إلى 23.5 مليون دولار، وخفض سعر الصرف واستقراره، إضافة إلى جذب المستثمرين بعد تنفيذ أهم عامل مساعد على ذلك وهو تحرير سعر الصرف، ومع قدوم الاستثمارات ستبدأ فرص العمل تظهر خلال الفترة القادمة.

ماذا تقول للشعب المصري؟

نحتاج من الحكومة أن توجه الشكر للشعب، لتحمله كل الإجراءات دون الخروج لثورة في الشارع، «لأنه شايف  نور في نهاية النفق» بعد الحصول على شهادة الثقة من المجتمع الدولي.

هل ترى أن الحكومة قادرة على تخطي المرحلة القادمة وضبط السوق؟

هناك عدة إجراءات هامة يجب اتباعها لضمان عدم الانحراف عن برنامج صندوق «النقد الدولي» للحصول على القرض لمصر، أولها تعزيز قدرات الحكومة المصرية لتسيير التحديات الصعبة، لأن بعثة النقد الدولي ستأتي لمصر كل 6 شهور لتراجع البرنامج الذي وضعته شريطة قبول منح القرض، وإذا وجدت أي انحراف سوف تلغي الدفعة التالية من القرض.

ماهي نصائحك للاصلاح الاقتصادي خلال الفترة المقبلة؟

1-على الدولة أن تقوم بتغيير الوزراء أصحاب الأداء الضعيف.

2-لابد من تعيين نائب رئيس وزراء للشؤون الاقتصادية، لأن برنامج الاصلاح الاقتصادي مكتوب بلغة اقتصادية بحتة.

3- إعادة تشكيل مجلس إدارة البنك المركزي بغالبية أعضاء اقتصاديين متخصصين.

4- إصدار قانون للاستثمار بعد الحصول على شهادة الثقة من الدول الأعضاء في الصندوق.

5- متابعة تنفيذ القرارات الـ17 للمجلس الأعلى للاستثمار الملزمة لكافة الجهات التنفيذية.

6- تعزيز شبكة الحماية الاجتماعية للمواطنين غير القادرين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة