تصريحات «أردوغان» Vs حكومته .. تخبط وضبابية تجاه مصر
الجمعة، 11 نوفمبر 2016 04:35 م
للكشف عن تخبط السياسات الخارجية للحكومة التركية والرئيس رجب طيب أردوغان تجاه مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسي، يكفى استعراض التصريحات الرسمية بشأن مصر الصادرة عن مسؤولي حكومة "العدالة والتنمية" وأردوغان خلال عام 2016.
داود أوغلو والمعارضة التركية
في السادس والعشرين من فبراير الماضي، وخلال مناقشة الموازنة العامة لتركيا بالبرلمان، هاجم رئيس الحكومة التركية آنذاك أحمد داود أوغلو، زعيم المعارضة التركية كمال قليتشدار أوغلو، بسبب اتهام الأخير لأردوغان ومسؤولي تركيا بإفساد العلاقات مع مصر.
وقال أوغلو "اتهمنا زعيم المعارضة بإفساد العلاقات مع مصر بعد أحداث 30 يونيو، إلا أننا قد اتخذنا موقفا مدافعا عن الديمقراطية والإرادة الشعبية في مصر. وفي الحقيقة بموقفنا هذا نكون دافعنا عن عدنان مندريس (رئيس الحكومة التركية الأسبق والذي تم إعدامه عام1960)".
وفي حوار مع قناة "الجزيرة" القطرية في الرابع من مايو الماضي، قال داود أوغلو "نأمل أن تحل مصر مشاكلها الداخلية والإفراج عن كافة المعتقلين سياسيا لتطبيع العلاقات بين البلدين".
تطبيع العلاقات
وفي أول تصريح له بشأن مصر بعد توليه رئاسة الحكومة التركية، قال بن علي يلدريم، في حوار تليفزيوني بقناة (تي ار تي هبر) في 28 يونيو الماضي "عقب تطبيع العلاقات مع إسرائيل وروسيا، أتمنى تحسين العلاقات مع مصر"، داعيا لعقد لقاءات على مستوى الوزراء بشكل مبدئي لبحث سبل عودة العلاقات.
وأضاف "نحن ومصر شركاء في نفس المنطقة، نمتلك علاقات جغرافية مشتركة. لذلك كان لنا رؤية بشأن الإطاحة بمرسي وحكومته. ورغم ذلك فإننا على استعداد تام للمزيد من التعاون التجاري بين البلدين، على أمل إيجاد أرضية صالحة لتطبيع العلاقات في المستقبل. ونحن على استعداد لعقد مباحثات مباشرة على مستوى الوزراء".
وقال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش، المتحدث باسم الحكومة "أنقرة لم تتخذ أي خطوات لتطبيع العلاقات مع مصر لكنها تود استئنافها وذلك بعد أن حسنت بلاده العلاقات مؤخرا مع كل من روسيا وإسرائيل .. وهناك أسباب كثيرة لتطوير العلاقات، وسنمضي قدما بذلك إن شاء الله".
تصديق الخارجية التركية
وفي الثالث من يوليو 2016، كان أول تعليق لوزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو، على التصريح السابق لرئيس الحكومة التركية، مؤكدا أن "تركيا لم تسعى أبدا إلى قطع العلاقات مع مصر".
وجاء تصريح جاويش أوغلو، خلال تواجده في بروكسل، قائلا "الرئيس رجب طيب أردوغان يدعم إجراء لقاءات على مستوى الوزراء بين حكومتي الدولتين كخطوة نحو المصالحة، وطرح هذا المطلب قبل نحو عام ..إذ أن أمن مصر واستقرارها أمر هام بالنسبة إلى تركيا والعالم الإسلامي".
تصريح أردوغان
وعقب خروجه من مسجد (أتاشهير معمار سنان) بإسطنبول بعد أداء صلاة العيد، في الخامس من يوليو الماضي، وردا على سؤال بشأن موقفه إزاء عودة العلاقات مع مصر، قال أردوغان "ليس لدينا أي مشكلة مع الشعب المصري، خلافنا مع السلطة الحالية".
وأضاف "الإجراءات التي اتخذتها تركيا مع روسيا وإسرائيل تختلف عن ملف العلاقات مع مصر"، وذلك ما اعتبره بعض المحللين تصريحا صادما، إذ يأتي في ظل جهود معلنة من قِبل مسؤوليه وحكومة بلاده للتصالح مع مصر.
عودة للمصالحة
وبعد ثلاثة أيام من انتقاد أردوغان لمصر وحكومتها، قال الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" مهدي إيكر في تصريح لصحيفة (صباح) التركية، إن "الاقتصاد من الممكن أن يكون أولى الخطوات الداعمة للمصالحة بين تركيا ومصر".
وأوضح إيكر الذي يترأس لجنة العلاقات الخارجية بالحزب الحاكم بتركيا، أن الحكومة التركية تعتزم إرسال وفدا اقتصاديا إلى مصر قريبا كأول وفد رسمي منذ تخفيض العلاقات بين البلدين، مضيفا "تركيا ترغب منذ فترة طويلة فتح صفحة جديدة من العلاقات مع مصر".
"يلدريم" مجددًا
وعاد رئيس الحكومة التركية مجددا لخطاب المصالحة مع مصر، إذ أكد في 22 أغسطس الماضي خلال اجتماع مجلس الوزراء، أن "نحن ندعم تحسين العلاقات مع مصر. وأقدر التصريحات الإيجابية الصادرة بهذا الشأن من الجانب المصري".
رفض أردوغان
وفي حواره مع قناة "الخليجية" مطلع أكتوبر الماضي، أكد أردوغان رفضه لأى اتصال على مستوى شخصي مع السلطة المصرية، متقبلا لاستمرار العلاقات التجارية بين البلدين.
واشترط إطلاق الجانب المصري سراح كافة المعتقلين السياسيين والمعزول محمد مرسي، من أجل تطبيع العلاقات بين أنقرة والقاهرة.
دعم "جولن"
وبعد يوم واحد من إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية جاء حوار أردوغان مع قناة "الجزيرة" مساء أمس الخميس 10 نوفمبر، مؤكدا أن بعض الدول العربية مثل مصر تدعم الكيانات الموازية وحركة الخدمة بزعامة فتح الله جولن. وقال "مصر تدعم الكيانات الموازية التي تتخذ ستار الدين من أجل السيطرة على عدد من الدول العربية"، منتقدا بذلك الإدارة المصرية مرة أخرى.