الوسام الذى أعتز به
الجمعة، 11 نوفمبر 2016 12:22 م
شرفت فى مناسبات معينة بالحصول على أوسمة ذهبية كنت دائما أسعد بها فى اللحظة التى أتلقاهافيها، لكننى سرعان ما كنت دائما أنساها!!، وتغيب عن ذهنى تماما ، أما الوسام الذى أعتزبه حقا ولا أزال فهو ليس وساما من الذهب ، وإن كان فى رأيى أثمن بكثير من الذهب !!..الغريب أنى لم أعرف بأمر هذا الوسام إلا عن طريق المصادفة الخالصة التى كان من الممكن جدا أن تمر ولا ألتفت إليها وبالتالى لا أعرف عن هذا الوسام شيئا!! ..وحتى لا أترك القارىء يغرق فى الغموض سوف أروى له القصة كاملة ..فقدقدم لى يوما أحد الزملاء الأعزاءبقسم الآثار بكليةالآداب بسوهاج ( وهو قسم تربطنى بالكثيرين من أعضاء هيئة التدريس فيه صلات من المودة والتقدير المتبادل) ..قدم لى مجلة فاخرة الطباعة اسمها : " السياحة " ، لم أكن قد قرأتها أو شاهدتها من قبل رغم أن التاريخ المدون على غلافها مايو 2001 يقول بأن هذا العددهو 29من السنة الثالثة أى أنها مجلة شهرية صدر عددها الأول فى شهر يناير 2009 ، دون أن ألتفت إلى أى عدد من أعدادها!! ، و هو أمر مفهوم، إذ أن من الطبيعى أن مجلة كهذه لا يلتفت قارىء عادى مثلى إليها مهما كان مستوى طباعتها وألا يتابعها إلا المهتمون بشئون السياحة ومن يرتبطون بهم رباطا عضويا كالمشتغلين بالآثار مثلاومن بينهم زميلى سالف الذكر .. ومع هذا فقد كان العدد المذكور يحمل مفاجأة سارة بالنسبة لى،إذ كان ينطوى على حوار مع الروائى العالمى : "نجيب محفوظ " أجراه معه الصحفى المعروف سامى كمال الدين وهو واحد من أبناء قنا الذين تخرجوا من قسم الصحافة بكلية الآداب بسوهاج التى كانت فى ذلك الوقت تابعة لجامعة جنوب الوادى ومن ثم فقد كان من الطبيعى أن يتوجه إلى الكاتب الكبير بالسؤال الآتى : من تفضل من كتاب الجنوب ؟ ، ويجيبه الأستاذ قائلا: تابعت يحيى الطاهر عبدالله وأمل دنقل وكلاهما نمط عظيم لا يتكرر، كما أحب شعر نصارعبدالله، ...شعره حلو رغم طابع التأمل العقلى الذى تنطوى عليه إبداعاته!! ..عندما قرأت الحوار شعرت بأن أديب نوبل قد وضع وساما على صدرى ..وأنه كمنوقع بأنامله على شهادة لى تفوق فى قيمتها أى شهادة أخرى ، ويبقى أن أقول إننى قد تحرجت كثيرا قبل أن أكتب هذه السطور وأروى قصة هذه الواقعة وأن يكون هذا هو موضوع أول المقالات التى أكتبها فى هذا المنبر بناء على طلب الأستاذ شارل فؤاد المصرى ، غير أن ما شجعنى على ذلك وحسم ترددى أمران أولهما هو أن ذكرى رحيل نجيب محفوظ قد حلت فى الشهر الماضى وكتب عنه الكثيرون فى هذه المناسبة، غير أن ما كتب عنه لم يكن فى أكثره جديد خاصة إذا كان هذا الجديد متعلقا برأيه فى كتاب الجنوب! ، وثانيهما هو أن الأستاذ شارل المصرى نفسه هو واحد من الإعلاميين من أبناء الجنوب الذين يعتز بهم الجنوب، بل يعتزبهم الوطن بأكمله ، وبالمناسبة فالأستاذ شارل واحد من الذين كان لى شرف التدريس لهم عندما أسند إلى فى أحد الأعوام فى ثمانينات القرن الماضى أن أقوم بتدريس إحدى المواد فى قسم الصحافة بكلية الآداب بسوهاج الذى تطور فيما بعد وأصبح قسما للإعلام المتكامل بكل فروعه والذى تخرج منه عدد كبير من الذين كان لهم ولا يزال دور كبير فى صياغة ملامح المشهد الإعلامى فى مصر، وفى العديد من الدول العربية.
[email protected]