صور.. مقابر الصدقة.. «حين تتسع الأرض لمن ضاقت بهم أحياء»

الأربعاء، 09 نوفمبر 2016 06:52 م
صور.. مقابر الصدقة.. «حين تتسع الأرض لمن ضاقت بهم أحياء»
محمد قاسم

ما أن تضع قدماك داخل مقابر «الصدقة» التابعة لمستشفيات القصر العيني، الواقعة على بعد خطوات من مشرحة زينهم بحي السيدة زينب، وسط القاهرة، حتى تنتشر حولك الكلاب وكأنها المسؤولة عن حراسة المكان الذي يأوي جثث الكثيرين ممن ضاقت بهم الأرض أحياءً غير أنها اتسعت لأجسادهم بعدما أفناها الموت.
ورثت فوقيه محمود إبراهيم (32 سنة) مهنة دفن الموتى وحراسة المقابر، عن والدها، الذي قضى 40 عامًا من عمره بين القبور، حتى وافته المنية متأثرًا بالسرطان الذي غزا جسده بسبب استنشاق «غازات المقابر» حسبما روته فوقيه لبوابة «صوت الأمة».

بدأت «فوقيه» مزاولة مهنة دفن الموتى وهى طفلة صغيرة، بعد أن أجبرها مرض والدها وعدم قدرته على العمل والإنفاق على أسرتها المكونة من 6 أخوات فى مراحل التعليم المختلفة.
ضحت بأجمل أيام حياتها حفاظا على أخواتها من الوقوع فى فخ المهنة التى كانت سببا فى وفاة والدها.
تقول فوقيه:«تبلغ حجرات المقابر 120 حجرة عباره عن غرف مبنيه فوق الارض و100غرفة أخرى تحت الأرض وتسمى (عضامه) والتى كانت تستخدم فى السابق لنقل عظام الموتى -ممن تحللت أجسادهم- فيها، لتفسح الغرف الأخرى للموتى الجدد، إلا أنها فى الفترات الأخيرة تستخدم كغرف الدفن الأخرى نظرًا لامتلاء المقابر بالموتى».

وعن الأعداد التى تستقبلها مقابر الصدقه قالت فوقية، إنها تستقبل مايقرب من 80 حالة وفاة شهريًا من جميع المستشفيات الحكومية وخاصة مشرحة زينهم، وتابعت أنها تقدمت كثيرًا لمسئولى مقابر الصدقة بطلب لبناء مقابر جديدة نظرًا لتكدس المقابر بالموتى، لكن "تم تجاهل طلبها".

وتابعت، أن تلك المقابر مخصصة لمجهولى الهوية، والتى تقوم مديرية الأمن بترقيمهم تحت بند "مجهول"، والاعلان عنهم فى نشرات دورية، وفى حال التعرف على أحد هؤلاء الموتى من قبل أفراد أسرهم، وبعد الحصول على إذن من النيابة العامة يتم تسليم الجثة للأسرة، مؤكدة أن كل جثه يوضع فى منتصف قدميها زجاجة بها بيانات الوفاة المسجلة بمنشور مديرية الأمن حتى يتم الاستدلال على الجثة.

وأنهت فوقيه حديثها موجهة رسالة للأحياء، قائلة "كلنا سنفنى ولن يأخذ أحد منا شيئا مما جنى من أموال أو جاه" متمنية أن يسود الحب بين بنى الانسان.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة