رئيس «دراسات الشرق الأوسط» بواشنطن لـ «صوت الأمة»: فوز «ترامب» لم يكن متوقعا.. سياسة الولايات المتحدة تجاه مصر لن تتغير.. «جاستا» سيؤثر على العلاقات الأمريكية-السعودية.. وعلى العرب نسيان «ماما أمريكا»

الأربعاء، 09 نوفمبر 2016 12:49 م
رئيس «دراسات الشرق الأوسط» بواشنطن لـ «صوت الأمة»: فوز «ترامب» لم يكن متوقعا.. سياسة الولايات المتحدة تجاه مصر لن تتغير.. «جاستا» سيؤثر على العلاقات الأمريكية-السعودية.. وعلى العرب نسيان «ماما أمريكا»
دونالد ترامب
أمل غريب

جاء فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، على حساب مرشحة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون- بعد صولات وجولات بينهما وصلت إلى حد التراشق والتلاسن- صادمًا للجميع. وبرحيل «أوباما» عن البيت الأبيض وقدوم «ترامب» يأمل البعض في تغير نوعي في السياسات الأمريكية.

يقول عن ذلك، الدكتور محمد الجمل، رئيس الإتحاد الدولي للمصريين بالخارج ورئيس المركز الديموقراطي للشرق الأوسط في الولايات المتحدة الأمريكية، فى حواره مع بوابة «صوت الأمة»، إن السياسات الأمريكية مكتوبة منذ عقود طويلة ولا تتغير برئيس أو بأخر، موضحا أن «ترامب» أصدر تصريحات كثيرة في الفترة السابقة ضد منطقة الخليج، نظرًا لعدم تقلده مناصب سياسية من قبل، وهو المحتمل أن يتغير بعد تقلده منصب رئيس الولايات المتحدة الامريكية.

ويرى الجمل، أن قرب «ترامب» من الإدارة الروسية سيعجل بالقضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا.. وإلى نص الحوار:

-ما مدى أهمية فوز دونالد ترامب بالنسبة للعلاقات المصرية الأمريكية؟

فوز ترامب بهذه الكيفية خلال الانتخابات الأمريكية لم يكن متوقعا بنفس كيفية حدوثه.. في رأيي، فإن السياسة التي أعلنت هيلاري كلينتون عن تبنيها هي نفس السياسة التي يتبعها ترامب، وتكاد تكون متطابقة في الجوهر بالنسبة للشرق الأوسط، لكن، الغلاف يختلف كثيرًا، فكنا جميعًا نرى مدى العداء الذي تكنه كلينتون للإدارة المصرية، وعلى النقيد، قدم ترامب الشكر لمصر والرئيس السيسي في أكثر من مناسبة، وأشاد بحربها ضد الإرهاب وقال «إننا جميعا علينا أن نتعلم من مصر في مكافحة الإرهاب»، وأرى أنه أمر إيجابي، فالعلاقة بين الدول لا تبنى على أسس شخصية لكنها تبنى على المصالح.

- ما مدى تأثير فوز ترامب على الأوضاع في الشرق الأوسط؟

من المؤكد سيختلف موقف الإدارة الامريكية كثيرًا عن السابق، نظرًا للعلاقات الجيدة بين ترامب والإدارة الروسية والرئيس بوتن، ما سيؤثر بشكل واضح في سعي أمريكا لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا ويسهم في القضاء عليها في وقت أسرع بسبب التحالف الروسي، على الرغم من أن تلك القرارات لا تكون في الغالب فردية بقدر كونها قرارات مؤسسية، على نقيض كلينتون التي كانت تسعى لفرض حظر جوي دون قوات على الأرض، وعلينا ألا نعول كثيرًا على العلاقات الأمريكية في الشرق الأوسط لأنها لن تختلف مع ترامب أو كلينتون.

-هل من المتوقع حدوث تغير في مستقبل السياسات الخارجية الأمريكية؟

في رأيي قد تختلف في الشكل لكنها لن تختلف في المضمون كثيرًا.

-ما موقف الجمهوريين الأن بعد فوز ترامب؟

لا يعتبر فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية فوزا له وحده، بل فوزا أخر للجمهوريين بسبب فوزهم في مجلس الشيوخ ومجلس النواب الأمريكي، أي أنهم أصبحوا بمعنى الكلمة الحزب الحاكم للبلاد.. إلا أنه لا يوجد سلطة مطلقة في أمريكا فكل القوى السياسية هي شريك أساسي في صنع قرار، لكن وجود الجمهوريين في السلطة من المؤكد أنه سيسهل له الكثير من القرارات عن ما إذا كان هناك حزب أخر، وأعتقد أنه في أول أيامه سيعمل على جمع الجمهوريين الذين تركوه بسبب بعض السلوكيات التي اعتبروها خاطئة، وخصوصًا أنه تطرق اليوم في حديثه إلى لم الشمل.

كيف ترى مستقبل العلاقات الأمريكية مع إيران ودول الخليج وإسرائيل؟

مساندة إسرائيل من أولويات أمريكا كدولة وليست خاضعة للنقاش أو ستختلف من رئيس إلى أخر، لأنها سياسة مرسومة منذ عقود وستستمر، وكل الرؤساء الأمريكيين يعلمون ذلك جيدًا، بينما بالنسبة لإيران هناك اتفاق نووي كانت كلينتون جزء منه وكانت تسانده، بينما ترامب يريد إصلاح العلاقات الأمريكية الإيرانية، أو ممكن أن نقول أن يكون الاتفاق بصورة مختلفة، لكن في حقيقة الأمر سيستمر الإتفاق على ألا تمتلك إيران قوة نووية، بينما الوضع مختلف في الخليج وأعتقد أن هناك حالة قلق الأن بسبب تصريح ترامب بأنه «كي تحمي السعودية وتحمي الخليج يجب أن يكون هناك ثمن»، لكن موقف المرشحين أثناء الحملات الانتخابية يكون للاستهلاك المحلي ولا يطبق في الحقيقة بعد الفوز.. وبيكون لهم موقف أخر مبني على العقلانية والدراسات الاستراتيجية والاسس العلمية، لذا فلا أرى أنه سيكون هناك ما يثير قلق الخليج.

-إذا تحدثنا عن قانون «جاستا».. في رأيك هل سيسعى ترامب لتطبيقه مستقبلًا؟

طبعا سيؤثر القانون على العلاقات الأمريكية السعودية، لكني أرى أن الدبلوماسيين سيعملون على حل هذا الأمر بصورة سريعة وجيدة لكن سيأخذ وقت طويل، كما أعتقد أن بدخول ترامب للبيت الأبيض يختلف الأمر كثيرًا وخصوصًا أنه لم يشغل أي منصب سياسي من قبل في الدولة وسيستطيع تغير كثيرا في طريقة علاقاته الدولية، بمعنى «اللي أيده في المية مش زي اللي إيده في النار».

أشيع في السابق أن في حال فوز ترامب فإن الشرق الأوسط سيواجه كارثة اقتصادية.. ما تعليقك؟

هناك أزمة اقتصادية بالفعل في المنطقة، ومشكلة العرب أنهم ينظرون إلى أمريكا أنها «ولي أمرهم»، أو كما يقال «ماما أمريكا»، وعلينا أن نفرض عليها ما يجب أن تفعله وأن تبنى العلاقات بيننا وبينها على أساس تبادل المنفعة أو«أنت تكسب وأنا أكسب».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق