تسريبات «كلينتون» تكشف تورط تركيا في إشعال الفتن بالمنطقة
الثلاثاء، 08 نوفمبر 2016 09:55 ص
تناولت صحيفة "صول هبر" التركية قراءة للكتاب الهام الصادر حديثًا بدور النشر في تركيا بعنوان "حروب العدالة والتنمية القذرة في تسريبات كلينتون"، والذي يكشف عن تورط الحكومة التركية بزعامة الرئيس الحالي، رجب طيب أردوغان، في إشعال الحروب في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح مولفي الكتاب المختصين في السياسة الخارجية، إرمان تشته وتولجا بوغرا إيشيق، الدور التركي في الحرب الداخلية الدائرة في سوريا وليبيا، فضلًا عن التعاون بين أنقرة وواشنطن في قيادة الإعلام العربي وإثارة الخلافات عبر دعم شبكة قنوات الجزيرة، وذلك اعتمادًا على نحو 2000 رسالة إليكترونية نشرها موقع (ويكليكس) تتضمن رسائل تخص جون بوديستا، الذي يتولى رئاسة الحملة الانتخابية لمرشحة الرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي هيلاري كيلنتون، وبعض الرسائل التي تتعلق بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
وتتناول بعض التسريبات فترة تولي هيلاي كلينتون وزارة الخارجية الأمريكية خلال الربيع العربي، بعض الاجتماعات السرية لـ"أردوغان" مع رئيس هيئة الأركان، وسلسلة من البريد الإليكتروني المتبادل بين "كلينتون"، ورئيس الحكومة ووزير الخارجية التركي السابق، أحمد داود أوغلو.
وتشير التسريبات إلى الدور التركي بالتعاون مع الإمبريالية، في إثارة الاضطرابات والحروب في سوريا وليبيا، لكونهما من أهم الدول المحورية في المنطقة، فضلًا عن تعاون إحدى الشركات الأمريكية الشهيرة مع شبكة قنوات الجزيرة، في إعداد مشروع سري لخطف عناصر الجيش السوري، بالإضافة إلى العمل على إثارة الرأي العام ونشر بعض الأكاذيب بدعم تركي.
ومع بداية موجة الربيع العربي واشتعال الصراع المسلح، بدأت عملية نقل الجهاديين والسلاح إلى سوريا وليبيا عبر تركيا وقطر، وفقًا لتقارير الاستخبارات الأمريكية. ومعلوم للجميع الدور التركي في بداية الصراع الليبي، واستضافة الحكومة التركية لمعارضي الرئيس الليبي الراحل، معمر القذافي، والسماح لقوات حلف شمال الأطلسي باستخدام القواعد العسكرية جنوبي البلاد لتوجيه ضربات جوية ضد القوات الليبية الموالية لـ"القذافي".
ومن ناحية أخرى سهلت حكومة "العدالة والتنمية" التركية عبور العناصر المسلحة عبر منافذها الحدودية الجنوبية إلى داخل الأراضي السورية، ووفرت كامل الدعم المالي والتسليح والتدريب العسكري لعناصر الجيش الحر. كما طبعت بعض الخرائط التي توضح ضم مدينة حلب السورية إلى الحدود التركية.
وفي إطار تسريبات "كلينتون" ذكرت صحيفة (زمان) التركية أن الدبلوماسي الأمريكي المخضرم ستيوارت إيزنشتات أكد أن "أردوغان يعتبر الآلية الوحيدة التي تتخذ القرارات في ظل مجلس وزراء ضعيف جدًا"، مشيرًا إلى "اختلاف أولويات تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث تهدف أمريكا للقضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي، بينما تتصدى تركيا لتنظيم العمال الكردستاني الإرهابي وخطر قيام دولة كردية مستقلة".
وأضاف إيزنشتات "أن أردوغان ركّز على محور روسيا- إيران- سوريا- الأكراد، كما أن تراجع النمو الاقتصادي لتركيا والديون وعضوية تركيا في حلف الناتو، ضمنت ورقة رابحة للولايات المتحدة الأمريكية".