الفصائل المسلحة في سوريا ورقة «أنقرة» الأخيرة لمواجهة «داعش».. قاضي «فتح الشام» مدافعا عن تركيا: البغدادي يتهم أهل السنة بالخذلان بعدما كفرهم.. ومحللون: التهديدات تنذر بموت التنظيم قريبا

السبت، 05 نوفمبر 2016 02:36 م
الفصائل المسلحة في سوريا ورقة «أنقرة» الأخيرة لمواجهة «داعش».. قاضي «فتح الشام» مدافعا عن تركيا: البغدادي يتهم أهل السنة بالخذلان بعدما كفرهم.. ومحللون: التهديدات تنذر بموت التنظيم قريبا
صورة ارشيفية
سارة الحارث

على الجانب الآخر من المعارك الدائرة في العراق لتحرير المدن العراقية من قبضة تنظيم «داعش» الإرهابي، تشتعل معركة أخرى، بين الدولة التركية والتنظيم، والمواجهة المشتعلة بين الطرفين لم تكن جديدة، لكنها طفت على السطح بعد التسجيل الصوتي لزعيم تنظيم «داعش» الإرهابي، أبو بكر البغدادي، فجر الخميس الماضي، وطالب فيها عناصره بوضع تركيا في مناطق «صراعهم الملتهبة» على حد قوله.

بالتزامن مع تسجيل «البغدادي» حملتت افتتاحية العدد الجديد من مجلة «النبأ» الأسبوعية الناطقة باسم التنظيم، عنوان «وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت»، مجددة فيه دعوات استهداف تركيا، وذكرت «طالما هي من اختارت محاربة «داعش» في سوريا والعراق.

وجاء في الافتتاحية: «فيا جنود الخلافة في تركيا، يا من حال بينكم وبين الهجرة إلى دار الإسلام مرتدو «الجندرمة»، عليكم بطاغوت تركيا وأتباعه المرتدين، قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم ويتنصركم عليهم ويسف صدوره قوم مؤمنين» متابعًا: «وابدأوا بأئمة الكفر وأوتاد الطاغوت فيها، عليكم بالشرط والقضاة والعساكر، عليكم بعملاء الطاغوت وأنصار حزب أردوغان وغيرها من الأحزاب المرتدة».

بعد الدعوات بيوم واحد، وتحديدًا أمس الجمعة، وقع انفجار في دياربكر، كبرى مدن جنوب شرق تركيا ذي الغالبية الكردية، ورجح في البداية أن الحادث من فعل الأكراد، خاصة أنه وقع بعد ساعات من إلقاء القبض على رئيسي حزب الشعوب الديمقراطي المدافع عن القضية الكردية وعدد من نوابه، إلا أن وكالة أعماق الناطقة باسم التنظيم أعلنت عن تبني العملية.

وجاء في خبر عن مصدر أمني أن عناصر من التنظيم فجروا سيارة مفخخة مركونة أمام مقر الشرطة، ما أسفر عن مقتل 9 على الأقل بينهم شرطيان، ونحو 100 جريح.

في المقابل من ذلك كان طرف ثالث يحاول الدخول في المعادلة «الداعشية – التركية»، وهو المعارضة السورية المدعومة من تركيا. ويطرح ذلك احتمال أن تستخدم تركيا المعارضة التابعة لها للتصدى لـ«داعش» ووقف تهديداته الموجهة ضد أنقرة.

ووصف الداعية السعودي عبد الله المحيسني، وقاضي ما يعرف بـ«جيش الفتح» المدعوم من أنقرة، حديث «البغدادي» عن تركيا بـ«الجهل والهوى»، مضيفا: «يتظلم البغدادي من خذلان أهل السنة وهو الذي كفرهم، ويطعن في أهل العراق وهو الذي يزعم نصرتهم».

وتابع أنه يتحدث عن نصرة أهالي سوريا رغم ما اعتبره «دور تركيا» في دعم الحراك السوري المعارض للرئيس بشار الأسد.

الاستعانة بالفصائل السورية المسلحة لمواجهة «داعش»

رجح كرم سعيد، الباحث في الشأن التركي بالمركز الإقليمي احتمالية استخدام تركيا لورقة الفصائل السورية المسلحة لمواجهة التهديدات «الداعشية» لها، وأوضح أن تركيا مازالت قائمة على دعم الفصائل نظرا لحمايتها للحدود التركية، مضيفًا أنها مؤخرًا بدأت في سلخ نفسها، أي تركيا، عن الفصائل بعد تحسن علاقاتها مع روسيا التي تتحفظ بدورها على الحركات المسلحة.

ولفت إلى أن تركيا لها أكثر من «أجندة» وتحاول وضع سقف لكل منها، كي لا تبدو متعارضة فيما بينها، وأوضح أن ورقة المعارضة تبقى مهمة لتركيا لمواجهة «داعش»، «إلا أن المواجهة الأمنية داخل تركيا تبقى هي الحل الأول.

وحذر من وجود خلايا نائمة تدعم «داعش» داخل تركيا، مشيرًا إلى أن التنظيم الإرهابي استغل فترة العلاقات الجيدة مع أنقرة لتكوين خلايا تعمل على استقطاب الشباب التركي أو السوري اللاجئ غلى تركيا، مشدد على أن هذه الخلايا كانت تعلم بعلم من الدولة التركيا، وأشار إلى أن الخلايا تعتبر قنابل جاهزة للانفجار داخل المجتمع التركي، مشيرًا إلى أن أنقرة تدفع ثمن دعم «الدواعش».

واتفق معه بشير عبد الفتاح، الباحث المتخصص في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وقال إن تركيا تستخدم هذه الفصائل المعارضة لكنها مطالبة بأخذ حظرها من إمكانية استهدافها من الداخل.
وأوضح أن التهديدات لتركيا في حد ذاتها تعكس «صدمة داعشية»، فتركيا كانت الداعم الأول للتنظيم ما يمهد «لانتهاء داعش عما قريب»


فك الارتباط بين تركيا و«داعش»

لم تكن تهديدات «البغدادي» هي الأولى، إذ شهدت العلاقات بين التنظيم والدولة التركية توترات شديدة، منذ رفعت الثانية دعمها وغطائها عن عناصر التنظيم. وتكشف تقارير غربية عن دور تركي أصيل في تكوين «داعش» وتهريب الجهاديين من الشيشان وأفغانستان إلى سوريا والعراق عبر أرضها.

وعندما شعرت تركيا بانتهاء مصالحها مع التنظيم اتجهت إلى عرقلة مرور «الدواعش»، بالإضافة إلى منع دخول عناصر منهم إليها للعلاج، الأمر الذي دفع التنظيم لتحديد تركيا هدف جديد لها. وترجم ذلك في عمليات إرهابية استهدفت مراكز أمنية ومطارات، كان أبرزها الحادث الذي وقع في رمضان الماضي باستهداف مطار أسطنبول، الواقع في الجزء الغربي من تركيا، ويحدد المراقبون لحظة الإعلان عن بدء عمليات «درع الفرات» كزروة الخلاف بين التنظيم وتركيا، إذ أعلنت أنقرة على خلفيتها التدخل بريًا ضد «داعش» حليفها السابق.



 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق