تأخر قانون الاستثمار«أزمة حكومة».. فخري الفقي: عوار بعض مواده أحد الأسباب وأثر على المستثمرين.. علياء المهدي: «مش أول قانون».. وعنتر: صياغته لا تحتاج سوى أيام معدودة
الأربعاء، 02 نوفمبر 2016 04:50 م
شكلت أزمة الاستثمار في العامين الماضيين، صُداعًا في رأس المستثمر والحكومة على حد سواء، وعقب حديث الحكومة عن إصدار قانون ينظم الاستثمار ويحل مشاكله، عوّل المستثمرون بصفة خاصة والاقتصاديون بصفة عامة على هذا القانون كثيرًا؛ أملًا في التخلص بشكل نهائي من الأزمات التي تزداد وتيرتها يومًا بعد الآخر، ورغم تأكيدات الحكومة على أهميته، إلا أن إصداره تأخر كثيرًا، ما أثار القلق في نفوس الاقتصاديين والمستثمرين، المصريين منهم والأجانب.
«أسباب تأخر إصدار القانون»
أوضح الدكتور فخري الفقي، أستاذ الاقتصاد ومستشار صندوق النقد الدولي السابق، أسباب تأخر قانون الاستثمار الجديد، قائلًا إن العوار في بعض المواد بالقانون تسبب في تأخره كثيرًا، في المرة الأولى عام 2014، فوزارة الاستثمار عدلت عددا من بنود القانون مؤخرًا، كما أن الفترة المقبلة ستشهد تغييرات جذرية في القانون بأكمله.
«الإعفاء من الضريبة لا يُقّر سوى بالتنسيق بين وزارتي الاستثمار والمالية»، هكذا قال الفقي، في تصريحاته لبوابة «صوت الأمة»، فضريبة الشركات تمثل 22.5%، وهي ضريبة مقبولة، والخلاف الإداري في وزارة الاستثمار تسبب في تأخر إصدار القانون، فخلال الشهور الماضية أجريت تعديلات كبيرة عليه.
وعن نتائج تأخر إصدار القانون، قال مستشار صندوق النقد الدولي إن تأخر إصداره أثر بشكل كبير على الاستثمار المباشر وغير المباشر، فالخسائر الاستثمارية تقدر بحجم المعروض مقابل المطلوب، وهو ما يشهده قطاع الاستثمار في الفترة الماضية.
«المسودة أقرت الإعفاء الضريبي»
أكدت الدكتورة علياء المهدي، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تأخر إصدار قانون الاستثمار الجديد يدعو إلى التساؤل، فقانون الضرائب كان من المفترض أن يُقر بعد شهر من تاريخ إعلان إصداره، وليس عامين، موضحة أنه لا يحتاج إلى الكثير من المجهود.
«قانون الاستثمار لا يحتاج إلى فن في صياغته، ونص قانون 2005 كان جيدًا ويمكن الاستعانة به»، هكذا تحدثت «المهدي» لبوابة «صوت الأمة»، موضحة أن قانون الاستثمار لا يمثل التأخر الوحيد للحكومة، فهناك قوانين عديدة تأخرت مثل قوانين العمل والتأمينات الاجتماعية والصحية والشركات.
وسجلت أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، اعتراضها على 6 عناصر من بنود مسودة القانون، والتي تم طرحها من قِبل وزارة الاستثمار، مشيرة إلى أنها تجاهلت مكاسب الدولة من الاستثمار على أراضيها، قائلة: «المسودة ركزت على مكاسبها في تشغيل العمالة، وأقرت الإعفاء الضريبي».
وأشارت «المهدي» إلى أن أرض مصر غالية، ويجب أن يتم الاستثمار عليها بنظام «حق الانتفاع»، بالإضافة إلى الضريبة، فقانون 2005 أول قانون يلغي الإعفاء الضريبي، قائلة: «ضرائب مصر مش كبيرة دي 22.5%.. وإحنا كافحنا 20 سنة علشان الضرائب.. إزاي دلوقتي نلغيها».
«سوء الإدارة يتسبب في تعطل القانون»
من جانبه، أكد الدكتور محمد عنتر، رجل الأعمال ورئيس اتحاد رجال الأعمال المصريين في أوروبا، أن تأخر إصدار قانون الاستثمار الجديد ناتج عن الخوف من اتخاذ القرارات، فالإدارة أسلوب علمي، وأصحاب القرار يجب أن يكونوا على دراية كاملة بعلوم وفنون الإدارة.
«قانون الاستثمار لا يحتاج أكثر من شهرين»، هكذا قال «عنتر»، لبوابة «صوت الأمة»، فقانون الاستثمار تأخر لسوء الإدارة، وصياغته لا تحتاج سوى أيام معدودة، ووزارة الاستثمار لم تستغل صحاري مصر حتى الآن، رغم امتلاك مصر ما يؤهلها لجذب الاستثمار، مثل الأرض والمناخ، لكن البطء في اتخاذ القرار والخوف من المواجهة كلف مصر خسارة استثمارية كبير.
وتابع رئيس اتحاد رجال الأعمال المصريين في أوروبا، «حتى مسودة القانون التي تم طرحها بها الكثير من الملاحظات»، مشيرًا إلى أن المسودة التي تم طرحها تنص على الإعفاء الضريبي الكامل على الإيرادات والأرباح واستيراد الخامات وتصدير المنتجات، بالإضافة إلى أن مسودة القانون لم توضح «هل الأراضي المقام عليها المشروعات حق انتفاع أم دون مقابل كالضرائب».