واشنطن بوست: تدخل الميليشيات الشيعية في معركة الموصل يشعل التوترات الطائفية

الأحد، 30 أكتوبر 2016 01:35 م
واشنطن بوست: تدخل الميليشيات الشيعية في معركة الموصل يشعل التوترات الطائفية
صورة ارشيفية

ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الصادرة اليوم الأحد، أن إعلان الميليشيات الشيعية العراقية يوم أمس السبت، اشتراكها في معركة استعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش الإرهابي ما هو إلا خطوة قد تزيد من التوترات الطائفية والإقليمية التي تغلف أجواء معركة تعاني بالفعل من عدة تعقيدات.

وأشارت الصحيفة، في تقرير لها بثته على موقعها الالكتروني، إلى تصريحات قادة الميليشيات بأنهم شنوا هجومًا نحو مدينة تلعفر الواقعة على بعد 40 ميلًا غرب الموصل في الساعات الأولى من صباح اليوم، وأن أكثر من 10 آلاف مقاتل شاركوا في هذه العملية، على حد قولهم.

وقالت «إن دور الميليشيات الشيعية القوية في هذه المعركة من شأنه أن يمثل تحديًا أمام رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في الوقت الذي تتقدم فيه القوات العراقية صوب أكبر مدينة سنية في البلاد في أكبر عملية عسكرية تشهدها العراق منذ الغزو الأمريكي عام 2003، ناهيك عن أن المعارك السابقة ضد تنظيم داعش شهدت اتهامات وُجهت للميليشيات العراقية الشيعية بإرتكاب اعمال تعذيب وخطف ضد المواطنين السنة».

وأضافت الصحيفة «بعد أكثر من عامين عاشت خلالهما المدينة تحت حكم داعش، انبثقت آمال بأن معركة استعادة المدينة ممكن أن تعيد ضبط العلاقات بين السنة العراقيين وحكومتهم المؤلفة من أغلبية شيعية لاسيما بعد أن توترت هذه العلاقات بشكل حاد في عام 2014 عندما رحب بعض السنة بقدوم مسلحي داعش لكن الأمر متعلق بكيفية معاملة القوات المتقدمة للسكان المحليين ويعد أمرًا حاسمًا لأجل إعادة بناء الثقة بين الطرفين».

ونسبت واشنطن بوست إلى بعض المحللين قولهم «إن قادة الميليشيات الشيعية يوافقون حتى الآن على عدم دخول الموصل، ولكن تلعفر بحد ذاتها تعد نقطة وميض خطيرة، فالمدينة التي شهدت يومًا اندماج السنة والشيعية يمكن أن تصبح مسرحًا لأعمال الثأر والانتقام».

ولم يقتصر الأمر على هذا الحد حيث حذرت الصحيفة الأمريكية من أن وجود الميليشيات المدعومة من جانب إيران يمكن أن يمنح تركيا التي طالما أصرت على لعب دور في عملية الموصل على الرغم من اعتراض بغداد، المبرر لتعميق مشاركتها مما يزيد اشتعال الأوضاع الراهنة.

وأشارت إلى أن تركيا أعلنت في السابق أن عليها واجب لحماية سكان تلعفر وهم من العرقية التركمانية ولكن الأمر متعلق في الباطن بهدف استراتيجي يتمثل في رغبة أنقرة في مواجهة النفوذ الإيراني بالعراق، فقد قامت تركيا بحشد مئات القوات بالقرب من الموصل وتدريب المقاتلين السنة المحليين في تجاهل تام لمطالبات العراق بالرحيل وعدم التدخل في شئونه الداخلية.

وأعادت واشنطن بوست إلى الأذهان حقيقة أن أغلبية الميليشيات الشيعية العراقية تشكلت بعد عام 2003، لمحاربة الغزو الأمريكي ولكن نجمهم زاد سطوعًا منذ عام 2014 عندما احتشدوا لملء الثغرات الأمنية التي اتسعت على خلفية انهيار الجيش العراقي في أجزاء كبيرة من البلاد.

ولفتت الصحيفة إلى أن بعض المنظمات الحقوقية ومسئولين محليين حكوميين اتهموا هذه الميليشيات، في أعقاب استعادة القوات العراقية لمدينة الفلوجة بغرب البلاد في مطلع هذا العام، بارتكاب أعمال تعذيب وخطف مئات المواطنين أثناء فرارهم من المدينة بسبب المعركة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة