صور.. «الخولي» يتقدم بتوصيات حول دور الشباب في تحقيق أهداف الدولة
الجمعة، 28 أكتوبر 2016 10:13 ص
أعلن النائب طارق الخولى أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، عن ورقة تقدم بها حول دور المشاركة الشبابية في تحقيق أهداف السياسة الخارجية، ضمن توصيات المؤتمر الوطنى الأول للشباب والذي عقدت فعالياته في شرم الشيخ برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ويأتي نص الورقة كالأتي:
«تأتى تداعيات ثورة 30 يونيو.. بعواصف خارجية عاتيه.. فكيف تجرؤ أن تعوق مصر قوى الهيمنة الكبرى.. وتدمر مخططهم فى المنطقة.. كيف تسعى للخروج من الهيمنة.. والاستقلال بقرارها الوطنى.. كيف يتحرك شعبها ليقرر مصيرة.. مدعوما بجيش نوع سلاحه.. فمصر دولة كبيرة فى محيطها.. لا يجوز أن تكون خارج السيطرة.. فلابد من عملية اخضاع قد تصل للتركيع.. لتعدل عن ما جنحت إليه.. فمن الصعب أن تعرف سياسات الهيمنة الوضوح.. فهى الساعية نحو تحقيق الهدف الإستراتيجي الموضوع منذ عقود.. ولا يمكن أن يقف فى طريق ذلك أى كيان أو دولة.. تنفرد بتقرير مصيرها».
«ومنذ عقود عكفت قوى الهيمنة فى البحث.. عن أكثر ما يمكن أن يجج الصراعات بين دول إقليم ما أسموه بالشرق الأوسط.. فكان الصراع الدينى حاضر بقوة.. كيف لا وقد قضت الصراعات الدينية فى أوروبا فى العصور الوسطى على الأخضر واليابس.. وسقط فيها ملايين البشر عبر سلسلة من الصراعات الدامية.. التى لم يوقفها سوى التحضر والرقى والعلم.. فالتعصب لاى دين مهما كان.. هو نتاج للجهل والانغلاق والاهتزاز النفسى.. وعدم الاتزان الإنساني.. لذلك كان الصراع الديني والطائفي خيار استراتيجي فى إعادة تقسيم الشرق الأوسط.. للقدرة على السيطرة عليه.. حيث تنبسط من المحيط للخليج ثروات العالم وخيراته.. لسنوات طويلة.. كما شهدت هذه البقعة من العالم بعثات الأنبياء وميلاد الأديان.. اطلعت على معظم حضارات العالم القديم.. وما تركته فى حاضرنا من أثار لا تقدر بثمن».
«ومن خلال تحقيق قوى الهيمنة للهدف الاستراتيجي.. كان لابد من العمل على عدة عناصر.. بداية من تصعيد النعرة المذهبية.. إلى خلق كيانات سرطانية.. تكن بمثابة الخلايا الأولى للورم الخبيث.. إذانا بالتفشي فى جسد المنطقة.. التى تمنح بين حين وأخر.. جرعات دواء.. تبقى على الحياة.. ولكن دونما زوال للمرض.. التى تحرص قوى الهيمنة على بقائه حتى لا تستفيق تلك الأمم أبدا.. فكانت بالإضافة للعدو الواضح إسرائيل.. دويلة قطر.. إحدى الخلايا السرطانية.. التى يجب أن ينتبه حكامها بأن المال قد يشترى ذمم.. ويلوث ضمائر.. ويخرس أصوت.. ويملى قرارات.. ولكنه لا يشترى مجد.. ولا حضارة.. ولا تاريخ.. ولا ثقافة.. ولا يحقن جينات العظمة للشعوب».
«وفى قرب تحقيق قوى الهيمنة للهدف.. حيث تداعب الابتسامات شفاة الخبثاء.. تطل على حافة التاريخ.. وجوه طيبة.. وعيون سوداء حائرة.. وحناجر صاخبة.. بصدور عارية.. تهتف بحرية القرار الوطني.. ليزيح المصريون السرطان من كبد الهوية.. الإخوان.. هؤلاء الذين عاقوا بالوطن وأهله.. ولم يقدروا له ثمن.. ولم يبكوا يوما خوفا عليه.. بل تباكوا عشقا فى حب الجماعة.. وطنهم وحظيرتهم.. لتتكالب علينا أراذل الأمم.. بحثا عن الانهيار المنشود.. الذى قطع جذوره المصريون.. ولكن بقى الأمل لديهم.. في استعادة فوضى غائبة.. من رحم خان يخون إخوان.. ومن أبناء المحاولة.. تفجير الطائرات لضرب العلاقات مع روسيا وفرنسا.. بزوغ واقعة ريجينى لتدمير العاقات مع ايطاليا.. منح بريطانيا حق اللجوء السياسى للإخوان.. ومقال الإكونميست المتصابي».
«فالمجتمع الدولى.. قد ترك جميع المشكلات والملفات المفتوحة.. وعلى رأسها إهدار حقوق الشعب الفلسطيني.. ويتحدث عن جماعة.. كانت تقيم اعتصام مسلح.. بشهادة الجميع.. وبالصور والفيديوهات التى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى.. كالأكفان المتحركة.. بالإضافة إلى المشاهد التمثيلية التى كانت تحمل زورا وجود انتهاكات من أجهزة الأمن».
«فالجميع يتغافل ما يدور فى عدد من دول العالم.. من تدخل عسكرى مباشر فى سوريا وغيرها من دول الجوار.. وكالانتهاكات الواضحة للقانون الدولى من المحتل الإسرائيلي.. وأيضا تجاوزات حقوق الإنسان فى الدول التى تسعى للهيمنة.. ومشاهد تعذيب المعارضين كالتى تقع فى تركيا.. ليتحدثوا عن حقوق جماعة إرهابية.. حملت السلاح على الشعب المصرى».
«فقد بات الضمير العالمى فى أجازة.. وباتت بعض المنظمات والمحافل الدولية.. منصات لحماية حقوق الإرهاب.. فنحن إزاء موجه جديدة من الحرب النفسية.. فإذا أردت أن تنال من شعب.. عليك بكسر الإرادة.. ودحر الأمل.. وتصدير اليأس والإحباط.. فتنهار الأمة معنويا.. ومن ثم تنهزم ماديا.. لكن هيهات ليس هنا.. فأنتم في رحاب الصمود والجلد».
«ويأتى فى ظل هذه التحديات غير المسبوقة.. دور هام على عاتق الشباب.. ليس فقط فى مواجهة الاستقطاب الفكرى الحاد.. الذى يتعرضوا له.. وما يصاحبه من تشويش واعوجاج فى مفاهيم الحرية والديمقراطية.. بل فى التوجه نحو شعوب الارض قاطبة.. لاطلاعهم عن مجرات ما يحدث فى مصر.. ودور الشباب فى عملية التحول الديمقراطى».
«فالعلاقات الدولية تبنى على المصالح.. وحجم المصالح يحكم مدى الحرص على العلاقات.. فمصالح الدول الكبرى لدى مصر.. لا تقل بأي شكل من الأشكال عن المصالح المصرية لديهم.. في ظل دور محوري لمصر في درء الإرهاب عن المنطقة، وهو ما ينعكس على أمن أمريكا وأوروبا ككل، وجهود مصر الرامية في مكافحة الهجرة غير الشرعية».
«وفى النهاية.. لابد أن يدرك شباب مصر.. بانه ليس فق محط أنظار الجميع.. وإنما هو هدف أساسى من قوى الهيمنة فى محاولات إعادة تشكيلة فكريا.. بما يتوافق مع أطماعهم فى المنطقة.. وينعكس على مصالحهم فى إخضاع شعوب الشرق الأوسط.. فيحولوا الشباب لشوكة فى ظهر أوطانهم».