أبوالغيط يؤكد أهمية تعزيز دور المنظمات الإقليمية في معالجة الأزمات
الخميس، 27 أكتوبر 2016 04:23 م
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أهمية وضرورة تعزيز دور المنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية وتمكينها من القيام بالدور المحرك والأساسي في معالجة الأزمات والصراعات الإقليمية وإيجاد آليات للتنسيق بين هذه المنظمات الإقليمية والأمم المتحدة عبر مبعوثيها الموفدين إلى مناطق النزاعات.
ونوه "أبو الغيط"، في هذا الصدد بالاجتماع الثلاثي الذي عُقد أول أمس الثلاثاء بالقاهرة بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لمناقشة الوضع في ليبيا وسبل التعاون بين المنظمات الثلاث والبيان الصادر في ختامه باعتباره يمثل بداية واعدة للدور المطلوب في معالجة الأزمات الإقليمية.
جاء ذلك في كلمة "أبو الغيط" خلال الجلسة الافتتاحية لـ"خلوة الاتحاد الأفريقي" التي عقدت في مدينة شرم الشيخ حول موضوع "ممارسات الوساطة والحروب المعاصرة" والتي ألقاها نيابــة عنه السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية.
وقال أبو الغيط "إن الوقاية من اندلاع النزاعات وتفادي مخاطر الحروب الجديدة يتطلب الإسراع في نزع صواعق تفجيرها وأسباب انتشارها عبر الدبلوماسية الوقائية"، مطالبا بضرورة التحرك السريع لإيفاد لجان الحكماء والوساطات إلى مناطق التوتر والعمل على إنقاذ الدولة الوطنية من الانهيار والانشطار والدفع بالأوضاع نحو المسار السلمي والحوار البناء وإصلاح مواطن الخلل ومكامن الإخفاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الفساد والتشجيع على التوجهات الديمقراطية ومبدأ الشورى وتحقيق العدالة والتكافل الاجتماعي والسلم الأهلي وتسريع عجلة التنمية وتعبئة طاقات الشباب في عملية البناء والإنتاج وارتياد طريق المستقبل الآمن.
وأكد ضرورة المواجهة الشاملة للتنظيمات الإرهابية بما في ذلك تجفيف الحاضنات التي تنتعش فيها وتستغل مناخاتها لنشر شرورها عبر العالم تحت مسميات متعددة وتجمعها أيدلوجية واحدة هي أيدلوجية الظلام ونزعة التدمير، منبها إلى أنه قد تضخم حجم هذه التنظيمات واتسعت رقعة تواجدها وأصبحت تُشكل قوة متعددة الجنسيات عابرة للحدود وللقارات وقادرة على إحداث الضرر والتدمير لكل مصادر الحياة ومعالم التنوير والتقدم.
ونبه أبو الغيط إلى أنه من ضمن الحاضنات التي يستغلها الإرهابيون وتتطلب المواجهة والعمل على تجفيف منابعها هي مناطق النزاعات والأزمات وحالات تفشي الغبن والظلم والقهر والإقصاء وغياب المساواة بين المواطنين وعدم الاحتكام إلى المواطنة التي يجب أن يستظل بظلها جميع أبناء الوطن الواحد في مجتمع منسجم ومتماسك يكون عصيًا على كل محاولات الاختراق والاحتراب.
ودعا أبو الغيط إلى تنفيذ جملة الإصلاحات لنظام الأمم المتحدة، وبالذات ترشيد استعمال "الفيتو" في مجلس الأمن، لإيجاد صيغ مرنة تمكنه من تحمل مسؤولياته خاصةً في مجال المسائل الإنسانية وحماية المدنيين أثناء النزاعات والحروب والابتعاد عن تعويم الأزمات والتركيز على معالجتها بدل إدارتها وعدم انتهاج سياسة المعايير المزدوجة في التعامل مع قضايا السلم والأمن.
وأشار إلى أن القضية الفلسطينية تمثل نموذجًا صارخًا لعجز المجتمع الدولي عن الوفاء بالتزاماته وتنفيذ قراراته واحترام مواثيقه لتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني في مواجهة الممارسات الإجرامية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي وغلاة المستوطنين وإنهاء آخر قلاع للاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي لدولة فلسطين المحتلة وبقية الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967.
وأشار أبو الغيط إلى أن منطقة العالم الثالث، وبالذات أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، أصبحتا ساحة للحروب الجديدة والمعاصرة والتي تشابكت خيوطها إقليميًا ودوليًا سواء كان ذلك التشابك بشكلٍ مباشر عبر التدخل العسكري والحضور السياسي أوغير مباشر عبر الأجهزة السرية وتقنيات الإعلام الحديث وشبكة التواصل الاجتماعي أو من خلال تزويد الأطراف المحلية المتصارعة بالمعدات والأدوات لاستمرار الصراع وتأليب العنصر الطائفي والإثني لاحتدام الصراع.
وقال أبو الغيط إن "هذه الصراعات تحولت في حقيقة الأمر إلى حروبٍ بالوكالة لتقاسم النفوذ وفرض الأجندات الخارجية دون أي اكتراث للآثار الكارثية على حياة الناس وعلى البنية التحتية للدول التي تشهد صراعات وعلى تراثها الحضاري ومعالمها التاريخية، كما اتخذت بعض الأزمات طابع الحرب الإقليمية كما يحدث حاليًا في سورية وأدت إلى توتر في العلاقات الدولية، وأظهرت بروز مؤشرات لنوعٍ جديد من الحرب الباردة".
ونبه أبو الغيط إلى أن خطورة هذا النوع من الحرب الباردة تكمن في غياب الكوابح والخطوط الحمراء التي لا ينبغي تجاوزها كما كان الحال خلال الحرب الباردة التي كانت سائدة قبل عام 1990 من القرن الماضي.
وأكد أبو الغيط أهمية القمة العربية - الأفريقية الرابعة المقرر عقدها في "ملابو" عاصمة جمهورية غينيا الاستوائية الشهر المقبل،تحت عنوان: "معًا لتنمية مستدامة وتعاون اقتصادي عربي أفريقي".
ونوه أبو الغيط بالاستعدادات الجارية حاليًا لعقد القمة وذلك تجسيدًا لتطلعات الشعوب العربية والأفريقية في بناء شراكة إستراتيجية متعددة الأبعاد وتنسيق مواقفهما وخططهما وخاصةً في مجال تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 في الدول العربية والأفريقية كمحطة هامة في إطار إنجاز مشاريع الاستراتيجيات العربية المشتركة وأجندة أفريقيا 2063 التي اعتمدها قادة الاتحاد الأفريقي.