مرتزقة الحرب المقدسة.. تهدد بتدمير «الشرق الأوسط»
الأربعاء، 26 أكتوبر 2016 05:12 م
باتت التنظيمات والميلشيات المذهبية، أدوات حرب، تهدد بتدمير الشرق الأوسط، بعد أن تحولت إلى مندوبين يديرون ساحات القتال، فى احتراب صُبغ القداسة والدفاع عن الله، بالإنابة عن جهات داعمة وممولة، تسعى إلى بسط نفوذها، وتوسيع رقعة سيطرتها، وهو في حقيقته صراع على النفوذ لا أكثر.
لقد بات الصراع السعودي الإيراني «مكشوف الأوراق»، ومُعلن الأهداف، التي تقوم على تنفيذها جماعات سياسية ومسلحة، تحقق أهدافها على الأرض في سوريا والعراق واليمن وغيرها من البلدان، التي تحولت إلى حلبة صراع قوي بين الطرفين.
الأذرع الإيرانية
أشبه بحرب العصابات تلك التي تدور على أرض سوريا، فإيران تستقطب وتجند عناصر من كل دول العالم، وتوفر لهم كل مقومات القوة من مال، وسلاح، وتدريب، وإيواء، وإقامة، مدعومة بغطاء سياسي من روسيا، وتعي تماما بأن هذا التسليح، قد يؤدي إلى تصعيد الأمر للقتال المباشر في سوريا، وأن حروب الوكالة لن تلبث طويلا.
تسيطر الخلايا الإيرانية التي شكلها قاسم سليماني، الجنرال الإيراني، والمعروف عالميا، بأنه الداعم للإرهاب والجماعات القتالية عن إيران بالوكالة في منطقة الشرق الأوسط، على أرض المعركة في سوريا باسطة نفوذها على مناطق واسعة من سوريا، أمام تراجع دور التنظيمات والمجموعات المدعومة من السعودية، مثل جيش الفتح، وجبهة النصرة، والجيش الحر.
وتمتلك إيران، أكثر من 50 لواءًا مقاتلا، أبرزها كتائب القدس التي دخلت سوريا بحجة تولي تأمين الرئيس السوري بشار الأسد، وكذلك لواء أبو الفضل العباسي والتي دخلت سوريا بحجة حماية المراقد والأضرحة الشيعية، كما جلبت إيران مقاتلين من اليمن والعراق وأشركتهم في مقاتليها.
النفوذ الإيراني تغلغل داخل المملكة السعودية وأصبح لها أذرع فيها، تبين ذلك من خلال الاتهام الذي وجهته السعودية لإيران عن الدعم الذي تبديه في الخفاء للأقليات الشيعية في المنطقة الشرقية، كما أن طهران اتهمت الرياض، بدعمها الجماعات المعارضة، مثل المعارضة الأحوازية وجيش العدل البلوشي في إيران لزعزعة أمنها.
أما العراق، والذي سيطرت إيران على ملعبه السياسي والعسكري، من خلال الحكومة والحشد الشعبي، حيث جاءت الفرصة لإيران بعد إستيلاء تنظيم «داعش» على عدد من المحافظات العراقية، ما جعل إيران تشكل هي الأخرى أجهزة أمنية واستخباراتية في بغداد لحماية أمنها القومي كما تزعم، ولكن حقيقة الأمر خلاف ذلك، وحتى تضمن إيران العراق امتدادا للإمبراطورية الفارسية التي تحلم بعودتها.
أما اليمن، فقد أطلقت إيران دعمها الكامل لجماعة الحوثي بها، لقتال التواجد السعودي بالوكالة، بالإضافة إلى ضرب المملكة العربية، والخليج العربي، في اقتصاده من خلال السيطرة الكاملة على مضيق باب المندب جنوب البحر الأحمر، ليكون ثان مضيق بعد هرمز، تحت السيطرة الإيرانية، كما أصبحت البحرين منطقة صراع عقب تحرك القبائل الشيعية بها، بعد تأييد ودعم إيران لها في مقابل إحداث قلاقل سياسية في البحرين حتى يكون هناك ذريعة للتدخل الإيراني.
الأذرع السعودية
الوضع على الأرض يشير إلى أن وكلاء الرياض، في تضاؤل أمام مقاتلي إيران، وهو ما حدا بالمملكة إعلانها التدخل بريا في سوريا.
وتقاتل التنظيمات المدعومة من الخليج في سوريا، على أمل إعادة ترتيب صفوفها مرة أخرى لمواجهة أذرع إيران، وتشمل تلك التنظيمات جبهة الشام، وجيش التحرير أقوى الأذرع السعودية في سوريا، وأيضًا هناك مجموعات صغيرة باسم مجموعة 46، ومجموعة 312، وكتائب الحق، والتي تأسست ردًا على تشكيل مليشيات إيرانية على غرار حزب الله في لبنان، وخوفا من تأسيس حزب الله ثاني في سوريا.
الأذرع التركية
دخلت تركيا الصراع الدائر في سوريا لمواجهة التمدد الإيراني ولحماية مصالحها في سوريا والعراق، ودعمت أنقره بعض الجماعات الجهادية في سوريا كدعمها لـ«داعش» بقيادة أبو بكر البغدادي، كما أنها تتواصل من خلال الجانب القطري مع مقاتلي جبهة النصرة التي تمول تمويلا كاملا من الجانب القطري، دخل أيضا الأكراد الصراع حيث كان لهم جبهات مقاتلة في سوريا لحماية مصالحهم فأسست جماعات كردية من خلال حزب الاتحاد الموالي لحزب العمال الكردستاني، ويقاتل هذا الجيش في شمال سوريا لحماية المناطق الكردية.