مرصد الإفتاء: تحرير «دابق» ينسف نبوءة «داعش» الكاذبة
الأربعاء، 26 أكتوبر 2016 02:09 م
قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، إن تنظيم «داعش» الإرهابي فقد أحد أهم نبوءاته وسردياته الدينية بسقوط قرية «دابق» في أيدي قوات ما يسمى بـ«الجيش السوري الحر»، وفرار مقاتلي التنظيم من القرية التي تقع في شمال مدينة حلب، مشيرا إلى أن «داعش» رسخ لدى مقاتليه والمتعاطفين معه أنه جاء تحقيقًا لنبوءة تتحدث عن معركة في آخر الزمان في "دابق" بين المسلمين وأعدائهم ينتصر فيها المسلمون.
وأوضح المرصد في بيان اليوم الأربعاء، أن التنظيم عمد في تقديم نفسه إلى المسلمين باعتباره محققًا لنبوءة دينية وردت في حديث نبوي مروي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال فيه: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنزِلَ الرُّومُ بِالأَعمَاقِ أَو بِدَابِقٍ، فيخرُجُ إليهِم جَيْشٌ مِنَ المَدِينَةِ من خِيَارِ أهلِ الأرضِ يَومَئِذٍ، فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتِ الرُّومُ: خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَينَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلُهُمْ فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ: لَا وَاللَّهِ لَا نُخَلِّي بَينَكُم وَبَينَ إِخوَانِنَا فَتُقَاتِلُونَهُم، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُم أَفضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا، فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ".
وأضاف المرصد أن خسارة التنظيم لتلك القرية تمثل فاجعة كبرى لديهم، حيث تتهاوى الكثير من رواياته وحججه التي ينشرها بين أتباعه والمتعاطفين معه، والتي يوظفها بشكل مكثف في عمليات تجنيد المقاتلين وغسيل العقول التي يجريها للعناصر المنضمة له.
وأفرد المرصد، مساحة كبيرة في وقت سابق للحديث عن هذه السردية التي يتحجج بها «داعش» وأكد المرصد خلالها أن داعش لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون تحقيقًا لنبوءة نبوية جاء بها النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، كما أنها لا تمثل جماعة المسلمين، وما يقوم به هذا التنظيم لا يمت للإسلام بصلة لا من قريب أو بعيد، ولا يمكن بحال من الأحوال التسليم لكل جماعة مسلحة تسيطر على قرية "دابق" بأنها جماعة الإسلام وجاءت تحقيقًا لنبوءة نبوية.
وشدد المرصد على أهمية أن تنال عملية تحرير قرية «دابق» اهتمامًا إعلاميًّا كبيرًا لكشف زيف الادعاءات الداعشية الباطلة، وفضح التنظيم أمام مناصريه وأتباعه ومن يميلون إلى التطرف والعنف، وكافة المسلمين في مختلف بقاع الأرض؛ كي يعلموا بحق ويقين أن «داعش» لا يمت للنبوءات بأية صلة، كما أن استناده إلى روايات أو نصوص دينية يكون وفق فهمه الخاطئ لها، فيقتطع تلك النصوص عن سياقاتها وينسبها له بما يوافق مصالحه كي يضفي قداسة دينية على كل جرائمه وإرهابه ضد البشر في كل مكان.