الوطني الكويتي للثقافة يقوم بالتنقيب عن الاثار بهدف بناء قاعدة معلوماتية ثقافية
الأربعاء، 26 أكتوبر 2016 08:44 ص
أكد المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي أهمية أعمال مشروع "التنقيب الأثري" التى يجريها في مواقع الاستيطان القديمة بجزيرة فيلكا وبر الكويت في بناء قاعدة معلوماتية ثقافية وحضارية مستمرة.
وقال رئيس قسم "المسح والتنقيب الأثري" في ادارة الاثار والمتاحف بالمجلس الدكتور حامد المطيري في تصريحات بهذا الشأن أن أعمال التنقيب التي تجرى بالتعاون مع مراكز أبحاث علمية اجنبية تسهم في معرفة طبيعة العمران البشري ومعرفة التحول الحضاري خلال ما يزيد عن سبعة آلاف عام على أرض الكويت.
وأضاف المطيري ان هذا المشروع يسهم ايضا في استدامة البنى الثقافية السياحية المحلية إذ يعد من المشروعات التي تضمنتها الخطة التنموية للدولة كونه يشمل أعمال المسح والتنقيب وترميم الممتلكات الثقافية وحفظها والتنشيط السياحي والإصدارات العلمية والمعرفية وتطوير الكوادر الوطنية.
وأفاد أن هذا المشروع البحثي ينقسم إلى ثلاثة مشروعات مهمة وحيوية الأول منها هو برنامج "الاستكشاف الأثري في منطقة الصبية" والثاني "الاستكشاف الأثري في موقعي الحصن الهلنستي وقرية القصور" والثالث "الاستكشاف الأثري في المدينة الدلمونية".
وبين أن المشروع الأول يتم بالتعاون مع جامعة "وارسو" البولندية للاستكشاف في منطقة الصبية، موضحا أن نتائج البحث الأثري في الموقع كشفت عن أقدم استيطان بشري على أرض الكويت وذلك في قرية من قرى العصور الحجرية عائدة لما يعرف بـ "ثقافة العبيد".
وذكر أن القرية عاشت على الطريق التجاري البري الذي ربط حضارات جنوب شبه الجزيرة العربية، بشمالها كما قامت على النشاط البحري بما يشمله من صيد للأسماك والغوص على اللؤلؤ.
وأوضح المطيري أن المشروع الثاني نفذ بالتعاون مع المعهد الفرنسي للشرق الأدنى بغية الكشف عن الأوجه الحضارية والسياسية لمجتمع جزيرة فيلكا في الفترة التي أعقبت غزو الإسكندر المقدوني للشرق الأدنى وكذلك معرفة الجاليات التي عاشت في الجزيرة في فترة ما قبل الإسلام.
وأشار إلى أن نتائج الاستكشاف الاثري في هذا المشروع البحثي خلصت إلى أن جزيرة فيلكا كان لها اهمية قصوى على الطريق التجاري البحري وأن الاستيطان فيها مستمرا.
وحول البرنامج الثالث اوضح المطيري ان موقع المدينة الدلمونية يعمل به فريق كويتي دنماركي من متحف "موسجارد" مبينا أن العمل في هذا الموقع كشف عن مراحل استيطانية تعود للألف الثاني قبل الميلاد حيث دلت نتائج الحفر العميق في الموقع إلى وجود منازل صغيرة تحيط بمعبد فريد في شكله في المنطقة.