«بلاها شبكة» حملة شعبية تقاوم بريق الذهب وتهدم تقاليد الأجداد بقرى قنا.. الفتيات ترفع شعار «بنشترى راجل».. والأمهات تناهض «بنتي ليست أقل من ابنة الجيران».. وشباب يفرون للخارج بحثا عن فرصة

الإثنين، 24 أكتوبر 2016 12:31 م
«بلاها شبكة» حملة شعبية تقاوم بريق الذهب وتهدم تقاليد الأجداد بقرى قنا.. الفتيات ترفع شعار «بنشترى راجل».. والأمهات تناهض «بنتي ليست أقل من ابنة الجيران».. وشباب يفرون للخارج بحثا عن فرصة
صورة ارشيفية
محمد عبدالله وَعَبَد الرحمن الهندى

«بلاها شبكة» حملة شعبية أطلقها عدد من شباب نجع الجديدة، بمركز نقادة، بجنوب غرب قنا، وتفاعل معها آلاف الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت الحملة بسرعة كبيرة لمقاومة العادات والأعراف التي وضعها الأجداد في شراء الشبكة والمهور للعروس، وتهدف إلى تغيير المعتقدات الشعبية بإلزام الشباب بشراء جرامات الذهب لإتمام الزواج.

رفعت الفتيات في المبادرة شعار «بنشترى راجل»، و«راحة البال أهم من جرامات الذهب»، فيما ترفع الأمهات الرافضات للمبادرة شعار «بنتي ليست أقل من بنت الجيران».

ودعا الأعضاء المشاركين فى الحملة، إلى تخفيض نفقات الزواج والتخفيف عن الشباب، الذين فروا إلى الدول المجاورة للبحث عن فرصة عمل، تمكنهم من الزواج.

وقال محمد العمدة، أحد أعضاء حملة «بلاها شبكة»، إنه دشن الحملة بعنوان «لا للذهب، ولا للمنظرة» بعد المغالاة فى تجهيز العرائس، ما أدى لعجز الشباب عن تحقيق حلم الزواج نتيجة ارتفاع التكاليف من شبكة وأثاث وملابس وغيرها من المستلزمات التي ترهق كاهل الشاب والفتاة، وأسرتيهما، وتعرضهم للاستدانة لإكمال التجهيزات.

وطالب «العمدة» الجميع بالتكاتف ودعم المبادرات التي تحارب الغلاء، وترشيد تكاليف الزواج، مضيفًا أن الحملة تهدف لنشر فكر توفير الاحتياجات الضرورية، والحفاظ على حقوق الشباب والفتيات بما يضمن حياة سعيدة، وسترة للفتيات فى حياتهن المستقبلية.

وأشار «العمدة» إلى أن على حق الزوجة فى الذهب «محفوظ» ويمكن كتابته جرامات فى «القايمة» التى يوقع عليها العريس.

وذكر بركات الضمراني، مدير مركز حماية، أن نسبة البطالة ارتفعت فى عدد من مراكز المحافظة، خاصة القرى المتواجدة فى المناطق الصحراوية، ما دفع عدد كبير من الشباب للهجرة، بحثًا عن فرصة عمل فى الدول الأخرى، بخاصة ليبيا والتى سجلت قرى الغربى بهجورة، بنجع حمادى، ونجع عبد القادر، بدشنا أعلى معدل عمالة بالخارج، موضحًا أن حياة الكثير من الشباب تعرضت للخطر فى الأونة الأخيرة نتيجة الهجرة للعمل بليبيا لتدبير احتياجاتهم المالية لتوفير مستلزمات الزواج ونفقاته.

وأضاف أنه أخذت عينة عشوائية بعدد من قرى المحافظة وتبين أن نسبة العنوسة بلغت أكثر من 25 % بين الفتيات.

وأشار إلى أن المغالاة في الطلبات والشبكة وباقي المستلزمات ساهم فى زيادة النسبة، وأوضح أن المبادرات من شأنها إيجاد حل للشباب وتخفيض نسبة العنوسة، وطالب الأهالي بالعمل من أجل إيجاد صيغة تفاهمية لتخفيض النفقات.

وذكر عمر على، باحث، أن العادات والتقاليد ورغبات الأمهات فى حفظ حقوق بناتهن، تقف بقوة ضد هذه الحملة، مؤكدًا أن العديد من القرى تظهر فيها أرقام قياسية للعروسة فى الذهب والتى تخطت حاجز الـ80 ألف بعدد من القرى، ومنها قرى الشاورية والرئيسية ومناطق معينة بمركز فرشوط ونجوع معينة بدشنا، وكذلك مركز قنا.

ولفت إلى أنه رغم نشأة الحملة بجنوب قنا إلا أنها أحدثت حالة من تبادل الاّراء عن ضرورة تخفيف نفقات الزواج للتيسير على الشباب المقبلين على هذه الخطوة المحددة لمستقبلهم فى الاستقرار.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة