«شيطان الذهب».. قاهر الباحثون عن الزواج بالدقهلية
الأحد، 23 أكتوبر 2016 07:30 م
منزل صغير، أثاث بسيط، ومهر قيمته «ربع جنيه»، حلل نحاسية، وحصيرة ملونة، كانت هذه هي الأدوات التي يعتمد عليها الشاب المقبل على الزواج قديمًا، ليصبح هو وشريكته في منزل واحد ويحقق الاستقرار العاطفي الذي كان ينشده.
وبمرور الأيام اختلف الأمر كثيرًا، خاصة في المحافظات والقرى الريفية، وفي الدقهلية أصبح الزواج يُكلف العريس مبالغ طائلة، فقط لحفظ ماء وجهه أمام أسرة العروس، ومع ارتفاع الأسعار، خاصة أسعار الذهب، ازداد الأمر سوءً، وبات الشاب يشعر أنه لا يقوى على توفير الحد الأدنى الذي يمكنه من الزواج.
وتبلغ كمية الشبكة التي يتم تقديمها للعروس في الدقهلية 70 جرامًا من الذهب، وفي الغالب لا تزيد عن 100 جرام، وبطريقة تتميز بالدهاء نسبيًا، أصبح من لم يقو على جلب هذه الجرامات من الذهب يشتري فقط دبلة وخاتم ومحبس، على أن يضيف مبلغ آخر في القائمة الزوجية.
«الحل في المبادرات»، هذا ما يؤمن به الشعب المصري دائمًا، تجاه أي مشاكل تواجهه، لذا ظهرت الكثير من المبادرات والمؤتمرات لإلغاء الشبكة، ومراسم الزفاف أيضًا، ففي قرية «بداوي» بالمنصورة ظهرت حملة طالبت بعقد اجتماع لكبار رجال القرية وأئمة المساجد، في محاولة منهم لإلغاء الشبكة تأسيًا بالقرى المجاورة، وسرعان ما نالت الفكرة استحسان الكثير، بعد وصول جرام الذهب لـ500 جنيه.
«معًا لتيسير الزواج»، هذا هو الاسم الذي اختاره أهالي قرية كفر الجنينة للمؤتمر الذي نظموه لمواجهة ارتفاع أسعار الذهب، حضره أهالي القرية وشيوخها وأعيانها وممثل عن الشيخ طه زيادة وكيل وزارة الأوقاف بالدقهلية.
«العروسة بتحط في النيش حاجات غالية مبتستعملهاش»، هذا ما قاله محمد طمان، منسق حملة «نعمل لتيسير الزواج في القرية»، قائلًا إن غلاء أسعار الشبكة التي تفرض على العريس لم تأتِ له بالسعادة، كما أن أدوات المطبخ يتم شراؤها بالعملة الصعبة من الخارج، ما يسبب ضررًا للاقتصاد المصري.
«فيه غارمات في السجون بسبب النيش وتكاليف المطبخ»، بهذه الكلمات أعرب طومان عن غضبه من التكاليف الباهظة التي تنفقها العروس لشراء مستلزمات الزواج، واصفًا إياها بالعادات والتقاليد السيئة التي ملأت الشباب بالهموم.
«أقلهن مهورًا أكثرهن بركة»، بهذا الحديث استشهد خطيب مسجد القرية، قائلًا إن المغالاة في المهور والتفاخر في المهور والذهب ليس من الإسلام في شئ، كما أن الله نهانا عن التبذير خاصة في تكاليف الزواج.
عادات غريبة يتبعها مركز شربين بمحافظة الدقهلية، فلابد لوالدة العريس أن تشتري هدية للعروس أثناء شراؤها الشبكة، مثل خاتم ذهبي أو غيره.
وفى قرية كفر دميرة، بمركز طلخا تقتصر الشبكة على خاتم ودبلة ومحبس، ويقدم والد العروس، مطبخ هدية لوالدة العريس مكون من «قطع ألوميتال، وبوتوجاز وديب فريرز وثلاجة وغسالة، وأطقم صينى وحلل».
أما مركز المنزلة وهو المركز الأبعد عن عاصمة مدينة المنصورة، لا يشترط فيه ثمن شبكة معين، ولكن تقوم العروس وأهلها، بإهداء العريس حجرة من الموبيليا المكلف بها العريس عقب الشبكة، مثل غرفة النوم مثلاً، بينما لا يعتمد مركز المطرية الملاصق لمركز المنزلة على أى من تلك العادات، ويتوقف الأمر على مقدرة العريس، ولكن تقوم والدة العروس بإهداء والدة العريس"رد الشبكة" وهو يكون أجهزة كهربائية مثل غسالة أو بوتاجاز.