مواطنو كفر الشيخ يكافحون «العنوسة».. تحديد المهر وإلغاء الشبكة أبرز القرارات لتسهيل الزواج.. الاقتصاد في المفروشات والتخلي عن النيش وحجرة الأطفال.. وأقساط الجهاز ترسل الأباء إلى السجن
الأحد، 23 أكتوبر 2016 07:07 م
في ظل موجة الغلاء التي تضرب البلاد وارتفاع نسبة ارتفعت في الأونة الأخيرة أصوات كثيرة تطالب برفع العبء، وتقليل التكاليف الباهظة، لتيسير مشروع الزواج الذي صار يشكل مأساة لكثير من الأسر المصرية. وترصد بوابة «صوت الأمة» في السطور التالية أهم الخطوات التي اتخذها المواطنين لتخفيف العبء عن كاهل راغبي الزوج..
-تحديد المهر
عقد أهالي قرية السحماوي بمحافظة كفر الشيخ مؤتمرا لمناقشة تخفيف أعباء الزواج، وحدد المجتمعون المهر بمبلغ لا يزيد عن 4000 جنيه فقط، وإلغاء حفلة تقديم الشبكة أو ما يعرف بالخطوبة أو قراءة الفاتحة، واقتصار الحفل على أسرة العروسين دون إضافة أعباء مالية، وإلغاء ما يعرف بالنيش ومحتوياته، وتأجيل حجرة الأطفال حتى قدوم المولود الأول، وإلغاء السجاد والستائر أو اختيار أنواع مناسبة الثمن، وإلغاء ما يعرف بـ"السابع" بكل ما يتضمنه من فراخ وحمام وطيور وفطير وفاكهة وخلافه، ما يزيد من النفقات.
-إلغاء الشبكة
تتحمل أسرة الفتاة أيضا تكاليف باهظة ما أعجز العديد من الأباء عن سداد الأقساط، ومآل مصير بعضهم إلى السجن، لذا اجتمع أهالي قرية شاهين، وقرروا التخلي عن شراء الذهب، كما قرروا عقد لقاءات أخرى لتحديد تكاليف الزواج التى سيتبعونها.
شملت الاقتراحات الاقتصار على ليلة الفرح أو «الدخلة» والاحتفال بليلة الحنة في المنزل، بالإضافة إلى الاكتفاء بالأدوات والأجهزة الكهربائية الأساسية، وطقم حلل واحد فقط «تيفال»، وعدم المغالاة في المفروشات والأطقم القطنية والاكتفاء بسبعة أو عشرة أطقم كحد أقصى، ومنع إطلاق الأعيرة النارية ومنع المشروبات الكحولية والمخدرات في الأفراح.
-السجن أو العنوسة
قال محمد حمدان، مواطن كفراوي أنه أب لـ6 بنات اثنتان منهن على أعتاب الزواج، وحالته المادية عسرة، مشيرا إلى أنه حال استمرت هذه العادات السيئة من شراء كل الأجهزة الكهربائية وأطقم حلل لا قيمة لها، وتكاليف «عشاء أم العريس» والكثير من العادات التي صارت كالخنجر في ظهر جميع الأباء محدودي الدخل، وأضاف: «لم أستطع تزويج بناتي، لأن أخي غامر وزوج ابنته منذ عامين، ووقع شيكا على بياض، ثم تعسر في السداد، وحبس، وأنا مخير بين عنوسة البنات أو السجن لعدم السداد.
قال محمد شرف، إن الخطوات التي اتخذت من قبل كبار العائلات والقرى، من إلغاء الشبكة وتحديد المهر، وتقليص عدد الأجهزة الكهرباية والأدوات المنزلية لا طائل منها، لأنها لم تفعل على أرض الواقع، مشددا على ضرورة تفعيلها لمواجعة عنوسة الفتيات وعزوبية الشباب.
ولفت شرف إلى أن تطبيق الخطوات المعلنة سيحدث انفراجة قوية لدى الشباب في مشروع الزواج، وتحد بشكل مباشر من ممارسات غير مشروعة قد تودي بالشباب والفتيات إلي طريق مسدود.
-أيسرهن مهرا أكثرهن بركة
قال الدكتور أشرف راضي، أستاذ علم الاجتماع، إن المغالاة فى المهور من أهم أسباب تأخر الزواج وانتشار ظاهرة العنوسة، مشيرا إلى أن المهر يعد من الطقوس الأساسية القبلية والاجتماعية بين العائلات للتعبير عن مكانة العائلة الاجتماعية والاقتصادية، كما تعد الشبكة والمشغولات الذهبية من أهم أركان مراسم الزواج وخاصة فى المجتمعات الريفية ذات النعرة العصبية.
وأوضح أن أول خطوة لمواجهة ظاهرة العنوسة الاستغناء عن تقديم المشغولات الذهبية في ظل ارتفاع أسعار الذهب واعتبار الشبكة هدية رمزية يقدمها الخاطب لعروسه، على أن يحفظ أهل الفتاة حق ابنتهم فى مقدار وقيمة الشبكة كتابة فى قسيمة الزواج.
ودعا ولي الأمر للالتزام بنص الحديث «أيسرهن مهرا أكثرهن بركة»، مشيرا إلى أن ذلك يعد نوعا من التكاتف الاجتماعي، ووسيلة فعالة لمواجهة ظاهرة تأخر سن الزواج.