رئيس برلمان العراق: ثورات الربيع العربي أعادت الحرب الباردة

الأحد، 23 أكتوبر 2016 01:59 م
رئيس برلمان العراق: ثورات الربيع العربي أعادت الحرب الباردة
ئيس مجلس النواب العراقي سيلم الجبوري

نبه رئيس مجلس النواب العراقي سيلم الجبوري، إلى أن العالم يمر بمنعطف خطير تعود جذوره إلى نهاية الحرب الباردة التي أبقت العالم على سطح من التوجس والريبة، ما وفر ظروفًا مثالية لعودة نزعات الحرب الباردة مع أول زلزال سياسي مر في منطقتنا متمثلا بثورات الربيع العربي، قائلًا إن ثورات الربيع العربي أنتجت خريطة سياسية تداخل فيها العنف وتحالفات متضادة وهواجس جنوح تستهدف إعادة انتاج خريطة سياسية جديدة للمنطقة.

ودعا الجبوري، خلال كلمة ألقاها في الاجتماع التشاوري للجنة العلاقات الخارجية مع سفراء الاتحاد الأوروبي ببغداد، إلى استثمار القواسم المشتركة؛ لبدء الحوار لتأسيس لبنة جديدة على طريقه وصولا إلى النتائج الإيجابية المتوخاة، محذرًا من اليأس من نتائج أي حوار بشأن المشكلات الإقليمية أو الدولية.

وأضاف الجبوري: «إنني أطلقت أمس دعوة إلى حوار إقليمي جامع لتحديد ملامح مرحلة ما بعد هزيمة تنظيم داعش ورسم معالمها وانعكاساتها».

ونوه الجبوري إلى أن الحوار بصرف النظر عن نتائجه يمنح فرصة البناء ويبعد احتمالات الحروب التي تمثل أخطر الكوارث التي تشهدها الانسانية، لأن أي حرب مهما حجمت وحددت مساحتها عابرة حدودها إلى الآخر.

ولفت الجبوري إلى أن الإرهاب تحول من مشكلة موضعية محددة في جغرافيتها وتاريخها ونظمها السياسية واتجاهاتها الدينية إلى مشكلة كونية عابرة للحدود والقارات والديانات والمذاهب والأمم والقوميات، وهي مشكلة قد توفر الحلول العسكرية فرصة لإخمادها لكنها لا توفر فرصًا مبرمة للقضاء عليها الأمر الذي يدعو إلى البحث في أسباب الإرهاب وجذور أفكاره والسعي لإيجاد برنامج عالمي للحد من خطورته الراهنة وصولا إلى القضاء عليه مستقبلا.

وحذر الجبوري من مخاطر الهوة السحيقة في مجالي الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا بين دول العالم، بسبب غياب البرامج العالمية التي تصنع جسورًا تزيل بعض الفوارق من خلال الاستثمار الأمثل للموارد المالية والطبيعية والبشرية والسعي إلى إتاحة التكنولوجيا السلمية لمن يستثمرها لإسعاد شعوبه وليس لمن يجعلها مدخلا لإقامة قوة غاشمة يتم استغلالها لتهديد الشعوب والسلام والأمن في العالم، كما رأى أن العالم على أعتاب مرحلة جديدة من الانتصارات وكسر شوكة الإرهاب رغم أن الطريق ما زال طويلا في عملية البناء والاستقرار، فالصفحة الأمنية تعقبها معالجة الأزمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتي تحتاج منا مزيدًا من الحكمة والتفاهم والجنوح إلى التعايش السلمي.

وتابع الجبوري أن العراق تعرض لتحديات خطيرة أهمها تأثير التدخل الأجنبي والعنف المضاد والإرهاب والفساد ونزعات الميل إلى الفردية والديكتاتورية، وازدياد النعرات الطائفية والجهوية والحزبية، وهو ما ثبط بعض المسارات نحو دولة المؤسسات الدستورية لكنها لن تكون مثبطة مستقبلا.

وأكد الجبوري أن الديمقراطية لا تتأتى إلا من خلال دولة مؤسسات دستورية نسعى إلى تأسيسها في العراق؛ كي تكون وعاء كاملا وشاملا لسياسة العراق الداخلية والخارجية وعلى جميع الأصعدة، قائلًا: إننا ندرك أن الشعب الذي اختار الديمقراطية في ظروف بالغة الدقة والتعقيد وقدم التضحيات الجسام على مذبحها لن يتخلى عنها أبدًا، معربًا عن شكره للدول التي شاركت العراق معركته ضد الإرهاب الوافد، داعيًا إلى مواصلة الدعم لإعادة إعمار ما دمرته الحرب ومساندة بناء دولة المؤسسات الديمقراطية الدستورية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق