«الثأر» يجدد الاشتباكات المسلحة بقنا.. نزاع القبيلتين يوقف «قطارات الصعيد».. اختباء 200 تلميذ ومعلم بقسم الشرطة لحمايتهم.. «التعليم» تستغيث بالأمن لوصول الطلاب لمنازلهم.. و«الصحة» ترفع حالة الطوارئ

يتمسك أبناء محافظة قنا بالعادة القديمة التي توارثوها عن أجدادهم وهي الثأر، وكأنها فريضة عليهم، ففي بعض الحالات يستخدمون الأسلحة الثقيلة للانتقام من بعضهم البعض، ورغم التطور الذي يشهده العالم الآن، إلا أن الاشتباكات المسلحة تجددت بين عائلتين بقرية فاو قبلي، التابعة لمركز دشنا شمال المحافظة، ما أدى لتوقف حركة قطارات الصعيد وطريق «مصر-أسوان الزراعى».

وقال شاهد عيان إن الاشتباكات المسلحة التي نشبت بين عائلتي «عبدالقادر» و«العتامنة» أدت إلى توقف القطارات لمدة ساعة، مشيرًا إلى توقف طريق «مصر – أسوان»؛ لتناثر الطلقات النارية على جانبي الطريق، مؤكدًا أن الاشتباكات مازالت مستمرة بين الطرفين باستخدام الأسلحة الثقيلة حتى الآن.


ووضع 200 تلميذ ومعلم من أبناء قرية المعيصرة، داخل نقطة شرطة فاو قبلي، خوفًا عليهم من إطلاق النيران بسبب الاشتباكات المسلحة الدائرة بيت العائلتين، وتم الاتصال بذويهم، لإخبارهم بمكان تواجدهم، ودخلوا القرية بعد هدوء الأوضاع، في حراسة الأجهزة الأمنية، التي انتشرت بشكل مكثف بالقرية؛ للحد من الاشتباكات بين العائلتين.

وقال عزت بيومي، وكيل وزارة التربية والتعليم، إنه طالب الأجهزة الأمنية بمركز شرطة دشنا بتأمين تلاميذ المدارس، لوصولهم إلى منازلهم بقرية المعيصرة، التابعة لقرية فاو قبلي بدشنا.

وفى سياق متصل أكد الدكتور أيمن خضاري، وكيل وزارة الصحة بقنا أنه تم تدعيم قسم الطوارئ برعاية الطفل بوسط مدينة دشنا بأدوية وأطقم طبية، لصعوبة الدخول لمستشفى دشنا المركزي بعد تجدد الاشتباكات بين عائلتين بدشنا، مضيفًا أنه تم رفع حالة الطوارئ بشكل عام داخل القسم تحسبًا لحدوث حالات إصابة بين العائلتين، مؤكدًا توافر كافة الأدوية والمعدات لعمل الرعاية الطبية الكاملة.


وتمكنت الأجهزة الأمنية بقنا من السيطرة على الاشتباكات بين العائلتين بعد تبادل إطلاق النار من قبل قوات الأمن وعائلة «العتامنة»، وفقًا لما ذكره شاهد عيان لـبوابة «صوت الأمة»، وأسفرت الاشتباكات عن إصابة شخص من منزل عبد القادر ويُدعى ماهر حجازي عبد القادر.


وعادت حركة القطارات إلى طبيعتها عقب سيطرة الأجهزة الأمنية على الاشتباكات المسلحة.

وكان اللواء صلاح حسان مدير أمن قنا، قد تلقى إخطارًا من العميد هشام الضوي، مأمور مركز دشنا، يفيد بتجدد خصومة ثأرية بين عائلتين، وتوقف حركة القطارات نتيجة تبادل إطلاق النيران بكثافة.

يذكر أن الخصومة الثأرية بين عائلتي «العتامنة وآل عبد القادر»، ممتدة منذ 4 سنوات، عقب مشاجرة بينهم في يوم عيد الأضحى وقتها، أثناء مرور أحد الأشخاص بدراجة بخارية، واصطدامه بشاب من العتامنة، ما أدى إلى تبادل العائلتين لإطلاق النيران؛ للأخذ بالثأر وارتفع عدد القتلى بين العائلتين إلى 4 أشخاص.

من ناحية آخرى، لقى أمين شرطة مصرعه اليوم، في تجدد خصومة ثأرية بين عائلتي «الحجيرات والعجاودة»، بقرية عباسة التابعة لمركز قوص جنوب قنا.

وكان اللواء صلاح حسان مدير أمن قنا، قد تلقى إخطارًا من العميد أيمن فتحي، مدير المباحث الجنائية، يفيد بمصرع «عدلي. ع»، 45 عامًا، أمين شرطة، ومقيم مركز قوص جنوب قنا.

وكشفت تحريات المباحث مقتل أمين الشرطة في تجدد خصومة ثأرية بين عائلتي «الحجيرات والعجاودة» بقرية عباسة بمركز قوص، لوجود خلافات قديمة على قطعة أرض بين العائلتين، وتم نقل الجثة لمستشفى قوص المركزي، ليرتفع عدد ضحايا الخصومة لـ4 أشخاص، وانتقلت قوات الأمن لموقع الحادث، وفرضت كردونًا أمنيًا لمنع تجدد الاشتباكات بين العائلتين، وضبط المتهمين والسلاح المستخدم في الواقعة.