خبير سياسي: الأهم من تحرير الموصل هو من سيحكُمها
الإثنين، 17 أكتوبر 2016 01:50 م
يرى الدكتور غسان حمدان، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، أن عملية تحرير مدينة الموصل يحمل الكثير من المعاني الإيجابية، حيث تعني التفاف جميع العراقيين حول وطنهم ورفضهم لتفتيته، كما تُمثِل نهاية التواجد الداعشي في العراق.
وأوضح أنه لا يُمكن إنكار انتصار تنظيم "داعش" في بداية الأمر برمته، بسبب الكثير من التسهيلات والمساعدات ليس فقط من قِبَل العشائر بالمنطقة؛ بل أيضًا المساعدات الإستخباراتية سواء التركية أو الأمريكية، التي لا تُريد أن تفقد "داعش"، لأنها تُريد أن توظِف مُستقبلًا ورقة فلول التنظيم الإرهابي للحصول على بعض الإمتيازات من سياسيي العراق، مثل امتيازات في التسليح، والتنقيب، والتوريد، والدعم الفني، والمخابرات والإتصالات وحتى على المستوى الدبلوماسي.
وقال لبوابة "صوت الأمة": "ما يهم في الأمر هو أن يتعافى العراق كى لا يكون ساحة للاعبين كُثار، وليكون مركزًا لإتخاذ قرار مُشترك موحد يُواجه الضغوطات الغربية والإقليمية".
وأضاف أن "هناك محاولات لتقليل الأضرار، ولكن بالتأكيد، هناك تنسيق عالٍ بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، في حين استغلت تركيا الأوضاع للحفاظ على مصالحها وخاصة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لايزال يرغب في الظهور بمظهر البطل والمُنتصِر".
وتابع "حمدان" بأن تحريك قوات "داعش" بإتجاه سوريا ليس فكرة تركية كما يُشاع عبر بعض المواقع؛ بل فكر مُشترك من الجميع بما فيهم الدواعش، لأنهم أصبحوا مُحاصرين ويريدون الحفاظ على مواقعهم وعدم تشتت قواتهم أكثر من ذلك، وخاصة أنهم فقدوا عُنصر المُباغتة، وأيضًا صورتهم المُرعبة".
ولفت إلى أن تحرير مدينة الموصل من "داعش" أمر هام، ولكن الأهم هو ما بعد ذلك، والتساؤل حول ماهية من سيحكُم المدينة؛ الأمر الرئيسي الذي دفع القوات التركية للتدخُل بالعراق، إلى جانب عدم دخول قوات الحشد الشعبي بسبب الضغوط الدولية، ومن ثم تركيا تُريد أن تُحافظ على مصالحها عن طريق حماية القوى السُنية بالعراق.
وأخيرًا قال "حمدان": "العراق يُريد التعافي من ذلك التشرذُم والتمزُق الذي أصابه منذ أن تم احتلاله، من قِبَل الأمريكان عام ٢٠٠٣، حيث قُسِم العراق إلى منطقتين، السنية والشيعية، فضلًا عن الكردية الموجودة سابقًا.. ومن ثم فرؤيتي أن المعركة المُستقبلية هي التي ستُحدد وجه العراق؛ فهل ستتفق الأحزاب وتُنهي الخلافات أم لا، لأنه إن لم تتفق وتبقى على صراعاتها، لن ينتهي الإرهاب ولا مسلسل التفجيرات اليومية".
كانت مصادر عراقية عسكرية قد صرحت في وقت باكر من صباح اليوم الإثنين، لبوابة "صوت الأمة"، أن قيادات "داعش" قد تم رصدهم عبر عناصر إستخباراتية، وهم يهربون من "الموصل" قبل ساعات من عملية تحريرها، بصحبة أُسرهِم وسط حراسة مُشددة من المُسلحين التابعين للتنظيم، إضافة إلى توجُه قيادات التنظيم لمدن الرقة ودير الزور.
كما نشر موقع قناة "السومرية" في نبأ عاجل لها، بأن وزير الخارجية التركي يعتزم التوجُه إلى بغداد. يُذكر أن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قد أعلن عن إنطلاق عملية استعادة الموصل في فجر اليوم الإثنين، من تنظيم "داعش" الإرهابي، والتي سجلت ميدانيًا تطورات سريعة، حيث أفادت مصادر مُطلعة بحسب "العربية.نت" أن خطوط الصد الأمامية لتنظيم "داعش" بدأت في الإنهيار في "بعشيقة" شمال شرق "الموصل"، بضربات عنيفة للتحالف الدولي وقوات البيشمركة.