«عيد الغفران» اليهودى احد اسرار انتصار مصر فى حرب اكتوبر

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2016 04:05 م
«عيد الغفران» اليهودى احد اسرار انتصار مصر فى حرب اكتوبر
عيد الغفران
محمد خالد

يحتفل اليهود في كافة ربوع العالم يوم الثلاثاء 11 أكتوبر، بيوم الغفران الذي يصادف العاشر من شهر «تشرين» وفق التقويم العبري.

وفي مثل هذا اليوم بالذات الذي يتوجب فيه على اليهود المتدينين البقاء في حالة الراحة وعدم الانخراط في أي عمل، شنت القوات المصرية والسورية في عام 1973 هجوما من جبهتين على إسرائيل، لتبدأ بذلك حرب أكتوبر، التي شكلت معلما مهما في قيام الوضع الجيوسياسي الراهن في الشرق الأوسط، كما أنها أدت لاندلاع حرب آخرى، في أسواق النفط، خلقت أزمة طاقة في الولايات المتحدة عام 1973.

ونكتب عن قصة بطل حقيقى من أبطال أكتوبر، هو اللواء أركان حرب صلاح فهمى نحلة رئيس فرع التخطيط بهيئة عمليات القوات المسلحة، وصاحب قرار ساعة الصفر.

اللواء فهمى بتكليف من اللواء الجمسى، بدأ دراسة أنسب يوم وساعة للحرب، وقبل أى تفكير عكف أياما طويلة على قراءة ظروف الجو بالمنطقة وجغرافية سيناء كاملة مسرح المعركة والوقت الذى تستغرقه مصر لتنفيذ العملية العسكرية وعبور القناة وفى المقابل الوقت الذى تستغرقة إسرائيل لتنفيذ أول رد فعل.

انتهت حسابات اللواء فهمى إلى أن مدة تنفيذ العملية العسكرية المصرية لعبور القناة، تستغرق 8 ساعات، وأول رد فعل إسرائيلى سيكون بعد 6 ساعات وفقا لقواعد انعقاد مجلس الوزراء الإسرائيلى واتخاذ قرار الحرب، ومن ثم يكون التوقيت الزمنى المناسب لساعة الصفر بين 12 إلى 2 ظهرا، بحيث تنتهى العملية العسكرية المصرية مع نهاية اليوم وتعجز إسرائيل عن الرد لحلول الظلام وتكون مصر أمام نجاح حقيقى على أرض المعركة.

ورشح فهمى توقيت الساعة 2 ليكون ساعة الصفر ودعمه بأنه علميا لا يصح بدء المعركة والشمس أمام الجنود لأنها ستكون عائق كبير والأفضل أن تتم العملية عندما تتعامد أشعة الشمس على الرؤوس وهو ما كان.

فى إطار بحث اللواء فهمى للتوقيت المناسب، كان يقرأ كتابا عن الأعياد والمواسم والإجازات للإسرائيليين ووجد فيه أن عيد الغفران يوم 6 أكتوبر هو العيد الأطول فى الإجازات بواقع 6 أيام إجازة وتكون فيه تل أبيب فى حالة سكون تام، تغلق فيه المحلات والمؤسسات ومن ثم تنفيذ العملية العسكرية فى هذا اليوم سيصيب الجيش الإسرائيلى بشلل وفى المقابل زيادة نسبة نجاح الجنود المصريين بأرض المعركة.

الحالة التى كانت تمتلك اللواء فهمى وقت تكليفه بتحديد الميعاد الأفضل للحرب، كانت أقرب بحالة نيوتن عندما اكتشف الجاذبية الأرضية وقال عبارته الشهيرة وجدتها وجدتها، اللواء فهمى بعد انتهاء حساباته العلمية العسكرية قال أيضاوجدتها وجدتها، وكان وقتها يجلس فى بيته بجوار أبنائه، فجذب كراسة أحد بناته وكتب فيها الدراسات الحسابية للحرب كاملة، وحملها فى صباح اليوم التالى للواء الجمسى الذى رفعها للفريق الشاذلى ثم للمشير أحمد إسماعيل ثم للرئيس السادات وتمت الموافقة على الميعاد، وكانت ساعة الحسم الساعة 2 ظهرا يوم 6 أكتوبر 1973.

واليوم ترى إسرائيل أنها مازالت في حالت حرب، ومع حلول العيد، أعلنت السلطات الإسرائيلية عن فرض إغلاق عام على الضفة الغربية والمعابر في قطاع غزة لمدة 48 ساعة .

ومن اللافت أن يوم الغفران لدى اليهود يكلل فترة الغفران والصوم والصلاة التي مدتها 10 أيام، ويعتقد أن في هذا اليوم يقرر الرب نهائيا مصير كل إنسان في السنة القادمة حسب معتقداتهم .

وفي رسالته إلى يهود روسيا، قال كبير الحاخامات في الاتحاد الروسي، بيرل لازار، إن هذا اليوم يعد الأقدس من أيام السنة، إذ يقف فيه الإنسان بقرب ربه، وعليه أن يعود إلى الطريق الصحيح.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق