«يوم أن كان العرب يد واحدة».. الجزائر ترسل سرب طائرات ولواء لمصر.. العراق تساعد بـ20 طائرة.. السعودية والإمارات يحظران النفط عن الغرب.. ومضيق «باب المندب» اليمني يضيق الخناق على إسرائيل وداعميها
الخميس، 06 أكتوبر 2016 02:47 م
«ترقب، خوف، رغبة بالتخلص بين يوم وليلة من الاحتلال الصهيوني لسيناء»، مشاعر مضطربة سيطرت على كافة الدول العربية، فلم يكن هذا الأمر يؤرق مصر فقط، بل كان يؤرق الشعوب العربية كافة، كان هذا ما دفعم إلى الاتحاد يدًا واحدة للوقوف في وجه العدوان الإسرائيلي ومساندة مصر في محنتها؛ كي تخرج من كبوتها مرفوعة الرأس مرة أخرى.
وفي السطور التالية، ترصد لكم «صوت الأمة» الدول العربية التي ساعدت مصر في حرب أكتوبر.
«الجزائر»
عقب هزيمة 1967 تدهورت العلاقات بين مصر والجزائر، وقامت الجزائر على إثر ذلك بسحب لواء المشاة الجزائري الذي كانت قد أرسلته عند قيام الحرب.
وخلال زيارة رئيس الأركان المصري الفريق سعد الشاذلي إلى الجزائر في فبراير 1972، من أجل طلب الدعم العربي لمواجهة إسرائيل، أخبره المسؤولون الجزائريون أنهم عندما سحبوا لواء المشاة فإنهم سحبوا أفراد اللواء ومعهم أسلحتهم الشخصية فقط، أما أسلحة اللواء الثقيلة في مصر، فهم لا يريدون الأسلحة، وإنما يريدون إخطارا بتسلُّمها، ولم يكن الشاذلي يعلم بذلك، فوعدهم بتسوية الأمر حال رجوعه إلى مصر، وبالفعل قُدِّمَتْ وثيقة إلى الجزائر تثبت تسلُّم الأسلحة، وقابلها الجزائريون بالشكر، ثم أرسلوا إلى مصر في ديسمبر من نفس العام 24 قطعة مدفعية ميدان.
وأرسل الرئيس هواري بومدين عند قيام حرب أكتوبر إلى الجبهة المصرية سرب طائرات سوخوي-7، وسرب ميج-17، وسرب ميج-21، وصلت في أيام 9 و10 و11 أكتوبر.
كما وصل إلى مصر لواء جزائري مدرع في 17 أكتوبر، وخلال زيارته إلى الاتحاد السوفييتي في نوفمبر 1973 قدَّم مبلغ 200 مليون دولار للسوفييت لحساب مصر وسوريا، بمعدل 100 مليون لكل بلد، ثمنا لأي قطع ذخيرة أو سلاح يحتاج لها البَلَدَان.
«العراق»
زار الفريق الشاذلي بغداد في 26 مايو 1972، أي قبل الحرب بعام واحد، وقابَل الرئيس العراقي أحمد حسن البكر، وطرح عليه مشاركة العراق في حرب محتملة ضد إسرائيل، ونظرًا لنزاع العراق آنذاك مع إيران كان على العراق الاحتفاظ بقواته قرب هذه المناطق، لكنه على استعداد لأن يرسل قوات عسكرية حال نشوب الحرب.
أبدى البكر أبدى رغبته للشاذلي في أن يتم إرسال الطائرات لمصر، وفي نهاية مارس 1973 وصل من العراق سربان من تلك الطائرات، وكان الاتفاق بين مصر والعراق يقضي بإرسال سربين كاملين من تلك الطائرات، بعد أن يتم إصلاح الطائرات الناقصة، إلا أن العراقيين لم يتمكنوا من إصلاح جميع الطائرات، فتم إرسال السربين غير مكتملين، وبلغ مجموعات الطائرات التي وصلت مصر 20 طائرة، واستقرت في مطار قويسنا بمحافظة المنوفية، وكلف الفريق الشاذلي الطائرات العراقية بالضربة الأولى عند قيام الحرب.
«الإمارات»
كان الشيخ زايد عند بدأ الحرب في زيارة لبريطانيا، وقبل أن يقطع زيارته ليعود ويشارك مع باقي الدول في دعم مصر قال إن بلاده ستقف جنبًا إلى جنب مع مصر بكل حسم.
وفي مقولة علقت في أذهان كافة المصريين، قال زايد «ليس المال أغلى من الدم العربي وليس النفط أغلى من الدماء العربية التي اختلطت على أرض جبهة القتال في مصر وسوريا»، وقرر الشيخ زايد قطع النفط عن إسرائيل والدول التي تساندها، وإرساله إلى مصر.
«الكويت»
أرسلت الكويت قوة حربية إلى الجبهة المصرية بعد اندلاع الحرب، أسوة بسوريا، حيث أرسلت 5 طائرات «هوكر هنتر» رغم امتلاكها 8 طائرات فقط، بالإضافة إلى طائرتي نقل من طراز سي-130 هيركوليز، لحمل الذخيرة وقطع الغيار، وفي مساء 23 أكتوبر وصلت الطائرات إلى مصر ونزلت في قاعدة قويسنا.
«اليمن»
دور عظيم أدته اليمن في حرب أكتوبر، حيث استطاعت مصر إغلاق مضيق باب المندب ومنع مرور أي سفن حربية خلال حرب أكتوبر.
حيث حاصر الفريق فؤاد ذكري مضيق باب المندب بثلاث قطع بحرية مصرية، في سرية تامة، عند نقط تسمح لها بمتابعة حركة جميع السفن العابرة في البحر الأحمر راداريا وتفتيشها، ولم تجرؤ سفينة عسكرية إسرائيلية واحدة على عبور مضيق باب المندب طوال الحصار.
«السعودية»
زار السادات السعودية زيارة سرية في أغسطس 1973، والتقى بالملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، حيث كشف له عن قرار الحرب على إسرائيل، مؤكدا له أن الحرب «قريبة لا محالة»، طالبًا منه أن تقوم السعودية ودول الخليج بوقف ضخ البترول للغرب حال نجاح خطة الهجوم المصرية.
وفي 19 أكتوبر طلب الرئيس الأمريكي نيكسون من الكونجرس اعتماد 2.2 مليار دولار في مساعدات عاجلة لإسرائيل، مما أدى لقيام الجزائر والعراق والمملكة العربية السعودية وليبيا والإمارات العربية المتحدة ودول عربية أخرى، بإعلان حظر الصادرات النفطية إلى الولايات المتحدة، مما خلق أزمة طاقة طاحنة.
«ليبيا»
لتميزها بموقع جغرافي عظيم، كان لليبيا دور هام في حرب أكتوبر، حيث أرسلت لواء مدرع إلى مصر، وسربين من الطائرات، سرب يقوده مصريون والآخر ليبيون.
«السودان»
كانت من أوائل الدول التي ساندت مصر في حرب أكتوبر، حيث نظمت مؤتمر الخرطوم الذي أُعلنت من خلاله اللاءات الثلاثة «لا صلح - لا اعتراف - لا تفاوض»، وعندما اشتدت الغارات الصهيونية داخل العمق المصري لم تتردد السودان في نقل الكليات العسكرية إلى أراضيها، كما أرسلَت فرقة مشاة إلى الجبهة.
«البحرين»
شهدت شوارع البحرين اجتماعات ولقاءات شعبية للتبرع بالأموال والدم لمساندة الجيش المصري في حرب أكتوبر، كما أعلنت حكومة البحرين على لسان الشيخ خليفة القرار التالي: «تعلن حكومة دولة البحرين أنها بالنظر للموقف الذي تقفه الولايات المتحدة الأمريكية من الأمه العربية، وهي في غمرة نضالها العادل والمشروع ضد العدو الصهيوني، وانسجاما مع كل ما يتطلبه الواجب القومي حيال الأمة، فقد قررنا وقف تصدير البترول للولايات المتحدة الأمريكية»، وأُلحق القرار بآخر، نص على إنهاء جميع الاتفاقيات الموقعة بينها وبين أمريكا، لمنح تسهيلات لبواخرها في ميناء البحرين.