بالصور.. الطيار «الشافعي» يروى تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل حرب 73.. «مبارك» صاحب الفضل فى تدرينا.. «عبد الناصر» شكل القيادات العسكرية وغير مجرى الجيش.. الطيران الإسرائيلي متفوق فى ميزان القوة الجوية
الأربعاء، 05 أكتوبر 2016 11:02 ص
قال نقيب طيار مصطفى الشافعى، أحد الأبطال الذين شاركوا حرب أكتوبر، إنه شعر بالسعاده العارمة مثل غيره من الضباط بفرحة ساعة الصفر لحرب أكتوبر، مشيرًا إلى أن بعد هزيمة 67 لم يلتقون بأسرهم وكان هدفهم الأسمى الاخذ بالثأر بالتدريبات الحاسمة.
وأضاف خلال حواره لبوابة «صوت الأمة»، أن الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك هو قائدهم فى الضربة الجوية الأولى، مشيرًا إلى أن الفضل بعد الله عز وجل فى تبدل أحوال الجيش بعد النكسة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر واختياره للقيادات.
- كيف كان شعوركم بحرب اكتوبر، وكيف كنتم تلقون الأوامر ؟
شعرت بسعادة غامرة وشكرت الله على أن ساعة الفرج قد أتت بعد طول انتظار، وفى هذه اللحظة وكانت هي الأسعد في حياتي، ولحظتها تلاقت عيناي بعيون زملائى وكنا نتساءل فيما بيننا عن المصير، من سيعود ومن سيلقي حتفه خاصة أننا وقعنا على أوراق تفيد بأن 50 % من المشاركين في العملية الأولى سيكونون في عداد الشهداء، ولكن الثأر كان هو كل همنا.
- كيف كانت التدريبات بعد هزيمة 67 ؟
طوال فترة الحرب لم نكن نرى عائلاتنا، وفى هذه اللحظة لم أتذكر سوى الرغبة في الثأر، وحينما أضع قدمى في طائرتي يغيب عن ناظرى كل شىء إلا الوطن، كان كل أملى تحرير أرض مصر ولم أفكر في مال أوعائلة فولائى وانتمائي لمصر.
-كيف بدأت وقت الحرب بسلاح الطيران ؟
تمت المعركة بضرب أهداف محددة فى سيناء للعدو وكنا على ارتفاعات منخفضة لتجنب رصد الرادرات والمدفعية المضادة واشترك فى المعركة أكثر من 200 طيارة مقاتلة أشتركت فى المعركة وكانت عبارة عن بوينج 17 وبوينج 21 وطائرات سوخوى 7 وسوخوى 20 والحمد لله حققنا 90%من الهدف وعادات الطائرات بعد 20 دقيقة وخسرنا 5 طائرات فقط واعتبر نسبة ضئيلة للعملية واكتفينا بالضربة الجوية الاولى لانها حققت كل الهدف وعملت شلل تام فى 3 مطارات منهم مطار الملاذات و3 ممرات فرعية وضرب مراكز القيادة للعدو.
- ماذا عن أول ضربة جوية شاركت بها ؟
لن أنسى لحظة عبورنا بالطائرات فوق القناة لتنفيذ الضربة الجوية الأولى، حينما كنا نرى الجنود المصريين يلقون بأنفسهم في المياه في لهفة للقتال ولم يستطيعوا الانتظار لحين انتهائنا من الضربة في رغبة حثيثة للقضاء على أسطورة بارليف الإسرائيلية ومواجهة العدو الذي اغتصب أرضهم ما الفارق بين الجيش المصرى في 67 و73؟ الجيش المصرى فى 67 جاب الهزيمة و73 حقق لنا النصر.
- كيف تبدل حال الجيش المصرى خلال فترة زمنية قصيرة جدًا ؟
الفضل فى ذلك يرجع لعبد الناصر واختياراته، حيث عين بعد الهزيمة فورا محمد فوزى وزيرا للحربية، وكان رجلا شديد الحب والولع بمصر، كما كان شديد الذكاء، وعبدالناصر هو أيضًا من اختار محمد حسنى مبارك رئيسًا للكلية الجوية، لما كان معروفًا عنه بالحسم الشديد، وبدأ مبارك فى تربيتنا من جديد وأنشأ الكلية وسلاح طيران آخر غير ما كنا نعرفه، وكان قدوة لنا فى كل شيء، والفريق سعد الدين الشاذلى، وهؤلاء الثلاثة من بنوا القوات المسلحة من الصفر لحد القوة.
- كيف كان حال الجنود والتجهيزات لحرب أكتوبر بعد حرب الاستنزاف ؟
الهزيمة أكبر معلم، فقبل 1967 كان التدريب "تهريج" عبارة عن خمس او ست ساعات شهريا، كلها كانت على ارتفاعات كبيرة، فكان الطيران المنخفض ممنوع نهائيا، وأي طيار يحلق على ارتفاع منخفض يحصل على جزاء، وكانت هذه التدريبات التي على ارتفاعات عالية ليست ذات قيمة في المعركة، كانت تدريبات كلاسيكية جدا، فعندما تدربنا بأسلوب مغاير بعد النكسة اكتشفنا الخطأ وبدأنا نتدرب بأساليب صحيحة من طيران علي ارتفاعات منخفضة ومتوسطة إلى تدريبات قتالية الى الهجوم على المواقع الى اشتباكات مشتركة، مما ادى لحدوث طفرة في مستوى الطيار المصري.
ففي حرب 1967 مثلا دخل بعض الطيارين الحرب دون ان تضرب نار من الطائرة "صاروخ او مدفع" منذ عام ونصف او عامين، ولكن بعد الهزيمة اصبح الطيار المصري يضرب شهريا عشر مرات، أي 120 مرة في العام، ووصل التدريب إلى 20 ساعة شهريا بدلا من 5 ساعات، فدخلنا حرب الاستنزاف ونحن متمكنين من طائراتنا واكسبتنا هذه الحرب خبرات جديدة، وكنا نعيش عنفوان الشباب.
- هل كان الطيران الاسرائيلى متفوقا على المصرى كثيرًا ؟
متفوق جدا علينا في ميزان القوة الجوية، عددا ونوعية، فكنا نمتلك 352 طائرة وكانوا هم يمتلكون 504 طائرات، اي تقترب النسبة من 80% لمصلحتهم، ومع ذلك لو نظرنا لاشتباكات حرب الاستنزاف ككل فلقد فقدنا فيها 80 طائرة وفقدوا هم 68 طائرة، وهو رقم جيد جدا، وبالطبع الدفاع الجوي اشترك في تدمير الطائرات الاسرائيلية وإن كانت الاغلبية لنا كقوات جوية، ولكننا كنا محدودين في التصدي للعدو.
وكان العدو يعرف حجم قدراتنا فيدفع بأضعاف أضعاف مانستطيع التصدي له، فكنا نتركه يقصفنا وفي نفس الوقت نعد العدة لنضرب نحن مواقعه، فكنا نوجه له ضربات مفاجأة في الصباح بتشكيلات كانت تصل الى 24 طائرة، تتفرق الى عدد من المواقع المعادية لضربها، أما التصدي المباشر وقتها فكان خطأ كبيرا، فلا يجوز ان أتصدى لخمسين طائرة مثلا بعشرة طائرات فقط.
- هل كانت حقيقة أن أول طلعة جوية للرئيس المخلوع حسنى مبارك؟
من يقول غير ذلك خائن وعميل ولا يتقى الله فى هذا الرجل الذى تعلمنا على يديه معنى القدوة والإيمان بالله والعمل، ومبارك هو القائد، وهو من أعطى لنا الأوامر بالضربة الجوية الأولى، وخرج "سرب 62 مقاتلات قاذفة" دمرنا خطوط الدفاع الإسرائيلية وكان المخطط أن نخرج نحن بطائرتنا الصغيرة لندمرها.
ثم الطلعة الثانية الطائرات الكبيرة، ولكننا دمرنا بفضل الله فى الضربة الأولى كل دفاعات العدو، مما أذهل العالم قبل المصريين، واكتفينا يوم 6 أكتوبر بهذه الطلعة ثم واصلنا 10 طلعات فى الأيام التالية والصدمة كانت كبيرة لدى الجانب الإسرائيلى فالضربة الجوية الأولى أربكته.