بالفيديو والصور.. المدارس تستقبل العام الدراسي الجديد بـ«الكوارث».. أكوام القمامة تحاضر مدارس أسوان.. إغلاق أبواب المدرسة في وجه طلاب قنا.. هروب الطلاب بـ«المحلة الكبرى».. والفوضى تضرب «الغربية»
السبت، 24 سبتمبر 2016 03:50 م
شهدت محافظات مصر حالة من الاستياء والغضب بين الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين بالمدارس؛ نتيجة الإهمال الذي حاصر المدارس، ففي مدينة أسوان، تعاني مدرسة عمر بن الخطاب الإعدادية بنات بمنطقة الحصايا، من تراكم أكوام القمامة التي تحاصر أسوار المدرسة، وتصاعد الأدخنة الناتجة عن حرقها، والتي أدت إلى تلوث الهواء بالمنطقة وعدم قدرتهم على استنشاق هواء نظيف.
وقالت إحدى المعلمات، إنهم تقدموا بأكثر من مذكرة للمسئولين لإزلة أكوام القمامة ووضع الصندوق بعيدًا عن أسوار المدرسة لتكرار اشتعال النيران بها، مما يتسبب في إصابة الطالبات بأمراض صدرية خطيرة نتيجة اختناقهم بالهواء الملوث بأدخنة حرق القمامة.
وأكد أحد المواطنين، الذي يسكن في عقار بجوار صندوق القمامة، أنهم ينامون ويستيقظون على روائح الأدخنة الناتجة عن حرق أكوام القمامة المتكررة، والتي أدت إلى إصابة الأطفال بحساسية الصدر، حتى أنهم لا يستطيعون استخدام التكييفات في ظل الحرارة الشديدة بأسوان لأنه يقوم بسحب الأدخنة لداخل المنازل.
وفي محافظة قنا، استقبلت مدرسة النيل الابتدائية المشتركة بمركز قوص أول أيام العام الدارسي الجديد، بإغلاق أبوابها فى وجه الطلاب، ما أدى إلى ازدحام الطلاب وأولياء الأمور أمام باب مبنى الفصول المغلق، بينما تمكن بعض التلاميذ من الدخول بين فتحات الباب الحديد.
ولم تلتزم المدرسة فى بداية أيام العام الدراسي الجديد بالطابور الصباحى، وما شهدته المدرسة اليوم السبت يعد مهزلة وسوء إدارة، خاصة وأن مدير المدرسة أغلق أبواب مبنى الفصول وذهب خارجها، بحجة تواجد أولياء أمور برفقة أبنائهم الطلاب داخل المدرسة، ما أدى إلى دخول بعض الطلاب من بين الفتحات الموجودة فى البوابة الحديدية وصعودهم إلى الفصول.
وشهد فناء المدرسة، تكدس الطلاب وبعض أولياء الأمور وعبر الجميع عن غضبه من أفعال المدرسة، فى أول يوم دراسي، وعلق أحد أولياء الأمور على ما حدث قائلا: «كان لابد من تجميع الطلاب فى فناء المدرسة وتقسيمهم على حسب فصولهم ومن ثم يذهبون إلى الفصول برفقة أحد المدرسين»، لافتًا إلى أنه من حق أولياء الأمور الاطمئنان على أبنائهم خاصة الطلاب المتقدمين للصف الأول الابتدائي.
وتدافع الطلاب وأولياء الأمور على الدخول إلى مبنى الفصول بمجرد أن قام مدير المدرسة بفتح الباب.
ورغم إعلان مديرية التربية والتعليم بمحافظة المنيا، الانتهاء من أعمال الصيانة لكافة المدارس بمراكز المحافظة، استعدادًا لاستقبال العام الدراسي الجديد، فضلا عن إعلانها افتتاح قرابة الـ35 مدرسة جديدة هذا العام، إلا أن حظيرة مدرسة الشهيد عمران مصطفى بمركز سمالوط شمال المنيا، باستقبال ضحاياها من تلاميذ التعليم الأساسي للعام الرابع على التوالي، فالمدرسة مبنية بالطوب الأبيض "البلوك" ومسقوفة بالطرق البدائية.
أما مدرسة الشهيد عمران مصطفى، فهي مدرسة غير آدمية تقع وسط الأراضي الزراعية وبالقرب من مصرف مائي، يجلس التلاميذ يتلقون العلم برفقة الحشرات الضارة والثعابين والعقارب، ومعلمون يجلسون على "المصاطب" لتحضير الدروس، وتلاميذ لا بديل لهم عن تلقي العلم إلا داخل حظيرة للمواشي.
يقول خلف صالح ناظر، مدرسة الشهيد عمران مصطفى، إن الوضع مأساوي، فالمدرسة مبنية بالطوب الأبيض وسط منطقة زراعية يحيطها الذباب والقوارض والثعابين من كل ناحية، إضافة إلى وجوده بالقرب من مصرف لري المحاصيل الزراعية فالمدرسة حظيرة أشبه بحظيرة للمواشي يدرس بها ما يقرب من 850 تلميذ.
وقال عزت عاشور، معلم لغة عربية بالمدرسة، «قمنا بإنشاء هذا المبنى العشوائى للحفاظ على أرواح أبنائنا الذى كانوا يواجهون يوميًا الموت حال عبورهم مزلقان السكك الحديدية والطريق الزراعى مصر - أسوان في المعهد الأزهرى، كوضع مؤقت ليتم فيما بعد إيجاد مكان بديل ونحن كمعلمين نجلس على المصاطب لتحضر الدروس كل عام».
وأضاف عاشور «الفصول التي يتلقي بها التلاميذ العلم غير مسقوفة بطريقة صحيحة بل مسقوفة بطريقة غير آدمية ما يتسبب في دخول القوارض والحشرات إلي الحجرات الدراسية وما ينتج عنه إصابات بين الطلاب وحالات إغماء لا حصر لها».
ووجه معلموا المدرسة رسالة الى حكومة المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، تطالبه فيها بالنظر بعين الرحمة لهؤلاء التلاميذ، قائلين: «أليس من حقهم تلقي العلم في مدارس مبنية بطريقة أدمية وهناك عشرات الآلاف من حالات التعدى على الأراضى الزراعية على مستوى الجمهورية بخلاف البناء العشوائى وتوصيل المرافق على أراضى الإصلاح الزراعى بجميع قرى المنيا، بينما ترفض وزارة الزراعة الموافقة على بناء المدرسة بحجة أن أرض التبرع زراعية وليست ملاصقة للكتلة السكنية».
وناشد المعلمون، محافظ المنيا، بتوفير مكان بديل قبل وقوع حالات كارثية بين التلاميذ وحصد أرواح التلاميذ مقابل إهمال المسئولين فكان يجب تخصيص أموال المنحة الإماراتية التي منحت إلى محافظة المنيا، وتجاوزت 2 مليون جنيه؛ لإتمام مشروعات عدة من بينها إصلاح وإعادة ترميم 9 مدارس على مستوى مراكز المحافظة التسع، خاصة وأن المدرسة تقع بمنطقة زراعية تحيطها الثعابين والقوارض ومساقي المياه من جميع الاتجاهات.
وكان صراع عائلى قد وقع منذ أكثر من 4 سنوات، أسفر عن تقسيم قرية إطسا إلى جزئين، إطسا البلد، وإطسا المحطة، التابعتين لمركز سمالوط شمال المنيا، ما أسفر عن تشريد ما يقرب من 850 تلميذا من قرية إطسا المحطة دون أن يكون لهم مدرسة أو مأوى يتلقون فيه دروسهم إلا مجموعة من العشش المبنية بالطوب الأبيض والمسقوفة بالخشب والطرق البدائية ودورات مياه غير آدمية وفصول لا يمكن أن يدرس بها الطلاب ولا ترتقى لتعليم التلاميذ.
إضافة إلى وجود العديد من المدارس غير الآدمية بمحافظة المنيا من بينها مدارس التعليم الأساسي بقرية السرو، التابعة لمركز أبو قرقاص جنوب المنيا ومدرسة أم القرى بمركز مطاي شمال المنيا، ومدرسة معصرة حجاج بمركز بني مزار، وطهنا الجبل للتعليم الأساسي.
وسادت حالة من الفوضى والارتباك على غالبية مدارس الغربية، مع بداية اليوم الأول للدراسة، حيث فوجئ عدد كبير من أولياء الأمور والطلاب بنقل أبنائهم إلى مدارس أخرى، ما أدى لحدوث اشتباكات مع عدد من مسئولي المدارس، الذين أكدوا أن القرارات بالإخلاء ودمج الفترات وصلت إليهم ظهر الخميس.
وكان آخر القرارات التي وقعت عليها فريدة مجاهد، وكيل وزارة التربية والتعليم، التي تمت ترقيتها مساء الخميس لتكون وكيل أول وزارة بمحافظة الشرقية، ويخلفها الشناوي عبد الصمد الوافد من محافظة المنوفية، ليجد نفسه في ورطة حقيقية بعد أن علم من إدارة التخطيط بالمديرية، أنه تقرر البدء في أعمال الصيانة الشاملة لـ٨٢ مدرسة بمختلف المراحل، وذلك بعد انتهاء إجراءات الطرح والترسية ووصول الدعم المالي، وهو ما استدعى استضافة مدارس لمدارس أخرى كفترة مسائية، ونقل الطلاب للمدارس الجديدة ومعهم هيئة التدريس، الذين فوجئ أكثرهم بتبديل الجداول الدراسية، وإعادة توزيعهم وتغيير فترات عملهم، وأدى ذلك لارتفاع نسبة غياب المعلمين في اليوم الأول، حيث من المفترض أن يتوجهوا لعملهم في الفترة المسائية، وتم تغيير فترتهم للصباحية مساء الخميس، وهو ما تسبب في ارتباك وفوضى شديدة بغالبية المدارس.
وفي نفس السياق، شهدت قرية محلة خلف التابعة لمركز ومدينة سمنود، واقعة مؤسفة عندما أغرقت مياه الصرف الصحي شوارع القرية بالكامل، وعجز الأهالي والتلاميذ عن الخروج إلى الشارع، ومنعتهم من ممارسة حياتهم اليومية والذهاب إلى أعمالهم، وسط محاولات من جانب مسئولي شركة مياه الشرب لحل الأزمة؛ بسحب المياه من الشوارع وإعادة الحركة بها مجددًا.
من ناحية أخرى، انتظم التلاميذ بالحضور في باقي المدارس، حيث تجمع الآباء والأمهات داخل وخارج مدارس المرحلتين الابتدائية والإعدادية للاطمئنان على أبنائهم، والتأكد من عدم وجود أي معوقات أمامهم في اليوم الأول من العام الجديد.
يذكر أن محافظة الغربية تضم ٢٦٦٢ مدرسة عامة وخاصة وفنية بمختلف المراحل، من بينها ١٨١٨ مدرسة تتبع ماديًا مديرية التربية والتعليم بالغربية، وهى مسئولة عن صيانتها وتجديدها، بينما تتولى التجريبيات والمدارس الخاصة أعمال الصيانة والترميم على نفقتها.
وكان اللواء أحمد ضيف صقر، قد أكد أن المحافظة تسلمت ١٧٥ قطعة أرض، من بينها ١٠٥ قطعة من تبرعات الأهالي لإقامة مدارس جديدة عليها، مؤكدًا أن العمل سيبدأ فيهم فور انتهاء الإجراءات المالية، مشيرًا إلى أنه حصل على موافقة خلال اجتماع مجلس المحافظين مع باقي المحافظين بالجور على الأراضي الزراعية لصالح التعليم، وجاري الاتفاق مع وزير الزراعة على ذلك.
وبدأ عدد من طلاب المحلة بالهروب من المدرسة، والقفز من أعلى السور، إضافة إلى عدم حضور طلاب الشهادة الاعدادية في غالبية المدارس على مستوى المحافظة، في الوقت الذي قضى معظم طلاب الشهادة الثانوية أول أيام العام الدراسي على المقاهي، بعد حضور عدة دقائق بالمدارس تعرفوا خلالها على طبيعة الدراسة وآليات حضورهم، وانصرفوا بعدها خارج المدرسة، دون اعتراض من مسئولي إدارات تلك المدارس.
وكانت أول حالة هروب مع بداية العام الدراسي، شهدتها المدرسة التجارية الثانوية بالمحلة الكبرى، حيث تتابع الطلاب في القفز من فوق الباب الرئيسي للمدرسة، وذلك أثناء اليوم الدراسي.
وتجاهل طلاب الشهادة الإعدادية الحضور بالمدارس، لعدم ارتباط مجموع درجات الامتحانات بدرجات أعمال السنة التي تلزمهم بالحضور، إضافة إلى أن معظم المدارس لا يوجد بها فصول يحضر بها الطلاب.