«الحرب العالمية الثالثة» في سوريا.. روسيا تقصف غرفة عمليات تضم جنسيات مختلفة.. «الولايات المتحدة» تقصف مواقع للجيش السوري وتقتل 80 شخصًا.. خبير استراتيجي يطالب جامعة الدول العربية بالتحرك الفوري
الأربعاء، 21 سبتمبر 2016 01:11 م
دماء كثيرة سالت على الأراضي السورية بعد اشتعال الصراع بين قوات النظام السوري بشار الأسد وبين قوات المعارضة التي تسعى لإسقاط نظام الأسد والقضاء عليه كليًا، ولم يكن طرفًا واحدًا هو المسئول عن إراقة هذه الدماء في سوريا، بل هناك أطراف متعددة تتصارع مع بعضها البعض فيما يشبه الحرب العالمية الثالثة.
«روسيا»
تأتي روسيا في مقدمة الدول التي تتصارع داخل الأراضي السورية، حيث تساهم بشكل مباشر وغير مباشر في اشتعال الأحداث يومًا بعد الآخر، فتارة تدعم النظام السوري بأحدث الأسلحة والقذائف، وتارة آخرى تشارك بسفن حربية، مثل التي شاركت بها أمس، حيث قصفت روسيا غرفة عمليات كانت تضم مجموعة من ضباط الجيش التركي والألماني والأمريكي والسعودي والبريطاني والقطري، وذلك في في ديرة عزة غرب حلب في منطقة جبل سمعان، وهو ما يشبه بالحرب العالمية، خاصة وأن الضباط الذين قتلوا كانوا من جنسيات متعددة.
«الولايات المتحدة»
أما الولايات المتحدة فقررت الوقوف منذ البداية جنبًا إلى جنب مع المعارضة السورية، حيث باتت تدعمهم بالأسلحة وقرارات مجلس الأمن وحتى قصف مواقع الأسلحة، حيث تورطت في مقتل كثير من المدنيين والتي كان آخرها في الأيام القليلة الماضية، بعد أن أغارت على مواقع للجيش السوري بـ5 مقاتلات أمريكية، ونتج عن هذه الغارات مقتل نحو 80 من جيش النظام السوري، وما كان من الولايات المتحدة بعد تصريحات روسيا الحادة ضدها إلا الاعتذار فقط.
«إيران»
ومنذ بدء الأزمة السورية، أعلنت إيران عن توجه واضح لها، وهو دعم النظام السوري بقيادة بشار الأسد، واعتبار المعارضة جماعة إرهابية ومخربة تُمول من الخارج، حيث تستخدم إيران مطار مدينة عابدان الدولي، في منطقة الأهواز، لنقل ميليشيات إلى الأراضي السورية، وعادة ما يستخدم الحرس الثوري الإيراني هذا المطار لنقل فصائل شيعية إلى الدول التي يسعى لاشعالها.
«تركيا»
تعد تركيا ضمن الدول الداعمة للمعارضة السورية، حيث نادت مرارًا وتكرارًا في الأمم المتحدة بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم، لعدم دفع بلاده إلى الهاوية، وتشارك تركيا ضمن قوات التحالف الدولي، التي تقصف معاقل الإرهابيين والقوات التابعة للنظام السوري.
وكانت آخر العمليات التي شاركت بها تركيا في سوريا، هي قيام طائرات حربية تركية تحت قيادة الولايات المتحدة بقصف بعض معاقل أفراد تنظيم داعش، ومعاقل أخرى تابعة للأسد، كما أن تركيا تشارك في قصف بالمدفعية في قصف القواعد العسكرية وبعض القرى السورية التي تسيطر على الأكراد.
ولم يقتصر الصراع داخل الأراضي السورية على الدول الغربية العظمى فقط، بل أن بعض الدول العربية تساهم في الصراع بشكل معلوم للجميع، وذلك بعد انضمامها لقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة، حيث تقصف بين كل فترة وأخرى عدد من مواقع تنظيم داعش الإرهابي، ما يجعل الأمر يشبه وينذر بحرب عالمية ثالثة بين أطراف تؤيد النظام السوري بقيادة بشار الأسد وبين أطراف تقف بجانب المعارضة السورية وتدعمها.
وفي هذا الشأن، علّق اللواء محمود منصور، الخبير الاستراتيجي، على قصفت روسيا غرفة عمليات كانت تضم مجموعة من ضباط الجيش التركي والألماني والأمريكي والسعودي والبريطاني والقطري، قائلًا إن هذا القصف كشف عن أشياء خطيرة، فقطر لا تمتلك ضباط بالعدد الذي يكفي حاجة البلاد ويسمح بوجودهم في دولة أخرى، مما يعني أن هؤلاء الضباط القطريون الذين وجدوا في غرفة العمليات كانوا في مهمة خاصة من المخابرات القطرية والأمريكية هناك، وذلك لمتابعة عمليات القصف والتخطيط.
وكشف منصور عن خطة موضوعة بين وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» وبين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والتي تسمى بـ«القتال عن بعد»، وذلك مقابل أموالًا ضخمة وكثيرة جدًا، أما بخصوص باقي الجنسيات الأخرى التي وجدت داخل غرفة عمليات كانت تخص جماعات إرهابية، فإن وجودهم يُثبت خطأ ما تتحدث عنه الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا بأن تنظيم داعش الإرهابي هو المسئول عن زعزعة استقرار سوريا، فكل هذه الخطط والقصف الذي يحدث يوميًا يتم بموجب مجموعة الضباط من الجنسيات المختلفة، وليس من قِبل المعارضة فقط.
وأكد منصور أن مصر حذرت كثيرًا من تنوع الجنسيات داخل سوريا، والتي يقتصر هدفها على خراب الأراضي السورية، فالمخطط المخابراتي الذي كشفته مصر هو تدمير العالم السني أولًا ثم تدمير الدول الشيعية بالمنطقة، لكن إسقاط الدول الشيعية ما زال غير منظور حتى الآن، وحذر منصور من تكالب الدول كافة على سوريا، مطالبًا الدول العربية وخاصة جامعة الدول العربية بالوقوف يدًا واحدة للدفاع عن ما تبقى من الأراضي السورية.