الحجاج في عرفة للوقفة الكبرى وأداء الركن الأعظم

الأحد، 11 سبتمبر 2016 07:45 ص
الحجاج في عرفة للوقفة الكبرى وأداء الركن الأعظم

يقف حجاج بيت الله الحرام اليوم الأحد التاسع من شهر ذي الحجة في صعيد عرفات (عرفة) الطاهر ملبيين متضرعين إلى الله، يواصلون أداء نسكهم الذي بدءوه أمس في مني، في "مواكب إيمانية" يغمرها الخشوع والابتهال، فرحين بتلبية نداء ربهم وأتوا رجالا وركبانا ومن كل فج عميق.

ويوم عرفة هو يوم الوقفة الكبرى (الركن الأعظم في الحج) إذ يقف فيه الحجاج منذ طلوع الشمس وحتى غروبها، يتفرغون لتلاوة القرآن والذكر والدعاء، منعمين بالأمن والأمان، وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي هيئتها السلطات السعودية.

وحجب نحو مليوني حاج بلباسهم الأبيض الواحد تضاريس صعيد عرفة وجبل الرحمة، توحد لديهم الزمان والمكان والفؤاد واختفت الفروقات والألوان والأنساب.

ومنذ ليل اليوم التاسع من شهر ذي الحجة بدأ حجاج بيت الله الحرام وخاصة المرخص لهم من العجزة والنساء وكبار السن بالتوافد إلى المشعر فيما تم تصعيد الحجاج من مشعر منى بعد قضاء يوم التروية والمبيت، تأسيا بالرسول صلى الله عليه وسلم.

وتقدم الجهات المعنية بشؤون الحج خدماتها لضيوف الرحمن في مشعر عرفات الذي تتوفر فيه الطرق والمظلات وطرق المشاة وجميع الخدمات الأساسية من مستشفيات ومراكز صحية وأخرى اسعافية ومياه وكهرباء واتصالات سلكية ولا سلكية ودورات للمياه إضافة إلى مواد التموين.

وعكف رجال الأمن على تنظيم حركة سير المركبات والمشاة، وتنفيذ خطة تصعيد الحجاج من مشعر منى، وإرشاد التائهين منهم.
واتخذت السلطات السعودية التدابير لمواجهة المخاطر كافة في أيام الحج، ومنها احتمال التدافع في يوم عرفة صعودا أو حال النفرة إلى مزدلفة ومن ثم العودة إلى منى، وتحسبا لأي مخاطر قد تتسبب بها أمطار أو سيول.

وفي صعيد عرفات الطاهر ورغم قسوة الطقس وحرارة الجو، نشرت السلطات أجهزة رذاذ الماء في الشوارع كافة للتخفيف عن الحجاج، فيما حذرت السلطات الصحية من الإصابة بالإجهاد الحراري والضربات الشمسية، وحثتهم على شرب كميات كافية من السوائل والعصائر.

وفي عرفات يصلي الحجاج الظهر والعصر قصرا وجمعا بآذان واقامتين بعد الاستماع إلى الخطبة من مسجد نمرة الذي يتسع لـ(350) ألف صل.

وعرفة أو عرفات مسمى واحد عند أكثر أهل العلم لمشعر يعد الوحيد من مشاعر الحج الذي يقع خارج الحرم, وهو عبارة عن سهل منبسط به جبل عرفات المسمى بجبل الرحمة الذي يصل طوله إلى 300 متر وبوسطه شاخص طوله (7) أمتار، وليس فيه سكان أو عمران إلا أيام الحج غير بعض المنشآت الحكومية.

وليوم عرفة فضل عظيم إذ ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يوم عرفة هو أفضل يوم عند الله وذلك في الحديث الذي رواه جابر رضي الله عنه عن حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم ( ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير يوما أكثر عتقا من النار من يوم عرفة).

وبعرفة نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم قوله تعالى ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)).

كما أن في عرفات مسجد الصخرات وهو أسفل جبل الرحمة عـلى يمين الصاعد إليه وهو مرتفع قليلا عن الأرض يحيط به جدار قصير وفيه صخرات كبار وقف عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة وهو على ناقته القصواء.

وفي اليوم التاسع يواصل حجاج بيت الله الحرام أداء نسك الركن الخامس اذ مع غروب الشمس ينفرون إلى مزدلفة ليصلوا بها المغرب والعشاء جمعاً وقصرا بأذان واحد واقامتين فور وصولهم وليبيتوا ليلتهم هناك حتى يصلوا بها الفجر ورخص للنساء والضعفاء والأطفال الذهاب إلى منى آخر الليل.
ومع ساعات الصباح الأولى (بعد صلاة الفجر) يقف الحجاج عند المشعر الحرام وهو جبل في مزدلفة أو في أي مكان بمزدلفة ويستقبلون القبلة ويدعون الله بما تيسر، ثم ينصرفون إلى التقاط حصوات الرمي سبع حصيات أكبر من حبة الحمص قليلاً لرمي جمرة العقبة الكبرى والباقي يلتقطها من منى، ثم يتابعون سيرهم قبل طلوع الشمس إلى منى ملبين خاشعين.

وفي مزدلفة الذي تبلغ مساحته الإجمالية 963 هكتارا، مسجد المشعر الحرام وهو المسجد الذي ورد ذكره في قول الله تعالى: ((فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام))، وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينزل عند قبلته.

وكان في بداية القرن الثالث الهجري متواضع المساحة والبناء، ولم يكن مسقوفاً وله ستة أبواب، وفي العهد السعودي تمت توسعته فبات يستوعب أكثر من (12) ألف مصلٍ، وله منارتان بارتفاع 32 متراً، وله مداخل في الجهات الشرقية والشمالية والجنوبية.

ويعد مشعر مزدلفة بكاملها موقفاً عدا وادي محسر، وهو موضع بين مزدلفة ومنى يسرع فيه الحجاج في مرورهم حيث يحدها من الغرب ما يلي منى ضفة وادي مُحَسِر الشرقية ( وهو واد صغير يمر بين منى ومزدلفة، وهو ما يمر فيه الحاج على الطريق بين منى ومزدلفة) فيكون الوادي فاصلًا بينها وبين منى ويحدها من الشرق ما يلي عرفات مفيض المأزمين وهما جبلان بينهما طريق تؤدي إلي عرفات فيما يحدها من الشمال الجبل وهو ثبير النصع، ويقال له أيضا جبل مزدلفة.

وفي اليوم العاشر من شهر ذي الحجة (12سبتمبر2016)، يؤدي حجاج بيت الله الحرام نسك رمي الجمرات في منى برمي الجمرة الكبرى بسبع حصيات، ثم يذبحون هديهم لمن كان عليه هدى ويأكلون منه ويطعمون الفقراء، ثم يحلقون أو يقصرون شعر رأسهم، وفي هذا اليوم يحتفل الحجاج والمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها والحجاج بعيد الأضحى المبارك.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق