مشعر «منى».. ترمى فيه الجمرات.. تذبح به الأغنام.. يحلق المسلمون رؤوسهم أسوة بالرسول.. تبلغ مساحته 16.8 كيلو متر مربع.. يشتهر بـ«الشواخص» و«مسجد الخيف».. وشاهد على بيعتا العقبة الأولى والثانية

السبت، 10 سبتمبر 2016 12:54 م
مشعر «منى».. ترمى فيه الجمرات.. تذبح به الأغنام.. يحلق المسلمون رؤوسهم أسوة بالرسول.. تبلغ مساحته 16.8 كيلو متر مربع.. يشتهر بـ«الشواخص» و«مسجد الخيف».. وشاهد على بيعتا العقبة الأولى والثانية
مشعر «منى»
سمر عبدالله

ساعات قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك، الذي يعد عيدًا مقدسًا لدى المسلمين في كافة أنحاء العالم، وفي يوم الثامن من ذي الحجة يتوجه الحجاج صباحًا إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، وسط مجموعة من التكبيرات والتسابيح، إرضاءً لله عزّ وجل.

ويحرم المتحللون من العمرة من أماكنهم سواء داخل مكة أو خارجها، حيث يبقى الحجاج بها إلى ما بعد بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة، ويتوجهون بعدها للوقوف بعرفة والتي تعرف باسم «الوقفة الكبرى»، ثم يعودون إليها بعد «النفرة» من عرفة والمبيت بمزدلفة، لقضاء أيام «10 - 11 - 12 – 13»، ورمي الجمرات الثلاث جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى، وذلك لقوله تعالى: «واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى».

ويعد مشعر منى ذو مكانة تاريخية ودينية، حيث رمى نبي الله إبراهيم عليه السلام الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ثم أكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، واقتضى المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.

وتبلغ مساحة «مشعر منى» بحدوده الشرعية 16.8 كيلو متر مربع، ويقع بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد 7 كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها الشواخص الثلاث التي ترمى، وبه مسجد الخيف، الذي اشتق اسمه نسبة إلى ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، والواقع على السفح الجنوبي من جبل منى، وقريبًا من الجمرة الصغرى.

وهناك أحداث تاريخية كبيرة وقعت في منى، منها بيعتا العقبة الأولى والثانية، ففي السنة 12 من الهجرة كانت الأولى بمبايعة 12 رجلًا من الأوس والخزرج لرسول صلى الله عليه وسلم، تلتها الثانية في حج 13 من الهجرة بايعه فيها عليه السلام 73 رجلًا وامرأتان من أهل المدينة المنورة.

وبنت الحكومة السعودية عدة مشروعات حكومية في مشعر منى، منها مشروع جسر الجمرات الجديد بطول 950 مترًا، الذي يتألف من 5 طوابق بارتفاع 12 مترًا لكل طابق، ويحتوي على 12 مدخلًا، و12 مخرجًا من الاتجاهات الأربعة، إلى جانب منافذ للطوارئ على أساس تفويج 300 ألف حاج في الساعة، ويحتوي على نظام تكييف معزز برشاشات مياه لتلطيف الجو والتقليل من حرارته إلى 29 درجة مئوية.

وأضيفت في المستوى الخامس من الجسر مظلات كبيرة تغطي مواقع الجمرات الثلاث، لتعزيز راحة الحجاج وحمايتهم من ضربات الشمس، ويعد هذا المشروع مشروعًا للحاضر والمستقبل، حيث صمم لتلبية احتياجات الحجاج الحالية والمستقبلية وإمكانية إيصاله إلى 12 طابقًا، إذ من المتوقع أن يستخدمه ما يزيد على 5 ملايين حاج سنويًا في المستقبل إن شاء الله.

وللمحافظة على أمن الحجاج أثناء تواجدهم بالمشعر لأداء مناسك الحج، جندت قيادة قوات أمن الحج في منى جميع الطاقات الآلية والبشرية من رجال الأمن لتنفيذ خطة تصعيد الحجاج لمشعر منى لتيسير وتسهيل عملية التصعيد أمام قوافل الحجيج وتوفير الأمن والسلامة لهم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة