«الحكومة وداعش» يشتركون في القضاء على 4 أقباط.. الحكم على الأطفال بالسجن 5 سنوات لازدراء الأديان.. «سويسرا» تمنحهم اللجوء السياسي.. و«الهاربين»: «نتمنى نجد الحياة التي لم نجدها في مصر»
الأربعاء، 07 سبتمبر 2016 11:08 م
«هروب.. هجره» أصبحت تلك العبارات أمرًا معتادًا على آذان المصريين، وطريقه جديدة يستخدمها الشباب والاطفال، للبعد عن الازمات التي تحاصرهم في بلادهم، بحثًا عن حياة جديدة يحطوها الأمل، التي كان آخرها هروب المحكوم عليهم بالسجن 5 سنوات، بتهمة ازدراء الأديان في قرية الناصرية بالمنيا إلى سويسرا.
في السياق ذاته، قام أربعة أطفال، بتجسيد سلوك تنظيم داعش الارهابي، في إطار هزلي؛ لانتقاد سلوكهم، ردًا على مقتل 21 قبطي على يد التنظيم بليبيا.
وعقب اشهر قليلة تم الحكم عليهم بالسجن لمدة 5 سنوات، بتهمة ازدراء الاديان، الأمر الذي دفعهم إلى التفكير في الهروب خارج البلاد، بعد أن أصبح حكم واجب النفاذ، عقب تحريز مقطع الفيديو من مدرسهم جاد يوسف الذي كان يصورهم في إطار المداعبة.
ففي إبريل الماضي، سافروا إلى تركيا بعد الحكم الصادر في فبراير 2016، وظلوا هناك 5 أشهر باسطنبول لدى احد الأشخاص المتعاطفين معهم ونجحوا خلال الأسبوع الجاري في الحصول على تأشيرة إنسانية لـ«سويسرا»، ليصلوا هناك طالبين اللجوء الانساني.
ومن جانبهم، أبدى الأطفال الأربعة، مدى معاناتهم للوصول لسويسرا، موضحين أنهم اضطروا لترك كل شيء هروبًا من الظلم ولديهم الأمل في إن تكون سويسرا بداية جديدة لحياتهم.
وقال ألبير اشرف، في تصريحات صحفية، «لم يكن الأمر صعب علينا أن نترك أسرنا وحياتنا لنعيش في دولة أخرى ولكن كان من الصعب دفع فاتورة وثمن لجريمة لم نرتكبها وحكم علينا ظلم فيها لمجرد مقطع نداعب فيها بعضنا وننتقد داعش إثناء رحلة مدرسية ونتمنى إن نستطيع إن نجد الحياة هنا فى سويسرا ونبنى ما لم نجده فى بلادنا مصر».
في الوتيرة ذاتها، تعود وقائع الاحداث إلى مشهد تمثيلي أداه التلاميذ في رحلة صيف خلال عام 2014، واحتفظ به مدرسهم على شريحة موبايله.
ولكن القضية لم تتصاعد إلا بعد ما يقرب من عام عندما فقد المدرس الشريحة ليجدها أحد أبناء القرية، وتشهد الناصرية، اعتداءات طائفية على ممتلكات أقباط ومحاولة لاقتحام كنيسة القرية في 7 إبريل 2015. ولعدة أيام متتالية، على خلفية اتهام المدرس جاد يوسف يونان و4 طلاب بالمرحلة الثانوية هم ألبير أشرف، وباسم أمجد، ومولر عاطف، وكلينتون مجدي بازدراء الإسلام وإهانة المقدسات الإسلامية وإثارة الفتنة الطائفية، من خلال مقطع الفيديو الذي لم يتعدى الـ8 ثواني.
حيث قام الطلاب، بالتهكم في الفيديو، على ممارسة «داعش» للصلاة وذبح ضحاياه في نفس الوقت، ولكن أهالي القرية رأوا فيه هجومًا على الدين الإسلامي، وعقب نتيجة تحريات الشرطة الخاطئة وضغوط المتشددين حكم على المدرس القبطى بـ 3 سنوات سجن والاطفال 5 سنوات.