العياط .. فيها « عفريت »

الأربعاء، 07 سبتمبر 2016 05:19 م
العياط .. فيها « عفريت »
محمد رجب


ليس غريبا علي دولة مثل مصر ، ان تكون فيها مثل هذه الحالة المزرية من خطوط السكك الحديدة ، ومذابحها للمصريين وفساد مسئوليها وبلادة الحكومة المسئولة عنها وأنتخة الوزير المشرف عليها ، فالقطارات وحوادثها حالة تانية غير التي يعرفها العالم عن ازمات السكك الحديدية .

 ففي مصر وحدها أبت  هيئة السكة الحديد العتيقة علي الاصلاح والتطوير، فكل وزير يأتي ويذهب بسببها تكون اولي تصريحاته هي تطوير السكة الحديد ويجلس ثم  يرحل وتبقي كما هي .
الاغرب ان منطقة مثل العياط وخطوط القطارات في محيطها تعد الاشهر في العالم والاكثر تكرارا للحوادث بنطاقها ، دون ان يعرف احد السبب الحقيقي ، فمنذ حادثة قطار الصعيد قبل نحو اكثر من 15 عاما والذي احترق بداخله اكثر من 300 مواطن ، والحوادث تقع في نفس المكان بشكل شبه شهري ، ومنذ رحيل ابراهيم الدميري حينها والوزراء يتعاقبون علي وزارة النقل وجميعهم يقالون لنفس سبب رحيله او اقالته ،وهي حوادث القطارات في العياط.

المثير انه رغم مجئ اكثر من 10 وزراء للنقل بعده ، لم يكلف احدهم خاطره ويضع خطة لتطوير هذه المنطقة او حتي يدرس الاسباب ، فتتم معالجتها ، رغم علمه ان سلفه اقيل بسبب حوادث هذه المنطقه وانه لامحالة سيذهب هو الاخر لنفس السبب ومع ذلك يأبي ان يتدخل وينقذ نفسه قبل ان ينقذ ارواح المصريين.

1235 حادثة قطار تقع في مصر سنويا بمعدل 5.7 حادثة لكل مواطن ، ومع ذلك حالة القطارات كما هي ، وجرائم المزلقانات علي وضعها ، حتي اجهزة السيمافورات كما هي بالية علي وضعها منذ عشرات السنين دون ان تصل اليها يد التطوير ، فكم من حوادث ودموع ذرفت لنفس الكارثة المتكررة ، ومع الوقت تجف الدموع وتتلاشي الذكريات ويبقي السبب قائم وكأن في العياط دولة عميقة كالتي حدثنا عنها المعزول محمد مرسي ، تأبي هي الاخرى الطاعة لايادي التطوير .

خبراء النقل في مصر يتحدثون ساخرين عن تكرار الحوادث معللين السبب بان مدينة العياط فيها عفريت ، هو من يقف وراء وقوع وتكرار الحوادث في نطاق المدينة ، وان هذا العفريت هو من جاء بالجاموسة لتعبر القضبان اثناء مرور القطار ، او هو من يضع اغطية زجاجات المياه الغازية علي القضيان فتخرج عجلات القطار عن مسارها ، او هو العفريت نفسه او ابن خالته من ينسى اغلاق المزلقان اثناء اقتراب عبور القطار.

العفريت ، هو السبب في اراقة دماء المصريين علي قضبان السكك الحديدية بمحيط مدينة العياط ، ومليارات الجنيهات وكل خطط التطوير عجزت عن مواجهة اساليبه وتفننه في التسبب في حوادث القطارات 
 المدهش ان سائقي هذه القطارات دائما يكونوا هم كبش الفداء ، ومن يقفون داخل قفص الاتهام ، حتي وان كانوا يتحملون جزءا من المسئولية ، لكن اين باقي المسئولين ، اين المسئول عن الصيانه ، واين المسئول عن التطوير والتأهيل والتدريب ، اين الوزير ، الذي انشغل برفع سعر تذكرة المترو وكأنها هي من ستنقذ مصر من الافلاس.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة