مؤتمر دعم الشعب اليمني
الإثنين، 05 سبتمبر 2016 05:06 م
حضرت في العاصمة البريطانية لندن، المؤتمر الدولي الأول لدعم الشعب اليمني خلال الفترة 20-21 أغسطس 2016، ذلك المؤتمر الذى عُقِد فى فندق بولمان بوسط مدينة لندن فى منطقة سانت بانكراس وكنجزكروس الشهيرة.
وتحدث فى المؤتمر السيد ديفيد وورنج من الحملة ضد بيع ( تجارة ) الأسلحة، والبروفسيور " جان فيرمان" المحامى الدولى الشهير، وأندرو موراى – رئيس إتحاد نقابات الموظفين فى بريطانيا ، وكذلك السيدة / جوليان ميكانايل عضو البرلمان الاسكتلندى، واندرو سميت ، منسق الحملة الدولية ضد تجارة الاسلحة ، وكذلك البرلمانى الشهير المناصر للقضايا العربية والاسلامية صديقنا العزيز جورج جالاوى . ومن أهم الشخصيات التى تحدثت فى المؤتمر سماحة الشيخ خالد الملا رئيس جماعة علماء العراق الذى يبذل جهدا خارقا ساعيا فى وحدة الأمة ودعم المقاومة والقضاء على الفتن فى الأمة ، ومنها الفتن الطائفية المذهبية . كانت كلمة جورج جالاوى حاكمة ، واستقبلها الحضور والاعلام بالتقدير البالغ، وركز الرجل فى كلمته على أن السعودية من مصدرى ومنتجى الارهاب، وأنها تركز على شراء الذمم ، وقد عرضوا عليه ذلك فأنكره ، كما ركز جالاوى على مخالفة بيع السلاح للقوانين البريطانية .
وممن تحدثوا أيضا فى المؤتمر البروفسيور رضا سعيد من جامعة طهران والمحامية اليمنية كيم شريف والاستاذ اليمنى عبدالسلام الذهبى ، والنائب الكويتى الدكتور عبد الحميد دشتى وكذلك كاتب هذا المقال وآخرون ممن لم يتسع المقام لذكر أسمائهم. وكان المؤتمر قد إفتتح بآيات من الذكر الحكيم ثم رحب بالحضور الدكتور محمد الوزير من منظمة أروى. وإفتتح المؤتمر السيد أحمد المؤيد المدير التنفيذى لمنظمة سبأ.
على مدى يومين متواصلين التأم شمل عشرات العلماء والنشطاء والخبراء والاكاديميين والاعلاميين ليعلنوا تضامنهم مع الشعب اليمني الذي يتعرض لحرب وحشية من قبل تحالف شرير تقوده السعودية. وعلى قاعة فندق "بولمان" بالعاصمة البريطانية تداول اكثر من 150 من هؤلاء قصة الحرب المشؤومة التي تتواصل فصولها الدموية على مدار الساعة بدون ان ترتفع اصوات دول "العالم الحر" لتطالب بوقفها. جاء هؤلاء من بريطانيا وامريكا وكندا وفرنسا والمانيا وبلجيكا وهولندا وايطاليا ولبنان والعراق والبحرين ومصر والسودان والكويت وايران وماليزيا والهند ليعبروا جميعا عن صوت واحد يطالب بوقف النزيف وانقاذ الجرحى واطعام الجياع في ذلك البلد ذي الحضارة الموغلة في اعماق التاريخ. اجتمع هؤلاء لغايات نبيلة، مترفعين على الحسابات السياسية او المواقف المؤسسة على العصبية العرقية او الدينية او المذهبية، حاملين شعارات السلام والعدالة والحب والتآخي، وهاتفين بصوت واحد: اوقفوا الحرب على اليمن".
وعلى مدى يومي السبت والاحد 20 و 21 اغسطس 2016 عقدت جلسات "المؤتمر الدولي لدعم الشعب اليمني" ليتداول في قضايا شتى ترتبط بالحرب وأسبابها وآثارها. فنوقشت خلفيات السياسة السعودية تجاه اليمن، ماضيا وحاضرا، والاطماع الاقليمية لها، بالاضافة للايديولوجيا التي تعمل جاهدة لبثها في العالم. وطرحت الابعاد الدينية للسياسة السعودية تجاه اليمن وفي مقدمتها الاصرار على نشر المذهب الوهابي الذي اصبح مرتبطا في اذهان العالم بالتطرف والتكفير والارهاب. وعبر المشاركون الذين تجشموا عناء السفر من بلدانهم لإراحة ضميرهم بعد ان استنتجوا ان هناك تواطؤا، وربما مشاركة مباشرة، من الدول الغربية الكبرى خصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا في الحرب الدائرة التي مضى عليها اكثر من سبعة عشر شهرا، والتي أدت الى قتل آكثر من 13 عشر الفا من اليمنيين، أغلبهم من المدنيينن وبينهم اكثر من 3000 من الاطفال، كما لاحظوا الدمار الشامل الذي حول اليمن الى انقاض نتيجة القصف بطائرات اف 16 الامريكية وتايفون الاوروبية. وسلطوا الضوء على ما لحق بالتراث الإنساني والإسلامي في اليمن من دمار وما يعنيه ذلك من عدوان على التاريخ الانساني. فقد أصاب "حضارة سبأ" من الدمار ما يفوق التصور، وحظيت بقايا "سد مأرب" بنصيب الأسد من التدمير الذي ينسجم مع مباديء المذهب الوهابي. واعتصرت قلوب الحاضرين ألما وهم يشاهدون التدمير الواسع للزخارف المعمارية التي تميز البناء اليمني. وتطرق المشاركون كذلك للحصار المفروض على اليمن، برا وبحرا وجوا، وكيف ان البلاد اصبحت في قبضة القوات السعودية المدعومة بالاساطيل البحرية الأمريكية والبريطانية، وطالبوا برفع هذا الحصار فورا لأنه يمثل أحد مصاديق جرائم الحرب. وتطرقوا للموقف الدولي الذي شهد سقوطا مروعا عندما هرع مسؤولو الأمم المتحدة لإزالة السعودية من قائمة الدول التي تنتهك حقوق الطفل بقتلها أطفال اليمن، وذلك في غضون 24 ساعة من إضافة السعودية للقائمة. كما عبروا عن سخطهم للصمت السائد الذي يحول دون إطلاق الحكومات الغربية دعوات جادة لوقف إطلاق النار ووقف نزيف الدم. واعتبروا أن السماح للسعودية بالاستمرار في عدوانها على اليمن نفاق خطير وتناقض واضح لسياسة التصدي للإرهاب. فما عاد سرا أن الارهاب الدولي الذي تمثله القاعدة وداعش مرتبط بشكل وثيق مع منابع التطرف والتكفير المختزنة في الفكر الوهابي الذي تروجه المدارس والجامعات السعودية ويدعمه المال النفطي.
وبعد نقاشات مستفيضة أصدر المشاركون عددا من التوصيات، في ما يلي بعضها:
أولا: لقد أصبح وقف إطلاق النار أمرا ضروريا ومستعجلا، وعلى العالم رفع الأصوات بدون تردد أو خجل أو مجاملة لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بالوقف الفوري للحرب الظالمة على اليمن. وأن التخلي عن ذلك يعتبر شراكة في العدوان وجريمة حرب يعاقب عليها الصامتون والمعتدون معا.
ثانيا: يدعو المؤتمرون كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الاوروبي على وجه الخصوص لكسر الصمت المخجل وإعلان الموقف الداعي لوقف اطلاق النار، والتوقف عن دعم العدوان السعودي سواء بالمشاركة العملية أو الدعم السياسي والنفسي للعدوان أو السكوت على المجازر التي يتعرض لها الشعب اليمني يوميا.
ثالثا: يناشد المجتمعون المجتمع الدولي الإقرار بمبدأ حق الشعب اليمني في تقرير مصيره واختيار نظام الحكم الذي يريده من خلال الآليات الديمقراطية المعروفة. وقد شاهد المشاركون في اللحظات الاولى بعد افتتاح مؤتمرهم الحشود المليونية التي شاركت في مسيرة صنعاء صباح السبت 20 اغسطس، ووقفوا اجلالا واحتراما لتلك الحشود المتحضرة التي لجأت لواحد من أكثر الاساليب تحضرا وهو التجمع السلمي والاحتجاج الجماهيري لايصال صوت الشعب الى العالم.
رابعا: راجع المشاركون ملفات الدمار التي حلت باليمن نتيجة عدوان التحالف الذي تقوده السعودية، وشعروا بالمرارة والغضب بسبب حجمه ووحشيته، خصوصا في حجمه البشري وما أحدثه من قتل للأطفال والنساء، وحالة الدمار التي أعادت للأذهان مشاهد الحرب العالمية الثانية.
وطالبوا بمواقف فورية من الشعوب والحكومات لفرض وقف إطلاق النار وحماية ما تبقى من كرامة انسانية وتراث بشري وحضارة تاريخية.
خامسا: دعا المؤتمرون لرفع الحصار المفروض على اليمن برا وبحرا وجوا، وأصروا على ضرورة السماح لحملات الاغاثة بالوصول الى المنكوبين، الذين تؤكد أرقام الأمم المتحدة أنهم بالملايين، وأن أكثر من نصف سكان اليمن يعيش حالة مجاعة تهدد بالموت، وانتشار المرض وغياب الرعاية الصحية نتيجة العدوان المتواصل.
خامسا: دعا المؤتمرون لرفع الحصار المفروض على اليمن برا وبحرا وجوا، وأصروا على ضرورة السماح لحملات الاغاثة بالوصول الى المنكوبين، الذين تؤكد أرقام الأمم المتحدة أنهم بالملايين، وأن أكثر من نصف سكان اليمن يعيش حالة مجاعة تهدد بالموت، وانتشار المرض وغياب الرعاية الصحية نتيجة العدوان المتواصل.
سادسا: استحضر المشاركون الاستهداف السعودي للمؤسست المدنية خصوصا المدارس والمستشفيات والمعامل والمساجد، وطالبوا اليونيسكو بالخروج من حالة الصمت وإعلان شجب العدوان والمشاركة في الضغط على الامم المتحدة لوقف العدوان لمنع المزيد من الدمار والخراب. وأشادوا كذلك بالمنظمات الحقوقية التي أصدرت تقارير دامغة حول جرائم العدوان، خصوصا التقرير الذي أصدرته منظمتا العفو الدولة وهيومن رايتس ووتش مؤكدا حدوث جرائم حرب وداعيا لمواقف دولية لمحاكمة مرتكبيها.
سابعا: أكد المشاركون رفضهم التطرف والتكفير والارهاب، مشيرين الى العلاقة بين تلك الظواهر والعدوان على اليمن، وأشاروا بشكل خاص لانتشار تنظيم القاعدة في المناطق التي تسيطر عليها قوات التحالف، الأمر الذي يتطلب من المجموعة الدولية التصدي لذلك نظرا لما له من دور مباشر في تهديد الأمن والسلام الدوليين.
ثامنا: دعا المشاركون وسائل الإعلام وناشطي وسائل التواصل الإجتماعي والمنظمات غير الحكومية للقيام بحملات توعية شاملة لكسر جدار التعتيم المفروض على العدوان الذي يشنه التحالف بقيادة السعودية على اليمن. وعبروا عن استغرابهم من هذا التجاهل الذي يجعل هذا العدوان الوحيد من نوعه الذي تبذل الملايين من أجل ابعاده عن شاشات التلفزيون والاصرار على التعتيم والتشويش عليه، لعلمهم أن اظهاره سيؤدي لغضب شعوب العالم من الجرائم التي ترتكب بحق الشعب اليمني، وارث احدى اقدم حضارات العالم.
تاسعا: دعا المؤتمرون لإنشاء هيئة تحقيق دولية مستقلة لفتح ملف جرائم الحرب التي ارتكبت في اليمن، بعيدا عن الحسابات السياسية والمواقف المصلحية والاعتبارات غير الانسانية. كما طالبوا بتشكيل "المحكمة الدولية لجرائم الحرب في اليمن" على غرار محكمة جرائم الحرب الصربية.
عاشرا: ثمن المشاركون مواقف الدول التي دعمت الشعب اليمني ورفضت العدوان، خصوصا سلطنة عمان ودولة الكويت وجمهورية إيران الإسلامية، وكذلك جهود النشطاء اليمنيين القائمين على المؤتمر، وادارة فندق "بولمان" ووسائل الإعلام التي ساهمت في تغطية المؤتمر. ودعوا لإقامة مؤتمرات مماثلة في الدول الغربية الأخرى لإطلاع الرأي العام الغربي على هذه الحرب الظالمة التي أصبحت وصمة عار لمن قام بها وداعميهم، ومن سكت عليها ورفض الدعوة لوقفها. وبالله التوفيق