«دكان شحاتة يتنبأ بأزمة الألبان».. آباء يهجمون على سيارة محملة بعلب اللبن بالغربية.. الأسر تشتكي «بياخدوه يعملوا بيه كحك عشان بيوفر».. والصحة تتحدث عن عالم آخر «لا توجد أزمة ولم نطلب تدخل الجيش»

الإثنين، 05 سبتمبر 2016 01:12 م
«دكان شحاتة يتنبأ بأزمة الألبان».. آباء يهجمون على سيارة محملة بعلب اللبن بالغربية.. الأسر تشتكي «بياخدوه يعملوا بيه كحك عشان بيوفر».. والصحة تتحدث عن عالم آخر «لا توجد أزمة ولم نطلب تدخل الجيش»
سمر عبدالله

مجموعة من الأسر الفقيرة، التي بالكاد تحصل على قوت يومها، تسكن بالقرب من السكك الحديدية لقطارات الصعيد، وفور اقتراب القطار منهم صاح أحدهم «أهو جه أهو»، ليقوم الباقي بحمل قطعة خشبية كثيرة وثقيلة ووضعها أمام القطار، ليتحدث سائق القطار في الهاتف قائلًا «الأهالي هاجمين على قطر القمح وبيوقفوه»، ففي هذه الدقائق يحاول الاستغاثة بأي فرد من أفراد الإدارة المركزية بالقطار، هكذا هو المشهد الذي ظهر في بداية فيلم «دكان شحاتة».

وما السينما سوى انعكاس للواقع، أو تنبأ به، ربما اتضح الأمر في أزمة ألبان الأطفال الأخيرة، حيث أدى انعدام علب ألبان الأطفال في السوق إلى تظاهر أسر بالكامل أمام مستشفى معهد ناصر، كادت حينها أن تشتبك مع قوات الأمن، فالأمهات يخشون أن يصبحوا ثكلى، والطفل لم يتوقف عن البكاء، فمعدته الصغيرة لا تتحمل الجوع، ربما تنبأ هذا المشهد الذي حدث في فيلم «دكان شحاته» بالواقع كثيرًا.

سيارة تابعة لمديرية الصحة بمحافظة الغربية حاملة بها مجموعة من علب الألبان المخصصة للأطفال؛ كي تقوم بتوزيعها على الوحدات الصحية التابعة لمحافظة الغربية ومن ثم تبدأ الوحدات الصحية في توزيعها توزيعًا عادلًا بين الأسر كافة، إلا أن مجموعة من الأسر التي لم تمتلك مالًا وفي ذات الوقت لم تستطع الحصول على احدى علب الألبان لأطفالهم الجوعى، اعترضوا هذه السيارة ومنعوها من الوصول إلى الطريق التي كانت تقصده.

«العربية مش هتمشي غير لما المسئول ينزل يوزعلنا و يصرفلنا ويعمل اللي هو عايزه بعد كدا»، كانت هذه الجملة التي نطق بها أحد الآباء الغاضبين لعدم قدرته على توفير علبة لبن لطفله الصغير، فطفله الجائع لم يستطع تحلم آلالام الجوع المزمن الذي لحق به طيلة الأيام الماضية، ولا ذنب لهذا الطفل الصغير في عدم إمكانية الحكومة توفير هذه العبوات.

«بياخدوه يعملوا بيه الكحك عشان بيوفرلهم في اللبن»، هذا ما قاله أحد الآباء الآخرين، الذين ينتظرون عبوات اللبن بفارغ الصبر؛ كي يطعموا أطفالهم الذين لم يتعد عمرهم شهور قليلة، حيث قال هذا الأب أنه انتقل بين كافة قرى محافظة الغربية وحينما يسأل يقولون له غير متوفر، لذا رأى أن الحل الأخير في هذا الأمر هو اعتراض سيارة الألبان القادمة لمديرية الصحة.

وبين مشهد فيلم «دكان شحاتة» ومشهد الهجوم على سيارة ألبان الأطفال تشابهًا كبيرًا إلى الحد الذي يمكنك أن تقول معه، كيف أصبحت السينما تجسيدًا للواقع، وعلى الجانب الآخر كانت تصريحات وزير الصحة تُثبت أنه يعيش في عالم مفارق للواقع الذي تعيشه كل أسرة، حيث قال وزير الصحة خلال الأيام الماضية أن ألبان الأطفال متوفرة ولا وجود للأزمة بها، كما صرح قبلها بأن وزارة الصحة تفعل ذلك تشجيعًا منها للرضاعة الطبيعية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق