في ذكرى اعتقالات «سبتمبر الأسود».. كيف أثرت قرارات السادات على فقدانه لشعبيته؟.. اعتقال 1536 من كبار المعارضين له.. تحديد إقامة البابا شنودة.. إغلاق الصحف.. الفتنة الطائفية في الزاوية الحمراء
الإثنين، 05 سبتمبر 2016 12:24 م
قرارات كثيرة اتخذها الرئيس الراحل محمد أنور السادات أفقدته شعبيته تدريجيًا، فالبعض منها كان متعلق بالجانب السياسي، بينما كان البعض الآخر منها متعلق بالسياسات الاقتصادية المجحفة، ويوافق اليوم الذكرى الـ35 لقرارات الاعتقال التي أصدرها السادات ضد العديد من الكتاب والمشاهير، وعقده لقاء بينه وبين مناحم بيجين.
«اعتقال المعارضين لسياساته»
دون أن يملأ قلبه أي خوف، وبقرار يعكس ما بداخل السادات من جرأة وقوة وديكتاتورية لم يصل أي حاكم مصري لها من قبل، أصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات قرارًا بالتحفظ على 1536 من كبار المعارضين له ولسياسته، بل ما يجعل هذا القرار أكثر جرأة هو اعتقاله لأكثر الرموز شهرة في العالم السياسي، لعل أبرز هؤلاء التي تم اعتقالهم هم محمد حسنين هيكل، ورئيس حزب الوفد آنذاك فؤاد سراج الدين والروائية الشهيرة لطيفة الزيات ووزير الإرشاد القومي في عهد عبد الناصر فتحي رضوان، وعبد المنعم تليمة وصلاح عيسى.
«السادات يحدد إقامة شنودة»
لم يقف الأمر على اعتقال هؤلاء فقط، بل إن الرئيس الراحل محمد أنور السادات قام بتحديد إقامة البابا شنودة، في قرار كان يجب لأي رئيس أن يفكر فيه مئات المرات؛ كي لا يثير فتنة تعصف بالدولة بأكملها، ورغم ذلك اتخذ القرار وبالفعل حدد إقامته دون الخوف من ردود فعل الدول الأجنبية عليه لكونه قبطيًا، ودون تفكير في موقف الأقباط حينها.
«إغلاق الصحف في عهد السادات»
كان للصحف وأساتذة الجامعة والمثقفين نصيبًا آخر من قرارات السادات الديكتاتورية، حيث قام بإغلاق العديد من الصحف في عصره، وإبعاد مجموعة من أساتذة الجامعة عن وظائفهم، ما زاد الأمر اشتعالًا، فكيف لرئيس دولة أن يعتقل كل هذه الأعداد من المثقفين وقامات المجتمع كافة.
«تفاوضه مع إسرائيل والإصلاح الاقتصادي»
أسباب كثيرة كانت وراء نقد هؤلاء الكتاب وأساتذة الجامعات من سياسات السادات، فبعد حرب 1973 بدأ السادات يتفاوض مع إسرائيل في جلسات بين كبار المسئولين في البلدين رعتها الولايات المتحدة، وذلك رغم الانتصار العسكري الذي حققه في الحرب الأخيرة، مما زاد الشارع غضبًا، فكيف لمنتصر أن يذهب لخصمه على أرضه ويقوم بالتفاوض معه على حقوقه، لم يكن هذا السبب الوحيد في معارضة الشعب وقاماته الثقافية منه، بل أن السياسات الإصلاحية للاقتصاد الذي اتخذها بعد الحرب بعام، كانت أيضًا عاملًا هامًا في جعل الشارع المصري بكل طبقاته يسير وراء المثقفين واعتراضاتهم، حيث ارتفعت أسعار السلع بين يوم وليلة ارتفاعًا بلغ الضعف، دون أن يمهد للشعب ما الهدف من غلاء الأسعار، ما جعل العديد من جموع الشعب المصري يتظاهرون ويحرقون المنشآت.
«السادات يذهب إلى إسرائيل»
لم تمض سنوات قليلة إلا وزاد السادات من التصرفات التي أفقدته شعبيته بالكامل، حيث قضت على ما تبقى من شعبيته، حيث ذهب في عام 1977 إلى إسرائيل للتوقيع على اتفاقية سلام، الخبر الذي استقبله الشعب المصري كالصاعقة على رؤوسهم، فكيف تحول الأمر من سياسات عبد الناصر العدائية لإسرائيل إلى التصالح معها وكأنها دولة صديقة.
«الصحفيين يكتبون ضد النظام»
أما موقف الصحفيين كان منتقدًا لتلك السياسات التي انتهجها السادات، فسرعان ما انقلبت الدنيا رأسًا على عقب، حيث قام الصحفيين اليساريين والقوميين والاشتراكيين بكتابة مقالات وتقارير مناهضة لسياسات السادات، وما كان للأخير إلا أنه اعتقل جزءً منهم ومنع الجزء الآخر من تأدية عمله بشكل طبيعي.
«الفتنة الطائفية في الزاوية الحمراء»
في عام 1981 زادت أحادث الفتنة الطائفية من الأمر اشتعالًا، حيث حدثت خلافات واشتباكات طائفية بمنطقة الزاوية الحمراء، كنتيجة طبيعية للفقر والبطش الذي عانى منه جموع الشعب، ما أدى إلى خروجه في 3 سبتمبر بقرار مثير للجدل، حيث أصدر قرارًا باعتقال كوكبة من المشاهير في مختلف المجالات متهمًا إياهم بتدمير الوطن وتخطيط تلك الأحداث، ما جعل الكتاب المواليين للنظام يكتبون المقالات في مختلف الصحف التي تؤيد أفعال السادات، حتى أن بعض الكتاب وصف قرار الاعتقال هذا بأنه أخطر من حرب أكتوبر.