«بيت السحيمي» جوهرة معمارية بالقاهرة الفاطمية.. تبلغ مساحته 2000 متر مربع.. سمي نسبة إلى شيخ رواق الأتراك بالأزهر.. تحول لمركز إبداع فنى بعد ترميمه.. ويعد نموذجا فريدًا للتأثير الاجتماعى للعمل الثقافى

الجمعة، 02 سبتمبر 2016 02:00 م
«بيت السحيمي» جوهرة معمارية بالقاهرة الفاطمية.. تبلغ مساحته 2000 متر مربع.. سمي نسبة إلى شيخ رواق الأتراك بالأزهر.. تحول لمركز إبداع فنى بعد ترميمه.. ويعد نموذجا فريدًا للتأثير الاجتماعى للعمل الثقافى
داليا محمد _هدير عبده

بيت السحيمي بالدرب الأصفر المتفرع من شارع المعز لدين الله، يمثل عمارة القاهرة في العصر العثماني في مصر، والذي يبلغ مساحته 2000 متر مربع، يتكون من قسمين، القسم الجنوبي أنشأه الشيخ عبد الوهاب الطبلاوي في سنة 1648، أما القسم الشمالي فقد أنشأه الحاج إسماعيل شلبي في سنة 1796م، وجعل من القسمين بيتًا واحدًا وسمي بيت السحيمي نسبة إلى الشيخ أمين السحيمي شيخ رواق الأتراك بالأزهر وهو آخر من سكن فيه.

يتأثر تخطيطه بالعمارة العثمانية التي كانت تخصص الطابق الأرضي للرجال ويسمى السلاملك، والطابق العلوي للنساء ويسمى الحرملك، لذا فالطابق الأرضي من البيت كله لاستقبال الضيوف من الرجال وليس فيه أي غرف أو قاعات أخرى.

يتوسط بيت السحيمي الفناء الأوسط "الحديقة" أو "الحوش" الذي تتوزع حوله وحدات البيت والتي تشتمل على المقعد الذي يمثل القاعة الصيفية لأصحاب المنزل وزائريهم من الرجال، ويزين سقف المقعد زخارف نباتية وهندسية، وأيضا من الداخل عن طريق مجاز وظيفته حجب رؤية من بداخل البيت بالنسبة للخارج، ويوجد عدة قاعات، كل قاعة فيه تتكون من إيوانين بينهما دور قاعة يتوسط بعضًا منها "فسقية" من الرخام.

فن العمارة:
كسيت جدران بعض القاعات بألواح من الخشب وفي أحيان أخرى بالخزف، كما غطيت الأرضيات بالرخام وزينت جدران بعض القاعات بأبيات من قصيدة البردة للبوصيري.

كما يطل على الفناء القاعات العلوية من خلال مشربيات من خشب الخرط والتي تعد واحدة من روائع الفنون الإٌسلامية والتي تمثل سمة مميزة تطل من خلالها قاعات الحريم "الحرملك" على الفناء.

ويعد هذا البيت واحد من روائع العمارة الإسلامية المدنية الباقية في مصر من العصر العثماني.

ويعد هذا البيت من أجمل آثار القاهرة التاريخية وقد صدر قرار بتحويل بيت السحيمى إلى مركز للإبداع الفنى تابع لصندوق التنمية الثقافية بعد ترميمه وإعادة افتتاحه عام 2000 م ليكون مركز إشعاع ثقافى وفنى فى منطقة الجمالية، ويعتبر مركز إبداع السحيمى نموذجًا فريدًا للتأثير الإجتماعى للعمل الثقافى والأثرى من حيث تأثير الموقع الثقافى فى المجتمع المحيط به، ذلك الفن الشعبى الذى أخذ صندوق التنمية على عاتقه الحفاظ عليه وحمايته من الإندثار بعد أن رحل معظم فنانيه القدامى، وأصبحت تقدم بالبيت عروض دائمة للأراجوز وخيال الظل كما تقام ورش عمل لتعليم الشباب أصول هذا الفن من أجل إعداد جيل جديد قادر على مواصلة المسيرة، إقامة بخلاف العروض الفنية المتنوعة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة