«الخادمات» بالمجتمع المصري بين «الانتحار والاستغلال الجنسي».. انتحار خادمة شقيقة حبيب العادلي.. اغتصاب وحشي لخادمة أمام طفليها بالقاهرة الجديدة.. و «خبير نفسي»: سببها طريقة تجسيدها في السينما المصرية

ينظر المجتمع المصري لـ«الخادمه» بشكل قاسي متجرد من الانسانية، حيث يراها البعض على أنها فريسة سهلة للمتعه، ويراها آخرون أنها كائن حقير لا يستحق للحياه، الأمر الذي تسبب في ارتفاع معدل الاعتداء الجنسي عليهم، فضلًا عن انتحارهم بسبب سوء المعاملة او غيره، وسط تأكيدات الخبراء على أن السينما المصرية سبب هذه الأزمة، وحلها بيد «الأزهر الشريف».

«انتحار»
أنهت خادمة شقيقة وزير الداخيلة الأسبق، حبيب العادلي حياتها، وانتحرت داخل شقتها بمنطقة مصر الجديدة بقطع شريانها، وحرر محضر بالواقعة، وتولى المستشار أسامة مرزوق مدير نيابة مصر الجديدة التحقيق.

بدأت تفاصيل الواقعة بتلقى قسم شرطة مصر الجديدة بلاغًا من شقيقة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، يفيد انتحار خادمتها البالغة من العمر 18 عامًا أثناء عودتها إلى الشقة.

وانتقل أسامة مرزوق مدير نيابة مصر الجديدة، بإشراف المستشار أحمد شورب رئيس النيابة، لمكان الشقة ومناظرة الجثة، حيث تبين من المناظرة، وجود قطع في شريان اليد أدى إلى وفاتها، حيث تم العثور على جثة الخادمة بغرفة استقبال الشقة.

وتبين من التحريات والتحقيقات أن شقيقة وزير الداخلية الأسبق، لم تكن موجودة بالشقة يوم الحادث، وأثناء عودتها فوجئت بها ملقاة على الأرض، ومنتحرة بقطع شريان يدها، وسط تداول معلومات تفيد انتحارها بسبب سوء المعاملة والاتهام بالسرقة.

«اعتداء جنسي»
لم تكن تلك الواقعة الاولى التي لاحقت بالخادمات في مصر، بالآونة الماضية، حيث نجحت الأجهزة الأمنية بالقاهرة من ضبط سائق، لاتهامه بالاعتداء جنسيًا على خادمة تحمل الجنسية الكينية بمنطقة مصر الجديدة بالإكراه، أثناء تواجدها في محل عملها بفيلا رجل أعمال، تم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق.

وبدأت تفاصيل الواقعة بتلقي ضباط مباحث قسم شرطة مصر الجديدة بلاغًا من "إيما. ك. س"، كينية الجنسية، 25 سنة خادمة ومقيمة محل عملها بفيلا بمنطقة مصر الجديدة، أفادت فيه بتضررها من «أيمن. ن. ف» 24 سنة سائق بالتعدي عليها جنسيًا بالإكراه، خلال تواجدها في محل عملها.

وعلى الفور تم اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة في الواقعة، من قبل مدير أمن القاهرة، وتم ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، تحرر المحضر اللازم بالواقعة وتمت إحالته إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيق.

«اغتصاب»
كما تعرضت إحدى الخادمات للاغتصاب أمام طفليها، حيث فوجئت الأم بقطع أحد الأشخاص الطريق عليها عقب خروجها ومعها أطفالها من منزل مخدومتها.

وقام بتشهير سلاحه الأبيض في وجهها وهددها بقتل طفليها ثم أجبرها على ركوب سيارته وانطلق بها إلى منطقة مهجورة، وقام باغتصابها أمام طفليها.

وأضافت التحقيقات، التي أشرف عليها المستشار وليد السعيد رئيس نيابة القاهرة الجديدة أن المتهم بعدما اغتصب ضحيته بالمكان المهجور، أصر على اصطحاب المجني عليها إلى منزله لاغتصابها مرة أخرى إلا أن الضحية أوهمته بأنه من الأفضل أن يذهبا إلى منزلها وأثناء سيرهما بالسيارة اقتربا من كمين أمني فاستغاثت المجني عليها برجال الأمن والأهالي وقامت بالنزول من السيارة.

وأوضحت التحقيقات، أن المتهم حاول الفرار من رجال الأمن إلا أنهم قاموا بمطاردته إلى أن انقلبت سيارة المتهم نتيجة سرعتها الزائدة، وتمكن رجال الأمن من ضبطه واقتياده إلى قسم الشرطة.

وبالكشف عن المتهم م.ى «42 سنة» تبين أنه مسجل خطر فئة «أ» كان قد اعتاد تتبع المجني عليها «س.س» 27 سنة ربة منزل حيث أنها تعمل خادمة لدى إحدى الأسر بمنطقة التجمع الخامس.

وعلى الفور أمر المستشار وليد السعيد رئيس نيابة القاهرة الجديد، بحبس مسجل خطر 4 أيام على ذمه التحقيقات لاتهامه باغتصاب سيدة أمام أطفالها بعد أن قام بتهديدها بسلاح أبيض كان بحوزته.

ومن جانبه، قال محمد عبد المنعم يوسف، خبير نفسي، إن الازمات التي يتعرض لها الخادمات بالمجتمع العربي، والمصري خاصة، نتيجة طبيعيه لتجسيد «الخادمة» بالافلام أو المسلسلات بشكل يجعلها «فريسه».

وأضاف «محمد عبدالمنعم» في تصريح خاص لـ«صوت الأمة، أن السينما المصرية اتجهت من نقل المشاكل المجتمعية، إلى غرس عقائد فاسدة في أذهان المجتمع، لاتجدي بفائدة على الشعب سوى انتشار البلطجة والجرائم.

وأشار «الخبير النفسي» إلى أن تكرار حالات الاغتصاب للخادمات، او سوء معاملتهم، يؤكد تجردنا من الانسانية، والتثقيف، مؤكدًا على أن حل هذه الأزمة وغيره يكمن في تدشين حملات توعيه من الازهر الشريف لترسيخ مفاهيم الدين الصحيح بالمجتمع.