كاتب بريطاني: حلم الأكراد بإقامة دولتهم لا يزال بعيدا

الأربعاء، 31 أغسطس 2016 03:49 ص
كاتب بريطاني: حلم الأكراد بإقامة دولتهم لا يزال بعيدا

استبعد الكاتب البريطاني ديفيد جاردنر، أن يحصل الشعب الكردي على الاستقلال الذاتي منتفعا من الاضطراب الحاصل في منطقة الشرق الأوسط.

واستهل مقاله بالـفاينانشيال تايمز مؤكدا أنه "في ظل القتال الدائر في شمال سوريا، يبدو من التعجّل استنتاج أن المستجدات الكبرى التي شهدها الشهر الجاري –كاجتياح تركيا لأول مرة للأراضي السورية أو توثيق روسيا تحالفها مع إيران- هي بمثابة تغيير لمعادلة الحرب الأهلية الدائرة منذ أكثر من خمس سنوات... ولكنها (المستجدات) قد تكون بمثابة نقطة تحول بالنسبة لأكراد سوريا والمنطقة."

واعتبر جاردنر "العامَين الماضيين بمثابة إشراقة نادرة في سماء الأكراد الذين تمّكن مقاتلوهم في سوريا من كسْر حصار تنظيم داعش على "كوباني" واستعادة أراضٍ من خلافة التنظيم العابر للحدود بين سوريا والعراق."
وأكد الكاتب أن "حالة التمزق التي شهدتها سوريا مسبوقة بحالة شبيهة في العراق غداة الاجتياح ذي القيادة الأمريكية عام 2003 – تلك الحال جعلت هذا الشتات الكردي يفكر في استغلال الفرصة السانحة لإقامة دولته المنشودة... لكن هذه الفرصة قد تفلتت من بين أيديهم الآن بعد أن أظهر(الأكراد) أنفسهم أكثر مما كان ينبغي لهم."

وأوضح جاردنر قائلا "بُعيد إعلان الدواعش خلافتهم المزعومة حوالي منتصف 2014، إكتسبت القوى الكردية في المنطقة زخما.. وفي سوريا، أدى الانفجار التدريجي للدولة إلى تمكين الميليشيا الكردية (حزب الاتحاد الديمقراطي) من بسط نفوذها على مساحات من الأرض في الشمال الشرقي... وفي العراق، أضفى انهيار وحدة الدولة على حكومة إقليم كردستان الذاتية في الشمال – أضفى عليها العديد من سمات الاستقلال... وفي تركيا، أثناء وقف إطلاق النار بين القوات الأمنية وحزب العمال الكردستاني، اكتسب الساسة الأكراد في الجنوب الشرقي قدرا من ذاتية الحكم."

ونوه صاحب المقال عن أنه "ما أن أضفى ظهور داعش شرعية على المقاتلين الأكراد في سوريا والعراق حيث تصدوا للجهاديين، حتى بدأت أجراس الإنذار تدق في أنقرة حيث بدأ رجب طيب أردوغان الرئيس التركي الذي كان قد سعى إلى تصالح مع الأكراد في محاولة لإنهاء تمرد حزب العمال الكردستاني الذي دام 30 عاما – بدأ أردوغان في التراجع عن مسعاه... وبعد أن أحرز حزب الشعوب الديمقراطي المناصر للأكراد تقدما كبيرا في الانتخابات العامة في يونيو 2015، بدأ المستر أردوغان في معاملة الحزب كواجهة لحزب العمال الكردستاني."

ولفت جاردنر إلى أن "القتال بين القوات الأمنية التركية وحزب العمال الكردستاني استأنف أعماله العام الماضي بعد سلسلة من الهجمات من جانب داعش على الأهداف الكردية، وقد اتهم كل من العمال الكردستاني والشعوب الديمقراطي – اتهما الدولة بالتواطؤ مع الإرهابيين... غير أن حزب العمال الكردستاني حاول في رعونة فرْض حُكم كردي في مدن واقعة جنوب شرق تركيا، في محاولة لتقليد طريقة شقيقه السوري الذي استغل الحرب الأهلية عبر الحدود لاختيار مناطق حكم ذاتي."

ورأى الكاتب أنه "بينما استخدم المستر أردوغان ورقة القومية التركية، ظهر أن قادة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق كانوا يستغلون حالة وقف إطلاق النار لتدريب ميليشيا على شكل جديد من حرب حضرية غطت جنوب شرق تركيا وتجاوزت (سياسة) حزب الشعوب الديمقراطي، معطية زمام القيادة للمسلحين."

وتابع جاردنر قائلا "بدا ظاهرًا أن خط الحظ الكردي متواصلُ النقاط، بعد أن أسقطت تركيا طائرةً روسية مقاتلة في نوفمبر؛ فقد اكتسب حزب الاتحاد الديمقراطي رعاية مؤقتة من موسكو حيث رغب الرئيس الروسي في معاقبة صديقه السابق المستر أردوغان... لكن يبدو أن العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي ربما أفرطا في تقدير قوتيهما مرة أخرى، وقد بدأ الصراع السوري يتخذ شكلا مغايرا من جديد."

ونبه الكاتب إلى أن "ميليشيا أكراد سوريا استفزت تركيا بتحريك قوات غرب الفرات، مهاجمة داعش في شمال غرب سوريا ومحاوِلة في نفس الوقت ربْط الإقليم الشرقي بمدينة "عفرين" الغربية الكردية – في تلك الأثناء تصالح المستر بوتين مع المستر أردوغان... وشنت تركيا مدعومة من أمريكا، هجوما عبر حدودها ضد مدينة "جرابلس" الخاضعة للدواعش فيما أمرت واشنطن حلفاءها الأكراد السوريين بالانسحاب إلى الشرق عبر الفرات."

واختتم الكاتب قائلا إن"أيا من ذلك لا يصب في صالح طموح الأكراد بالخروج من هذا الاضطراب الإقليمي بحريتهم وحكمهم الذاتي معزَزَين؛ لقد تخلت روسيا عن حزب الاتحاد الديمقراطي ومالت الولايات المتحدة إلى جانب تركيا – خصوصا بعد أن أدى المستر أردوغان عرضا ضخما على مسرح علاقاته مع كل من روسيا وإيران... وبينما قد يبدو كل ذلك عابرا وغير مؤكَد، فإن الأمر يتطلب أكثر من ذلك بقليل لتقويض آمال الأكراد."

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق