أدب المهجر بين الأمس واليوم في «الشارقة للكتاب»
الجمعة، 06 نوفمبر 2015 12:39 م
ناقش الباحثان الدكتور صالح هويدي، وعبد الفتاح صبري، موضوع الأدب المهجري في ندوة بملتقى الكتاب، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في نسخته الرابعة والثلاثين، بعنوان: مبدعو المهجر في ظلال مغايرة، وأدار الندوة محمد عبد السميع.
قال الدكتور صالح هويدي، أدب المهجر هو التسمية القديمة التي كانت تطلق على الأدباء والمبدعين في المهجر، وكانت تسمى أيضًا أدب الشتات، أدب المنافي، أدب الغربة، وكان الأدب المهجري حاضرًا في نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، وكان أدباء المهجر من الشام، هم الذين فتحوا هذه الصفحة من الأدب العربي، حيث أسسوا في المهجر روابط وجمعيات أدبية، وأشار إلى أن سبب الهجرة حينها كان لأسباب اقتصادية، أو لأسباب سياسية من جراء ظلم الدولة العثمانية.
أضاف هويدي، أن تميز الأدب المهجري بالنزعة الإنسانية والتأملية، والحنين إلى الوطن، أما الأدب المهجري الجديد فهو أدب أكثر لوعة وأكثر إيلامًا لأن الأحداث التي عاشها الأديب العربي المعاصر في معظم البلدان العربية للأسف كانت أحداثًا كارثية، فلم يستطع المبدع النجاة بنفسه، ولم يستطع الحفاظ على حلمه الإنساني والإبداعي، ولم يقتصر الأمر على أدباء الشام، بل كل الوطن العربي.
وأشار هويدي إلى أن أدباء المهجر الحديث استطاعوا أن يبدعوا في مختلف ألوان الإبداع، وأثاروا انتباه الآخر وحصدوا جوائز في الغربة نظير ألوانهم الإبداعية، لافتًا إلى أن الحديث عن المبدعين اليوم تجاوز مسألة الحنين، فالمبدع اليوم يعاني من التشظي في الروح والانفصام والحنين إلى المجتمع العادل، والحاجة إلى المساواة.
وتحدث عبد الفتاح صبري، عن تجربة وحياة المبدع في المهجر، مركزًا على حالته الشخصية كنموذج، مع أنها في بلد عربي شقيق، فهو أمضى أكثر من 3 عقود في الإمارات، بين أهله ومع أسرته، لكنها بشكل ما غربة، إنها غربة عن المكان الذي ولد فيه وتشكلت فيه ذاكرته الأولى وأحلامه وطموحاته، وهو كما أي مبدع، كما أثر في المكان تأثر فيه، وهذه هي حالة المبدع في الغربة والمهجر، يؤثر ويتأثر، وهو من الجيل الذي جاء فيبدايات تأسيس دولة الاتحاد، وكما غيره تفاعل مع المجتمع وأفراده، وعلّم وثّقف كثيرين، وتعلّم من كثيرين هنا في الإمارات.
وقال صبري اليوم هناك هجرة لمبدعين عرب إلى الإمارات، ومع بدايات تأسيس الدولة وقبله بقليل كانت هذه الهجرة، وكأن التاريخ يعيد نفسه، فقد كانت الإمارات تشهد هجرات من أماكن مجاورة من العراق والسعودية مثلًا باتجاه الساحل، لافتًا إلى أن بعض من هاجر حينها إلى هذه المنطقة كان من المتعلمين والمتنورين وحملة القرآن الكريم، لديهم بعض العلوم الدينية والدنيوية، هم مغتربون قدموا إلى دبي والشارقة، فعلموا وتعلموا، وتتلمذ على أيديهم رجالات أصبحت قادة في الفكر والأدب والإدارة وغيرها من المجالات، وهنا نتحدث عن أثر المغترب في المكان وعن أثر المكان في المغترب، وهو ما يجري في الإمارات، حيث نؤثر ونتأثر.