الريال السعودي يطفىء فرحة الحجاح.. ارتفاع ملحوظ فى سعر صرفة بالبنوك.. الدولة تتخد منهجًا ملتويا لتقليص أعدادهم.. وخبراء يؤكدون: يزيد من حدة الفجوة الاقتصادية بين الدول
الثلاثاء، 23 أغسطس 2016 10:45 م
جاء ارتفاع سعر الريال السعودى أمام الجنيه المصرى، ليعكر صفو الحجاج، ويزيدهم غضبًا، فحال ذهابهم للبنوك لتغير العملة المصرية لنظيرتها السعودية، فوجئوا بارتفاع سعر الريال، وأشار الخبراء الاقتصاديين إلى زيادة فجوة الأزمة الاقتصادي بين الدول حال استمرار ارتفاع الريال.
ونوه الخبراء إلى أن مساعى تقليل عدد الحجاج ليس بالضرورة تدفع الدولة لاتخاذ سياسات ملتوية، وأشاروا إلى أن هناك العديد من الطرق يمكن من خلالها تحقيق الهدف المرجو منه ولكن بطرق علنية.
مخالفة صارخة للقانون والدستور
في البداية، قال الدكتور مدحت نافع، الخبير الإقتصادي، إن ارتفاع سعر الريال السعودى يعد مخالفة صارخة للقانون والدستور، مؤكدًا أن التعاملات البنكية تكون وفق ما يحدده البنك المركزي لسعر الصرف وليست السياسة البنكية.
وأضاف «نافع» في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، أن حال استمرار ارتفاع سعر الريال السعودى ستخلق فجوة اقتصادية بين الدول، متسائلًا: «أين المنطق التي تتخذة الدولة في التعاملات المالية؟»، فبعد أن أغلقت الجهات الرقابية محلات صرف العملات التي كانت تتلاعب في أسعار الصرف للحد من الأزمة الإقتصادية، إتجهت لسلك طرق ملتويه لسد العجز المالي بطريقة غير مشروعة، وهي «تدعم الإقتصاد من جيب المواطنين».
وتابع «نافع»: إذا كانت الدولة تسعي لتقليل عدد الحجيج المصريين فلابد أن يكون ذلك معلنًا أمام الجيمع، خيرًا من أن تتخذ سياسات ملتويه، لتنفيذ خطتها ونهج طريقة الكيل بمكيالين.
وطالب الخبير الإقتصادي الحكومة المصرية والقائمين علي الراقبة المالية بتوقيع أقصي العقوبات علي مرتكبي هذة المخالفة، مؤكدًا أنه إذا تم غض الطرف عنها، فإن الأزمة الإقتصادية ستزداد.
سبة في جبين الإقتصاد المصري
ومن جانبه، قال صلاح الدين فهمي، استاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر: «هذا يعد سبة في جبين الإقتصاد المصري».
وأضاف «فهمي» في تصريحات خاص لـ«صوت الأمة»، أن الطرق الملتوية التي تتخذها البنوك المصرية مع المواطنين وخاصة في التعاملات مع العملات الأجنبية، سوف تؤدي إلي الكثير من الإنهيارات التي تلاحق الإقتصاد المصري، لافتًا إلى أن هذة السياسات تفتح الباب أمام مهربين العملة المصرية خارج البلاد.
سياسات اقتصادية
بينما قال الدكتور مختار الشريف، استاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة: «هذا ليس جديد علي البنوك المصرية فهذه السياسة يتم إتباعها منذ سنوات في موسم الحج».
وأضاف «الشريف» في تصريح خاص لـ«صوت الأمة»، أن المؤسسات الإقتصادية والمصرفية تسعي لدعم الإقتصاد المصري من خلال العديد من الطرق.
وحول فتح الباب أمام تهريب العملة المصرية، قال أستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة، إنه يعد تدهور للجنيه المصري أمام الكثير من عملات دول العالم.
وكان قد شهد سعر الريال السعودي إستقرارًا مقابل الجنيه اليوم، الثلاثاء، في السوق السوداء عند مستوى 3.40 جنيه للشراء، و3.50 جنيه للبيع في بعض المناطق، بسبب اقتراب موسم الحج وسط تراجع في موارد الدولة من العملة السعودية بسبب تراجع معدلات السياحة العربية وتراجع الصادرات.
وأكد متعاملو سوق الصرافة أن زيادة الطلب على الريال السعودي بالنسبة للمسافرين إلى المملكة العربية السعودية أدت لارتفاع أسعاره بالسوق السوداء، خاصة فى ظل نقص العملة العربية فى البنوك.
وسجل السعر الرسمي في البنوك 2.35 جنيه للشراء و2.36 جنيه للبيع.