مزاد أخلاقي بين أمريكا وروسيا على صورة «الطفل عمران»
الجمعة، 19 أغسطس 2016 06:25 م
وصف متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية الطفل عمران الذي تم انتشاله من تحث الأنقاض ملطخًا بالدماء في حلب بأنه يمثل "الوجه الحقيقي" للأزمة السورية، في حين نفت روسيا أن يكون "عمران" قد أصيب في غاراتها.
وصدمت صورة الطفل عمران بوجهه الصغير الملطخ بالدماء والغبار، الملايين حول العالم في وقت لا يزال أيضًا آلاف الأطفال الآخرين عالقون في دوامة الحرب في سوريا، تروعهم الغارات أو ينتظرهم الموت جوعا في المدن المحاصرة.
وتصدرت صورة الطفل الحلبي البالغ من العمر أربع سنوات الصفحات الأولى في الصحف العالمية ومقدمات نشرات الأخبار وتناقلها الملايين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم، في وقت اعتبرت واشنطن أنها تجسد "الوجه الحقيقي للحرب" التي تعصف بسوريا منذ منتصف مارس 2011.
ووصف متحدث باسم وزارة الخارجية الطفل عمران بأنه يمثل "الوجه الحقيقي" للأزمة السورية، وقال جون كيربي بهذا الخصوص "هذا الطفل الصغير لم يعش ولو يومًا واحدًا في بلاده بدون حرب وقتل ودمار وفقر.
وظهر "عمران" بعد دقائق من نجاته من غارة استهدفت منزله في حي القاطرجي الواقع تحت سيطرة الفصائل المعارضة، في شريط فيديو بثه مركز حلب الإعلامي القريب من المعارضة يجلس على مقعد داخل سيارة إسعاف يرتدي سروالًا قصيرًا والغبار يغطي جسده.
ويبدو الطفل مذهولًا ولا ينطق بكلمة يمسح بيده الدماء التي سالت من وجهه ثم يعاينها بهدوء قبل أن يمسحها بالمقعد من دون أن يبدي أي ردة فعل.
وترى المتحدثة الإعلامية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جولييت توما في تصريح لفرانس برس أن صورة عمران هي "تذكير بهول الحرب وتأثيرها الوحشي على الأطفال"، وتضيف "يجب أن تهز هذه الصورة ضمائر العالم".
من جهتها نفت روسيا، اليوم الجمعة، أن تكون إحدى غاراتها تسببت في إصابة الطفل السوري عمران البالغ من العمر 4 سنوات، ونشرت وزارة الدفاع نفيا رسميًا أكدت فيه عدم تنفيذ غارة جوية مساء الأربعاء على شرق حلب عندما التقطت صورة الطفل مغطى بالدماء.
وقال ايجور كوناشنكوف المتحدث باسم الوزارة في بيان "إن الطائرات الروسية التي تنفذ عمليات في سوريا لا تحدد بتاتا أهدافا داخل مناطق لا تشهد قتالا".
وأوضح "كوناشنكوف" أن حي قاطرجي لم يكن ضمن أهداف الطائرات الروسية لأنه قريب من ممرين إنسانيين فتحتهما موسكو للسماح للسكان بالفرار، ووصف الأنباء التي نشرتها وسائل الإعلام الغربية عن عمران بأنها "استغلال منافق" للوضع المأساوي في شرق حلب يندرج في إطار "الدعاية المناهضة لروسيا".
ويذكر أن تقريرًا أصدرته منظمة يونيسف تزامنًا مع دخول النزاع في سوريا عامه السادس في مارس، أفاد أن نحو 3.7 مليون طفل سوري، أي واحد من بين ثلاثة أطفال سوريين، ولدوا منذ بدء النزاع "لم يعرفوا إلا العنف والخوف والنزوح".
وأوردت أن "الملايين من الأطفال كبروا بسرعة هائلة وقبل أوانهم بسبب سنوات الحرب"