صاحبة الصوت الذهبي «هدى سلطان» في ذكرى ميلادها الـ91.. حفظت القرأن في صغرها.. توجهت للغناء اقتداءً بأخيها «محمد فوزي».. تزويجها في سن الـ14 لمنعها من الغناء.. وتوفيت بـ«سرطان الرئة» دون أن تعلم
الإثنين، 15 أغسطس 2016 09:28 ص
يحل اليوم الاثنين15 أغسطس، ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة هدى سلطان، والتي تعد من نجمات الزمن الجميل التي استطاعت أن تنوع في أدوارها، من فنانة لها صوت جميل يأسر من يسمعه، إلى نجمة تتألق في سماء السينما والتليفزيون، فقدمت أدوارًا مختلفة ما بين اللعوب والمرأة المستهترة والأم الطيبة والقوية كالوتد الذي يحمي الأسرة، و«أم رحيم» في «الليل وأخره» وغيرها من الأعمال.
وفي هذا التقرير ترصد «صوت الأمة» أبرز محطات حياتها ومعلومات قد لا يعرفها الكثيرين عنها.
اسمها الحقيقي «جمالات بهيجة حبس عبد السلام عبدالعال الحو»، ولدت في 15 أغسطس 1925، بقرية كفر أبو جندي التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية.
هى شقيقة لخمس من بينهم الفنان محمد فوزي، والذي يكبرها بسبع سنوات، وتليه أيضًا شقيقتها الفنانة هند علام.
حفظت القرآن الكريم كاملًا في صغرها بكتاب قريتها، حيث اعتاد والدها استقدام شيخة تقرأ القرآن للنساء صباحًا وبشكل يومي، وكان يفعل نفس الشيء لأشقائها الذكور، والتي أحبتها بشدة وأحبت ترتيلها، وكانت لها الأثر الأكبر في حياتها في حبها للغناء واحترافه فيما بعد.
وغنت لأول مرة أمام الجمهور عام 1937، في إحدى حفلات المدرسة التي أقيمت على مسرح البلدية في طنطا، بأغنية لأم كلثوم، فصفق لها الجمهور بشدة، ومنذ ذلك الحين لم يفارقها الحلم أن تصبح مطربة.
ولكن الوضع لم يكن سهلًا بالمرة على عائلتها، فحينما سبقها شقيقها الفنان محمد فوزي، كان الرد عليه طرد من المنزل والتبرأ منه، أما «هدى» فكان الرد عليها عندما بدأت التلميح لهم، تزويجها في أول أيام عيد الفطر من محمد نجيب، وهي لا تزال في عمر 14 عامًا، وأنجبت ابنتها الكبرى «نبيلة».
ورغم ذلك لم تيأس وظلت تلح على زوجها برغبتها في الغناء وكان يرفض رفضًا شديدًا، وهو ما زاد من المشكلات بينهما إلى أن وصلت إلى الانفصال، بعدها اقتحمت مجال الفن.
بدأت ممارسة هوايتها بالغناء في حفلات أعياد الميلاد والخطوبة والزواج في محيط محدود، وزادت دائرة علاقاتها ودرست على يد الملحن أحمد عبد القادر الذي وصل بها فيما بعد للاعتماد كمطربة في الإذاعة، وسمعها الموسيقار رياض السنباطي فتنبأ لها بمستقبل باهر في عالم الغناء وأبدى استعداده للتلحين لها.
تقدمت لاجتياز اختبار لجنة اختيار المطربين بالإذاعة المصرية عام 1949، وأجازوا صوتها وأصبحت واحدة من نجمات برنامج جلال معوض «أضواء المدينة».
ومن ثم اتجهت إلى التمثيل فبدأت مسيرتها بفيلم «ست الحسن»، خاصة بعد أن أثبتت وجودها كفنانة في أفلام «امرأة في الطريق»، و«سواق نص الليل».
وصلت لمرحلة النضج بعد أن تزوجت من الفنان الراحل فريد شوقي، حيث اشتركت معه في العديد من الأعمال من بينها «رصيف نمرة خمسة، والنمرود، جعلوني مجرمًا» وغيرها من الأفلام.
وقد قدمت «سلطان» العديد من الأفلام منها «امرأة على الطريق»، و«عودة الابن الضال» للمخرج المصري الشهير يوسف شاهين، و«بيت بلا حنان، ونساء محرمات، والاختيار، وشيء في صدري، وعلاقة خطرة»، وفيلم «من نظرة عين» الذي يعد آخر أفلامها وظهرت فيه كضيفة شرف.
أما أشهر المسلسلات التي شاركت فيها فهى: «الليل وأخره، ونجم الموسم، وزينب والعرش، وأرابيسك، والوتد، وزيزينيا، وللثروة حسابات أخرى»، وغيرها، بالإضافة إلى السهرات الدرامية.
في عام 2000، قطعت «هدى» قرار اعتزالها الغناء وارتداء الحجاب في صمت بعد 30 عامًا بصورة استثنائية، حيث شاركت في أوبريت غنائي عن القدس بعنوان «القدس هترجع لنا» تم إعداده خصيصًا تضامنًا مع الشعب الفلسطيني بدون أي مقابل.
وفي 5 يونيو 2006، توفيت «سلطان» عن عمر ناهز 81 عامًا، بدون أن تعلم أنها مصابة بمرض سرطان الرئة، الذي عانت منه لمدة استمرت 4 أشهر، خوفًا على حالتها النفسية.