«انتبهوا أيها السادة».. طوائف العمالة فى مصر تحتضر.. «المعمار» تحت رحمة الدولار.. «الديون» سيف مسلط على الفلاحين.. عمال المحاجر: نواجه معاملة غير إنسانية.. وعمال الطوب: «سيبوا لنا المصانع يا حكومة»
الأحد، 14 أغسطس 2016 10:58 ص
على طريقة عنتر بطل فيلم «انتبهوا أيها السادة»، الذي قدم فيه الفنان محمود ياسين دور الزبال عن آلام طوائف العمالة غير المنتظمة فى مصر، فلم يمد "عنتر" يده لهذا أو ذاك، بل حفر فى الصخر لكسب لقمة عيشه بالحلال.
وعندما نفتش في تاريخ السينما عن تلك الأعمال التي جسدت معاناة عمال اليومية فى مصر تترامى أمامنا مشاهد قليلة جدا، وفي معظم الأحيان كانت طوابير العمال الباحثين عن قوت يومهم والساعين للرزق مجرد خلفية لإبراز الفقر المدقع، أو كشف الستار عن فساد هنا أو هناك، أما فى الواقع فقد استهانت الدولة بحقوق العمال، في ظل أوضاع متدنية فقدوا فيها حقوقهم وعانوا من القهر.
في هذا التقرير رصدت «صوت الأمة» معاناة طوائف عمال اليومية فى مصر.
سادت حالة من السخط بين صفوف طوائف العمالة نتيجة زيادة أسعار الدولار، فعلى سبيل المثال عانت طائفة المعمار ما بين البنا، ومبيض المحارة، نجار المسلح، عمال المحاجر، من ارتفاع سعر الحديد والاسمنت ومواد البناء "الزلط والرمل والطوب، وجعلهم يصرخون جراء هبوط سوق العمل وتراجع الإقبال على البناء ما يجعلهم ينتظرون انخفاض الأسعار وفى ظل هذا الانتظار يذهب العامل الفقير ضحية الغلاء.
طائفة المعمار
سالم عبد اللطيف، عامل بناء يقول: «الغلابه من العمال المستغلين من أصحاب الأموال لايجدون من يدافع عن حقوقهم فى ظل حالة الكساد الطاحنة فى مصر فنحن نعمل بأبخس الأجور وبدون تأمين صحى أو اجتماعى، وليس لدينا أى ورق فى الدولة سوى البطاقه الشخصيه بصورة شاحبة كئيبة وخانة مدون عليها بدون عمل».
من جانبة يقول سيد حسن، عامل خرسانة، وخريج كلية الحقوق جامعة المنوفية: تحجرت كتل الأسمنت على نسيج ملابسه وشعره، بعد يوم عمل طويل، نعمل في ظروف عمل أقل ما توصف بأنها غير أدمية، نتعرض خلالها لشتى أنواع الإصابات المختلفة بدءا من ضربات الشمس انتهاء بأمراض الغضروف.
تظهر بقع العرق على طاقية الرأس التى يرتديها أحمد سليم، حداد مسلج من محافظة البحيرة وعلى أطراف ملابسه وبنطاله، إذ يعمل الشاب فى نقل أسياخ الحديد القاسية، ويوضح أحمد مدى عناء وظيفته مع ارتفاع درجات الحرارة فى فصل الصيف، مضيفًا أن عمال المسلح هم الطبقه المظلومه فى تلك الدوله فلا تامين ولا اى شىء ولا يتم الاستعانه بهم فى الاعمال الحكوميه.
طائفة الفلاحين
ولم تعلم طائفة الفلاحيين يوما أن اقتراض 3 آلاف جنيه من بنك التنمية والائتمان الزراعي لشراء تقاوى البطاطس ستكون السبب الرئيسي في سجن الفلاح الصغير وحرمانه من رؤية أبنائه وبناته.
وفى تعقيبه على هذة الحالة التى يمر بها الفلاح المصرى يقول الحاج فتحى البهنساوى، فلاح من محافظة القليوبية: ده حالنا لما نكبر فى السن هيخدوا صحتنا ويرمونا ومش هتلاقى قدامك غير انك تطلع ابنك او بنتك من المدرسه علشان تأكلك
طائفة عمال المحاجر
ويخاطر أفراد طائفة عمال المحاجر بصحتهم لتأمين معيشتهم. وقد سجلت حالات عديدة لعمال يعانون من أمراض خطيرة بالرئة نتيجة التعرض للغبار والآلات الخطرة.
مع صلاة الفجر من كل يوم تجدهم منتشرين في الميادين العامة بمحافظات مصر ينتظرون مجيء أحد المقاولين للذهاب معه إلي العمل في المعمار أو إنشاءات المباني كعمال يومية.
القاسم المشترك فيما بينهم هو التهميش فمعظمهم تخطي الستين من العمر. وبينهم من هم في ريعان الشباب. والأغرب أن أكثرهم يحملون تعليما جامعيا أو علي الأقل تعليما متوسطًا.
ويقول محمود على، عامل من محافظة المنيا، إن عمال المحاجر يواجهون ظروف عمل غير إنسانية وجشع من قبل أصحاب المحاجر والذي لم يكتفي بسرقة العمال بل يحاول قتلهم ومراكمة المليارات من الجنيهات على جثثهم.
طائفة عمال الطوب
كما تعاني طائفة عمال الطوب من العديد من الأمراض، بسبب العمل لساعات طويلة في الطين ووسط الدخان الذي يخرج من أفران حرق الطوب، وسط تجاهل من قبل الدولة لتلك الفئة المهمشة، والتي تعاني الكثير من مشكلات منها إغلاق مصانع الطوب في الفترة الأخيرة.